منتدى الاقتصاد العالمي يقر مهارات العمل لـ 2020
خطب الامام علي.. عليه السلام، محذرا أهل العراق، من تهاونهم في حسم الامور العالقة، التي يرى بحكمته الملهمة من علم رسول الله الذي يوحى له من الرب، أنها ستخرج عن سنة النبي وخلفائه الراشدين، ولم يتعظوا جارين على أنفسهم هول ما تداعت إليه الحضارة العربية، من إنهيار، بحساب المفاصل التاريخية.. عندما يقف الزمن على مفترق طرق متعددة الخيارات، كمثل الانتخابات المقبلين عليها، ووراءنا فقر واهمال خدمات وإرهاب متربص، تظهر فقاعاته في دول قريبة وبعيدة، و… ناس تريد الانفصال.. من شمال المركز وجنوبه وغربه وآخرون فاسدون “أشكرى – علنا”.
بالمقابل الوفورات المادية والسياسية المتحققة لدينا ليست بحجم التحدي؛ لاننا في مرحلة بحاجة لسلطة انقاذ، ممكن تسميتها تشكيلة وزارية او مجلس نيابي، تعمل بروح فريق الدفاع المدني الحامل أدوات الانقاذ لبرج إنهار مكتظاً بالساكنين او باص مدرسة إحترق وإنقفلت أبوابه حول الاطفال.
مجلس النواب العراقي بدوراته السابقة، لم يدرك هول المهمة، تخطاها الى مصالح أعضائه.. شخصيا وفئويا، بل حتى دستور 2005 كتب تحت هاجس نفعي وليس وطنيا، اما الدورة اللاحقة من مجلس النواب، التي يجري التثقيف لمرشحيها حاليا، إستعدادا ليوم السبت 12 أيار 2018، عندما تغلق صناديق الاقتراع ومصير الامة العراقية داخلها، فهو مجلس قادم بصراحة… سعيا للامتيازات، ولو يمتلك الشجاعة لسن تشريعا قانونيا يحجب الفائدة المادية من عضوية المجلس وجعلها تطوعية؛ ولنرى كم مرشحا يستقتل للجلوس على مقعد صلب تحت قبة المجلس الموقر، وهل سيكتفي بخدمة شعبه وقارا.
يعاني العراقيون الان جوعا وخوفا ونقصا من الثمرات، فكم نائبا يرشح نفسه لطمأنة خائف واشباع جائع، متنازلا عن راتبه والحمايات والـ… سيارة مصفحة وقطعة ارض يتسلمها ليبني عليها مجمعا سكنيا يتبرع بتوزيعه مجانا بين الفقراء مؤمنا لهم خدمات تقي المريض غائلة الفقر وتوفر للطفل مدرسة ذات جدران ومقاعد و… مناهج تعليم تواكب التقدم الكوني الذي تخلفنا عنه مئات السنوات الضوئية!
هل فكر النواب بمواكبة العالم الذي بدأ يتخطى النفط بمصادر طاقة نظيفة؛ فيوجد بدائل مادية تمول الموازنة التي يسد مجلس الوزراء عجزها من ضلع الفقراء وحرمانهم من الخدمات بمشاريع تزيد المعدم ضنكا والمترف ثراءً؛ يؤدي الى إنشقاق البلد بإتجاهين متعاكسين.. نحو فقر مدقع وغنى فاحش يبددان الولاء لوطن لا يعنى بأبنائه!
على مجلسي النواب والوزراء اللذين يتشكلان بعد السبت المرتقب، ان يعترفا بان العالم اوجد بدائل عن الطاقة فليوجد العراق بدائل اقتصادية قبل ان يضطر عموم العرب لشرب نفطهم، من خلال تشجيع مهارات العمل التي اقرها منتدى الاقتصاد العالمي للعام 2020، وعلينا بناء منظومة وطنية تتمثلها كي نتماهى مع العالم.
ومهارات 2020، هي: النقل الذاتي والاليات المتقدمة والذكاء الاصطناعي والتعلم الالي والمواد المتقدمة والتكنلوجيا الحيوية وعلم الجينوم والمركبات المستقلة والطباعة ثلاثية الابعاد وتكنلوجيا النانو وعلوم المواد وتخزين الطاقة والحوسبة الكمية والقرية الكونية والاتكيت ومرونة التكيف بالهجرة والتفاعل والتفاؤل والتخصص والعمل الجماعي وتجاوز الحساسيات غير المبررة واعتماد الهندسة الوراثية واستقصاء الثروات وتحويل الثانوي منها الى اولي والارتقاء بالتعليم الى ابسط وادق ما يمكن معرفيا وربط التعليم الجامعي بحاجة السوق والافادة من خبرات الماضي في صنع المستقبل والتماهي مع المستجدات وسن تشريعات قانونية كافلة للتطور الحضاري وتشجيع المهارات الفردية على التخصص بالمتوفر بيئيا وخلق حاجة نفسية وسيوسيولوجية لدى الفرد والمجتمع للتطور وتوفير مستلزمات تحقيقها وتفعيل الافادة من براءات الاختراع ميلا بها الى ما هو تطبيقي اكثر من الانساني والجمالي.
فهل يتفاعل نواب ووزراء الفترة الانتخابية المقبلة مع “مهارات العمل” التي اقرها منتدى الاقتصاد العالمي، أم لا يبغون سوى إستخلاص أسمائهم من فوهة صناديق الاقتراع، وليذهب الشعب وربه يقاتلان، وهم تحت تبريد مجلس النواب صيفا وتدفئة مجلس الوزراء شتاء.. قاعدون!؟
قيل للامام: ما تلك يا أبا الحسنين؟ أجاب.. عليه السلام: شقشقة جاشت.