لا يستطيع المراقب ان يدخل في اي مقارنة غير عادلة لما يجري في العراق وما جرى ويجري من احتجاجات في اماكن اخرى من العالم باختلافها الزماني والمكاني .
لكن يمكن الاشارة الى حادثتين قد تكونان مطبوعتان في الضمير الشيعي والانساني على مر العصور كامثلة على الظلم والقمع الدموي والتي تعتبر من اكبر الكبائر في عبر التاريخ فقد كانت ظلما متجسدا ليس فوقه ظلم .
الاولى هي واقعة الطف ومقتل الامام الحسين عليه السلام واصحابه واهل بيته على يد يزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد والشمر بن ذي الجوشن .
والثانية حادثة عمليات القتل والتكنيل التي قام بها ال سعود ضد الحجيج الايرانيين الشيعة العزل في موسم الحج نهاية ثمانينيات القرن المنصرم .
ان هذين الحادثتين من حيث الاسباب والنتائج ونظرة السلطة الى نفسها على انها محقة فيما تفعل وانها صاحبة حق الهي في حفظ مصالحها لانها ولية امر الناس ويجب اطاعتها سواء كانت محقة او لا وبغض النظر عما يعانيه الناس من ظلم وجوع واحساس بالقهر والطبقية وانهم يقاومون الاستكبار بمختلف اشكاله وحيثياته ويريدون الاصلاح لا اكثر فهذا السلطة ترى ان يدها مطلقة فيما تفعل ويجب ان يتقبل الناس اي مكيال تكيل به لهم ارزاقهم وتحدد كيفية ومدة حياتهم وموتهم .
من اللافت ان هذه الحوادث وحوادث اخرى كثيرة مشابهة في تاريخ الانسانية جميعها حصلت وتحصل باسم الله والدين وولاية الامر ويا ليت لم يكن للناس هكذا ولي قاتل ومجرم يبرر وسيلته بغايته ويدعي ان الهدف هو ارضاء الله ” حاشا لله ” فمتى كان رضى الله يكتسب بقتل عباده الابرياء .
منذ اندلاع ثورة اكتوبر قتلت السلطة اكثر من ٤٠٠ شاب وطفل وجرحت الالاف واليوم الخميس ٢٨ نوفمبر بالتحديد وبعد شهرين من بدء الاحتجاجات قتل في الناصرية والنجف وبغداد ٦٠ عراقيا برصاص قوات الامن .
كم نشعر بالاسى الشديد لرخص ارواح العراقيين في وطنهم وبيد ابناء جلدتهم فقد قتل العشرات العراقيين بدم بارد ولم تهتز للسلطة طرفة عين حتى انها اغفلت اصدار بيان بهذا الخصوص ولم تؤشر وتوثق موتهم.
ان قتل هذا العدد من الناس وفي يوم واحد هو استسهال لقتل الناس والغريب ان السلطة قد مهدت لذلك باجرائاتها ومن الواضح انها كانت تبيت الغدر والقتل من خلال اجراءاتها التي سبقت مجزرة الناصرية وبعد ارتكاب جريمتها عادت لتشكل لجانها العتيدة وتنفخ في قربتها المخرومة ونحن الان ومن هنا يمكننا تخمين نتائجها بدون ان تكلف نفسها عناء هذه الخطوة العبثية.
نعم لقد وصل الوضع في العراق الى لحظة حرجة وخطيرة فالدولة واجهزتها تقتل ابناء الشعب وتلفهم بالعلم العراقي كشهداء ثم تقف دقيقة صمت حدادا على ارواحهم متصورةً خطأً ان الشعب سيصمت .
نعم ان ما يجري من احداث في عموم العراق بكافة مناطقه الوسطى والجنوبية هو قتال بين معسكر يزيد بكافة شخوصه وقادته وطلاب السلطة فيه ومعسكر الفقراء والمظلومين ودعاة الاصلاح بمختلف تسمياتهم وفي المدى القريب لا يوجد اي امل في ان يكف طلاب السلطة وروادها ايديهم عن الناس وانما سيمعنون ويوغلون في القتل والترويع والاختطاف والسجن وستتزايد اعداد الشهداء والجرحى والايتام والارامل لذلك نناشد اخواننا دعاة حقوق الانسان من الكفار حصراً من قادة العالم والامم المتحدة وغيرهم وندعوهم للتدخل لوقف حمام الدم على اقل تقدير واذا لم يتم ذلك فان مساحة الدم سوف تمتد وتزداد واذا لم يقم هؤلاء بما يفرضه عليهم الواجب الانساني من سعي لوضع حد للقتل والتنكيل والفوضى فقد يتطور الحال الى ما هو اسوء بكثير.
نعم انها مناشدة للانسانية بعيدا عن المسلمين .