19 ديسمبر، 2024 7:09 ص

نزيف البلد والتهم الجاهزة

نزيف البلد والتهم الجاهزة

لايخفى على القاصي والداني مايمر بجسد هذا البلد من نزيف يومي بكل اعضاءه فمن ينكر نزيف الدم العراقي الذي تروت به تربة العراق من اقصاه الى اقصاه ؟ ومن ينكر الفساد المالي والاداري الذي جعل العراق في قمة الدول الفاسدة ؟ ومن ينكر الفساد الاخلاقي الذي وصل ذروته في بلد الانبياء والائمة الاطهار؟ . وكل هذا بالطبع لم يقم به اجانب او جاءوا من كوكب اخر بل هم ابناء هذا البلد العراقيين بالاصل وليس بالتجنس , وحينما نشاهد هذا الكم الهائل من الجرائم وفي شتى الميادين ونشاهد الترتيب الذي تجري من خلاله تلك الخروقات يقف العقل عاجزا امام تصور قدرة الفرد او المجموعة من القيام بتلك الامور , اذن لابد لهم من دعم خارجي وذلك الدعم الخارجي ليس كافيا مالم تسانده قوة فاعلة ومؤثرة في الداخل تقوم بتوصيل المعني الى هدفه ( بغض النظر عن الخوض في تفاصيل هذا الهدف ) اذاً اصبح من المؤكد خلال الطرح هو وجود ايادي نافذة ومتنفذة تعين هذه العمليات لاجل تحققها على ارض الواقع ومن البديهي ان من يملك هذه المواصفات هم السياسيين العراقيين لما يملك هذه البلد من فوضى عارمة تسمح لمن هب ودب ان يتحكم بزمام الامور, ومن البديهي ايضاً ان يكون من حق السلطة التنفيذية ان تقوم بالواجابات الموكله اليها من قبل السلطة القضائية كونها هي الوحيدة (السلطة القضائية) المختصة باطلاق اوامر القبض بخصوص من تثبت بحقهم الجرائم بعد الاطلاع على الادلة الموجبة لذلك , وهنا تسكب العبرات حيث ان السلطة التنفيذية تصاب في حيرة من امرها وطبعا هذه الحيرة في العراق فقط كونه استثناء في كل شي وحيث ان الحكومة تمثل المكون الشيعي فاذا كان المتهم شيعي فعند تنفيذ مذكرة القبض يصبح الامر تسقيطا سياسيا واذا كان المتهم سني اصبح التنفيذ طائفيا واذا كان المتهم كردي يصبح التنفيذ تصعيدا قوميا وهلم جرا , وعلى هذه الحالة سوف يبقى الدم جاريا والمال منهوبا , المشكلة في العراق بالاصل هي مشكلة سياسية وادواتها تارة تكون طائفية وتارة قومية انا لاانفي ذلك ولكن لابد ان يكون العلاج للجرح نفسه لابد ان نضع ايدينا على الجرح لا ان نجرح جرح اكبر حتى يغطي بالمه على الالم القديم لابد لكم من الصدق مع ذاتكم اولا ومع الناس الذين اوصلوكم لمقاعدكم ثانيا دعوا القضاء يقول كلمته الفاصلة واذا كنتم تدعون ان القضاء مكون من طائفة معينة فذلك كفر وبهتان عظيم لانكم بمحاصصتكم جعلتم كل شئيا شيعا واحزاب بحيث لايوجد اي شي مستقل في العراق لسبب بسيط ان الاستقلال بنظركم هو التبعية لكم فما من هيئة اختلفت معكم الا وكانت غير مستقلة وانها مسيسة واذا توافقت مع مطالبكم تصبح نزيه . ليس لنا امل بكم ولكن لابد لنا من ان نرمي حبال الامل على من يقول كلمة الله في الارض وهم القضاة فاليكم تتوجه انظار اليتامى فكل العراق يتامى ماعدا السياسين.         
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات