22 ديسمبر، 2024 6:29 م

من اكبر مصائب العراق في عهد الديمقراطية هو حكم الاجانب, وتحكمهم بمصير العراقيين, فهل تصدق ان المناصب الكبرى والحساسة احتكرها مزدوجي الجنسية, ممن يعتبرون الجنسية الاجنبية الاصل, والعراقية هي فقط لكسب المنصب! فالرئاسات الثلاث والوزارات والبرلمان والمحافظين كانت ومازالت حكرا على الاجانب, وبالطبع ان للفساد ارتباط بحكم الاجانب, لان الولاء ليس خالصا للعراق, بل ان لهم مرجعيات اخرى! والغريب ان المطالب الشعبية الواسعة التي صرخت بوجه الطبقة الحاكمة وطالبتها بترك الجنسية الاجنبية, والبقاء على الجنسية العراقية, لكنها واجهت رفضا مستميتا من الطبقة الحاكمة, فلن يتنازل شخص واحد عن جنسيته الاجنبية.

اليوم عندما تسأل أي مواطن العراقي بماذا تحلم؟ سيجيبك وعلى الفور: بانه يحلم بحكم رئيس وزراء عراقي نزيه.

ذات مرة سئلني عجوز طاعن في السن عن معنى مزدوجي الجنسية, فحاولت ان اشرح له, في النهاية فهم ان مزدوجي الجنسية منافقين أي يحملون وجهين, وجه عراقي يحكموننا به, ووجه اجنبي سري يعطيهم القوة والحماية من أي مسائلة, الحقيقة ارتحت لفهمه, فهو قريب للواقع العراقي تماما, فمصيبتنا بالنفاق هي الاصل, ولولا هذا المرض لما تحكم بنا الفاسدون والدواعر.

نتمنى من المرجعية الصالحة ومن منابر الجمعة لما لها من تأثير قوي في القرارات العراقية, ان تثبت اصل في دعواها لاختيار رئيس الوزراء للقوي والنزيه, بان يكون عراقيا خالصا من غير مزدوجي الجنسية, كي نضمن ولائه للوطن بنسبة اكبر.

لقد جربنا البريطانيون والفرنسيون والكنديون والاستراليون والامريكيون والايرانيون, وجنسيات عديدة اخرى, في الكثير من المواقع الحساسة والمهمة والرسمية, وقد وحان الوقت كي نجرب عراقي في حكم العراق, فأقولها وبكل صراحة نريد رئيس عراقي شريف وقوي.