23 ديسمبر، 2024 7:54 ص

نداء لأستغاثة الصحف المستقلة

نداء لأستغاثة الصحف المستقلة

الصحافة المستقلة في العراق وخصوصا الورقية منها نجحت نجاحا كبيرا بعد اعوام التغيير2003اذ صارت لها قاعدة جماهيرية واسعة معروفة وقراء ومتابعين واستقطبت العديد من شريحة المستقلين والمثقفين والاعلاميين والادباء والمهنيين في مجال الصحافة والاعلام وكل الباحثين عن المعلومة بتنوعها والحدث السياسي والوطني حين تطرحه بصيغتها الحيادية المهنية المستقلة اضافة لانفتاحها في فضاء حرية النشروالابداع والتعبير عن الراي والراي الآخر اذ انفتحت به البلاد بعد التغيير الذي طراعلى كل مفاصل المجتمع العراقي وحياته ونافست بأمكانياتها المتواضعة الصحف الحكومية والحزبية والمنشورات المدعومة من بعض السياسيين والبرلمانيين أذ نرى بعض الصحف توزع مجانا في مقرات الاحزاب والمنظمات والاتحادات فضلا عن سيطرات التفتيش والكل يعلم انها لاربح لها غير الدعم الذي يأتي من الجهة المسؤولة عن اصدار هذه الجريدة اوتلك اما الصحف المستقلة التي تعتمد على البيع في الاكشاك اوبسطيات الشارع او الاشتراك الشهري واعتمادها الاساسي في ديمومتها وتمشية جميع امورها وتواصلها اليومي على الأعلانات الحكومية بالدرجة الاولى …
وقد اضطرت بعض الصحف المهمة بالتوقف عن الصدور لعدم امكانيتها مجاراة الصحف الاخرى المدعومة اقتصاديا … وبعض الصحف مهددة بالانغلاق رغم تحقيقها النجاحات الجماهيرية كونها مقروئة من الشارع العراقي اذ تراها تخسر ماديا ولم تستطع ايفاء التزاماتها الخاصة والعامة بجدواها الاقتصادية كمشرع تجاري معيشي وثقافي وجدوى تواصلها مع القاريء وقد يرى البعض ان من اهم اسباب هذه الظاهرة هو تطور تكنولوجيا الاتصالات ووسائل التواصل الأجتماعي والفيس بوك وما الى … وتصاعد التحدي والمنافسة لها وانتشار ظاهرة الصحافة الرقمية وتنوع وسائلها لكنه ليس هذا مبررا لترك الصحافة الورقية على هذا الحال الذي يهددها بالموت اوالانقراض وهي اليوم تدخل غرفة الانعاش والموت السريري مثلما عبر احد المعنيين …..
وقد اطلقت بعض الصحف نداء استعاثة الى المسوؤلين عن هذا القطاع الى نقابة الصحافيين ووزارة الثقافة ووالاتحادات المعنية بهذا الشأن للوضع الماساوي الذي تعيشه هذه الصحف المهددة بالموت كما اسلفنا ونحن امام مفارقة كبيرة في عامنا هذا2017 الذي تكون فيه بغداد عاصمة للصحافة العربية وهذا حال صحافتها المستقلة
فالدولة بامكانها دعم هذه الصحف وخصوصا الكبيرة منها والصحف التي اثبتت حضورا شعبيا وجماهيريا واسعا في الشارع العراقي ومنها على سبيل المثال لا الحصر جريدة الدستور تلك الخيمة العراقية التي يتمنى المتابع لها ان يقرؤها كل صباح ويسأل عنها حيث صارت زاده القافي والفكري والجمالي نقول الدولة والحكومة بادواتها المعروفة وتدخل سلطتها لأعادة الحياة لهذه المؤوسسات من خلال خلق منظومة واضحة وشفافة لأدارة وتوزيع الاعلان الحكومي وسحبه من المافيات الفاسدة التي تحتكره داخل الوزارات ومناشدة البرلمان واللجنه البرلمانية في تبني مشروع دعم الصحافة المستقلة والتوجه الى السيد وزير الثقافة المحترم كونه صحفيا معروفا لا نتشال هذا القطاع الهام من ازمته وتشجيعه ماديا ومعنويا واتخاذ اجراءات فعالة لتاكيد اهميته والدور الفاعل الذي يلعبه في حياتنا اليومية والثقافية والسياسية والاجتماعية بل كل مجالات الحياة الأخرى ولا ننسى تضحيات شهداء الصحافة الحرة في عراقنا الحبيب والذين قدموا انفسهم قربانا من اجل اعلاء الكلمة الحرة الصادقة النبيلة وتأكيدارتباطها بالانسان