تقريري هذا موجه لأطباء العراق كافة عبر ممثليتهم القانونية “نقابة الأطباء العراقيين” وفروعها في كافة المحافظات بعد أن تخليتم عن واجبكم الإنساني في حماية الشعب العراقي من مخاطر صحية تعانون أنتم أيضا منها بعلم او دون علم. وها قد حان الوقت أن تتحركوا وترفعوا أصواتكم عاليا كما فعلها أقرانكم في جمهورية ألمانيا الإتحادية حين أصدروا نداءهم المعروف بــ “نداء فرايبرغر Freiburger Appeal” المذكورة تفاصيله أدناه، عندها أترك الأمر لضمائركم والتزامكم بالقسم الذي رددتموه عندما أصبحتم أطباء تعالجون المرضى وتحمون الإنسان من المرض. وكخبير دولي بالصحة البيئية، فإني أحملكم المسؤولية التاريخية والقانونية والأخلاقية للتحرك وعلى كافة المستويات من أجل رفع هذا الخطر الصحي القاتل عن إخوانكم أبناء شعب العراق.
في البداية، ماذا تقولون عندما تصدر السلطة التشريعية قانونا مر عليه 12 عاما ولم تلتزم به مؤسسات الدولة كافة، وخصوصا المؤسسات المعنية بتنفيذه بالدرجة الأولى؟ قانون حماية وتحسين البيئة رقم 27 لسنة 2009 مثالا ساطعا، حيث لا تطبق أي مادة منه من قبل الوزارات كافة وبالأخص وزارة الصحة والبيئة المعنية الرئيسية بتطبيقه إضافة لهيئة الإتصالات.
إن كانت تلك الجهات الحكومية لم تطلع على ذلك القانون فتلك مصيبة، أو تحاول تسويف فقراته لسبب أو أسباب قد لا نعلمها فالمصيبة أعظم. وهنا أود أن أذكركم أولا بنص المادة 15 (خامسا) من هذا القانون حيث تنص على ما يلي: “يمنع ممارسة النشاطات الباعثة للأشعة الكهرومغناطيسية غير المؤينة والمنبعثة من محطات البث الرئيسية والأبراج والهوائيات الخاصة بالهواتف النقالة وغيرها إلا في نطاق التعليمات والضوابط التي تصدرها الوزارة (يقصد وزرارة البيئة سابقاً، ووكالة البيئة في وزارة الصحة والبيئة حالياً) لهذا الغرض”.
وبدون مناقشة تلك الفقرة في تقريري هذا، أضع بين أيديكم رسالة مهمة جداً بعثت بها مجموعة كبيرة من الأطباء الإختصاصيين الألمان إلى العديد من المؤسسات الألمانية المعنية بهذا الشأن ونشروها لكي يتعرف المواطنون على ما يصيبهم من مشاكل صحية خطيرة نتيجة نصب هذه الأبراج ونتيجة إستعمال الهاتف النقال، وسمي النداء الذي وجهته هذه المجموعة من الأطباء بـ “نداء فرايبرغر Freiburger Appeal”. وقد تبنت النداء ودعمته الجمعية متعددة التخصصات بالطب البيئي (عنوانها أدناه) التي نشرت نص نداء فرايبرغر Freiburger Appeal والذي هو صرخة من أطباء ذوي تخصصات مختلفة جاء فيه ما يلي، ومصدره مذكور في الرابط رقم 1 أدناه:
“بدافع القلق الشديد على صحة إخواننا من البشر، فإننا – كأطباء معروفين في جميع المجالات، وخاصة الطب البيئي – ننقل ما يلي إلى المؤسسة الطبية وتلك المتخصصة في مجال الصحة العامة والمجالات السياسية، وكذلك إلى المواطنين كافة:
لاحظنا، في السنوات الأخيرة، حدوث ارتفاع كبير في الأمراض الحادة والمزمنة بين مرضانا، وخاصة:
التعلم والتركيز والاضطرابات السلوكية (مثل اضطراب نقص الانتباه)
تقلبات شديدة في ضغط الدم، من الصعب التأثير عليها وعلاجها بالأدوية
النوبات القلبية والسكتات الدماغية بين السكان الأصغر سنا على نحو متزايد، وكذلك الأمراض التنكسية في الدماغ (مثل مرض الزهايمر) والصرع والإصابة بأمراض السرطان: سرطان الدم وأورام المخ
علاوة على ذلك، لاحظنا حدوث ارتفاع متزايد في العديد من الاضطرابات، من بينها تشخيص عادة ما يخطأ به على أنه مرض نفسي جسدي، ومنه: الصداع، والصداع النصفي، والإرهاق المزمن، والإثارة الداخلية، الأرق، النعاس أثناء النهار، طنين الأذن، والقابلية للإصابة بآلام الأنسجة العصبية والضامة، والتي لا تفسر الأسباب المعتادة حتى الأعراض الأكثر وضوحا.
نظرًا لأن البيئة المعيشية وأساليب الحياة الخاصة بمرضانا مألوفة بالنسبة لنا، فقد تمكنا أن نرى – خاصة بعد الاستقصاء الموجه بعناية – وجود علاقة زمنية ومكانية واضحة بين ظهور المرض والتعرض لإشعاع الموجات عالية التردد النبضي (HFMR)، مثل: تركيب محطة إرسال الهاتف النقال في المنطقة المجاورة واستخدام مكثف للهاتف النقال.
لم يعد بمقدورنا تصديق هذا ليكون من قبيل الصدفة البحتة، وذلك لأننا غالبًا ما نلاحظ تركيزًا ملحوظًا لأمراض معينة في المناطق أو الشقق الملوثة بإشعاع الأشعة الدقيقة (مايكرويف) عالية التردد (HFMR)؛ وغالبًا ما يتحسن أو يختفي مرض أو مرض طويل الأجل في فترة زمنية قصيرة نسبيًا بعد الحد من التلوث بإشعاع الأشعة الدقيقة (مايكرويف) عالية التردد أو التخلص منها في بيئة المريض؛ وغالبًا ما يتم تأكيد ملاحظاتنا بواسطة قياسات إشعاع الأشعة الدقيقة (مايكرويف) عالية التردد في الموقع ذو الكثافة غير المعتادة.
إعتماداً على تجاربنا اليومية، فإننا نعتبر تكنولوجيا الاتصالات النقالة الحالية (التي تم إدخالها في عام 1992 ومنذ ذلك الحين واسعة النطاق على مستوى العالم) لتكون من بين المحفزات الأساسية لهذا التطور المميت. لا يمكن للمرء أن يتهرب من هذه الموجات الدقيقة النابضة، إذ أنها تزيد من خطر التأثيرات الكيميائية / الفيزيائية الموجودة بالفعل، وتؤثر على الجهاز المناعي للجسم، ويمكن أن توقف الآليات التنظيمية التي لا تزال تعمل في الجسم. النساء الحوامل والأطفال والمراهقون وكبار السن والمرضى معرضون بشكل خاص لهذا الخطر.
أصبحت جهودنا العلاجية لاستعادة الصحة أقل فعالية بشكل متزايد: الاختراق المستمر دون عوائق للإشعاع في مناطق السكن والعمل، يسبب الإجهاد دون انقطاع ويمنع الشفاء التام للمريض.
في مواجهة هذا التطور المقلق، نشعر بأننا ملزمون بإبلاغ المواطنين بملاحظاتنا – خاصة وأننا نظرنا إلى أن المحاكم الألمانية تعتبر أي خطر من الإشعاع بسبب الهاتف النقال “افتراضية بحتة” (انظروا قرارات المحكمة الدستورية في كارلسروه و المحكمة الإدارية في مانهايم، ربيع 2002).
