17 نوفمبر، 2024 8:47 م
Search
Close this search box.

نزاع عشائري جديد في ميسان

نزاع عشائري جديد في ميسان

من حين إلى آخر ينشب نزاع دموي بين عشائر إحدى المحافظات تستخدم فيه كل أنواع الأسلحة ، خفيفها ومتوسطها وثقيلها . فتعلو عندئذ احتجاجات المواطنين المسالمين واستغاثاتهم ، وتضطر الدولة إلى إرسال قوة عسكرية لفض النزاع ، وتقوم هذه القوة عادة باستعراضات ظريفة لطيفة فتجوب القرى والأرياف بآلياتها ( بحثاً عن المطلوبين ومصادرة الأسلحة الثقيلة ) .
وعادة لا يخلو هذا الاستعراض من تصريح مصور لقائد القوة يعلن فيه عدد الذين ألقي القبض عليهم من المطلوبين ، مع صور خلفياتهم والأسلحة التي صودرت منهم ومن غيرهم .
حتى إذا بدا أن الأمر قد استتب وعادت الأحوال إلى طبيعتها ، نشب نزاع جديد ، في المحافظة نفسها أو في غيرها ، تلعلع فيه البيكيسيات والدوشكات والهاونات ، وعادت الدولة فأرسلت قوة استعراضية جديدة ، وعادت القوة لتستعرض كأختها التي سبقتها ، ولتنهي استعراضها بالطريقة نفسها انتظاراً لنزاع جديد .
هكذا هو الحال في محافظات البصرة وذي قار والقادسية والمثنى وميسان منذ سنوات ، والحكومات المحلية كلها تتحاشى اتخاذ إجراءات حازمة صارمة بحق الجناة الحقيقيين رغم معرفتها بهم وبدوافعهم ، وتلقي العبء على الحكومة الاتحادية المشغولة بمطاردة الإرهاب . وبذلك تفرط بهيبتها وبهيبة الدولة وتشجع هؤلاء الجناة على التمادي في غيهم .
ولكن المراقب المتتبع يستطيع أن يلاحظ أن هناك شبكة معقدة من العلاقات السياسية والمصالح المشتركة بين الأحزاب والعشائر ورجال السلطة المحلية هي المحرك الرئيسي لهذه النزاعات ، وكل طرف يتستر على الآخر حفاظاً على مصالحه ، وعلى الحكومة الاتحادية أن تدفع الثمن .
نقلا عن صفحته الشخصية ـ فيس بوك

أحدث المقالات