22 ديسمبر، 2024 8:31 م

نزاهة النواب سبيل الى حكومة مثلى

نزاهة النواب سبيل الى حكومة مثلى

تتوزع القوى فلسفياً، بين: نفسية وعقلية ونظرية، وسياسياً تقوم على قدرة التأثير والمشاركة الفعالة في صنع قرارات المجتمع، وهي إجمالاً التحكم والسيطرة والطاقة العامة للدولة.

لا أضيف جديداً إذا قلت تبددت قوة العراق وجوداً وحدوداً.. نظرياً وميدانياً؛ بتهميش الدولة وتشظي القرار، وبات الأمر مناطاً بمن يجمع شتات الإحباط وثمالة العزيمة الخائرة؛ ليعيد وطناً بنته إرادة الخير وهدمته نوايا الشر.

وتحت هذه الهواجس، إنتفى وقت خيارات المفاضلة بين المرشحين الى عضوية مجلس النواب، بعد زحف عقارب الساعة عن الخامسة من عصر الأحد 10 تشرين الاول 2021 وبات الامر مجرد وقت يفصح عمن سيستناب لمقعد وثير تحت قبة البرلمان المكيفة.. لا برد في الشتاء ولا حر في الصيف ولا كهرباء تنقطع ولا راتب يعجز عن مجاراة غلاء المعيشة.

فأي واحد من ثلاثمائة وستين عضواً سيفكر بـ “الخايفة جنها”:

“يالواعدتني ورحت أخافن ينكطع وعداك.. ويضيع ذاك الوعد بين مواصلك وإعداك… من حيث جفك سند للخايفة جنها”.

والخوف في العراق مهرجان.. كرنفال جوع وإرهاب وعوز ومرض وشحة خدمات وفساد و… ما أنزل الشيطان ما شاء منزلاً، فهل من مجير للعراقيين من بين الـ 360 نائباً؟ أم كلهم ينتخون لإنتشال العراق مما يعانيه؟

الإجابة تتطلب سلسلة من إجراءات تبدأ بالناخب ولا تنتهي بالمرشح.. إطلاع دقيق على مواصفات المرشح الذي يصوِّت له الناخب، ومشاركة قوية تقطع الطريق أمام من يفكر بالإستيلاء على البطاقات التي لم يتسلمها أصحابها؛ فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وهذا يتطلب مناهج عمل نيابية، تحسن شد وثاق التشكيلة الوزارية التي يتمخض عنها البرلمان.

ولأن فاقد الشيء لا يعطيه؛ فما لم يكن مجلس النواب قوياً لن يتصدى للعواصف الطامعة بالعراق، وهي تتمظهر بشخصيات وطنية تفرض مصالح دول وإيديولوجيات تحيل إقتصاد العراق وشعبه الى خدم في حضرة إرادات خارجية.

فإذا ما صوت الشعب.. كل في دائرته.. لأناس كفء للمهمة النيابية، في بلد ينوء بأعباء موارة، مشرعاً من دون مصدات في مهب عواصف تكتسحه أعزلاً وسط حرب ضروس؛ فإن الأحلام تتحقق والآمال لن تخيب…