ما نراه في الواقع اليومي لممارستنا الطبية هو ارتفاع عدد المرضى المصابين بأمراض مزمنة وهو نتيجة لسياسة حدود السلامة غير المسؤولة، والتي لا تأخذ حماية المواطنين من الآثار القصيرة الأجل والطويلة الأجل لإشعاع أبراج الهاتف النقال كمعيار أساسي لحدوثه. وبدلاً من ذلك، فإنه يقدم إلى إملاءات تقنية معروفة بالفعل منذ فترة طويلة بأنها خطيرة. بالنسبة لنا، هذه بداية تطور خطير للغاية تتعرض صحة العديد من الناس للتهديد من خلاله.
لن نطلب بعد الآن انتظار المزيد من نتائج البحوث غير الواقعية – والتي تتأثر في تجربتنا غالبًا بقطاع الاتصالات بينما يتم تجاهل الدراسات الإيضاحية. نجد أنه من الضرورة الملحة أن نتصرف الآن!
قبل كل شيء، نحن، كأطباء، دعاة لمرضانا. من أجل مصلحة جميع المعنيين، الذين يتعرض حقهم الأساسي في الحياة والتحرر من الأذى الجسدي للخطر، فإننا نناشد أولئك الموجودين في مجالات السياسة والصحة العامة بدعم المطالب التالية واتخاذ الإجراءات أدناه:
إستعمال تقنيات اتصالات جديدة صديقة للبيئة، مع إعطاء تقييمات مستقلة للمخاطر قبل إدخالها، وكتدابير فورية وخطوات انتقالية
تثبيت حدود أمان أكثر صرامة وتخفيضًا كبيرًا في مخارج الإرسال و إشعاع الأشعة الدقيقة عالية التردد على نطاق يمكن تبريره، لا سيما في مناطق النوم والنقاهة
دعم من قبل المواطنين والمجتمعات المحلية فيما يتعلق بوضع الأبراج (والتي ينبغي الإستماع إلى مطاليبهم باعتبارها أمرا مفروغا منه)
تثقيف الجمهور، وخاصة مستخدمي الهواتف النقالة، بشأن المخاطر الصحية للمجالات الكهرومغناطيسية المنبعثة من أبراج الهواتف النقالة والهواتف نفسها
فرض حظر على استخدام الهاتف النقال من قبل الأطفال الصغار، وتقييد استخدامه من قبل المراهقين
فرض حظر على استخدام الهواتف النقالة في المدارس المتوسطة والثانوية والمستشفيات ودور رعاية المسنين وقاعات المناسبات والسيارات العامة والمركبات (كما هو الحال مع حظر التدخين).”
IGUMED, Bergseestr. 57, 79713 Bad Sackingen
Tel. 07761 913490, FAX 913491, e-mail: [email protected]
بعد قراءتكم لتقريري هذا، أتوجه لكم أنتم أطباء العراق، وكذلك أصحاب المساكن التي أنشئت أبراج الهواتف النقالة فوق أسطح منازلها، الطلب من شركات الهاتف النقال برفع تلك الأبراج لما تسببه من مخاطر قد تكون قاتلة، وإلزام تلك الشركات بنصب تلك الأبراج وفق الضوابط الدولية المعروفة وكما هو مطبق في معظم دول العالم. كما وتجدون بالرابط رقم 2 أدناه رسالة من مئات الأطباء الألمان موجهة لرئيس وزراء جمهورية بافايا في ألمانيا الإتحادية، يناشدوه فيها باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المواطنين من المخاطر الصحية لأبراج الهاتف النقال.
المصادر:
https://wifiinschools.com/uploads/3/4/3/4/34340185/freiburger_appeal.pdf
http://www.tetrawatch.net/links/links.php?id=stoiberlet
* بروفيسور متخصص بعلمي الفسلجة والعقاقير الطبية، وإستشاري بادارة المؤسسات الصحية، وخبير دولي بالصحة البيئية