17 نوفمبر، 2024 7:12 م
Search
Close this search box.

نداء عاجل الى اللجان المكلفة بإزالة الكتل الكونكريتية

نداء عاجل الى اللجان المكلفة بإزالة الكتل الكونكريتية

من شوارع بغداد والمحافظات الآخرى
(لا تنهالوا عليها بالمعاول !)
لقد شهد عراقنا الغالي علينا الكثير من المتغيرات الجوهرية وفي شتى مجالات الحياة، وعلى وجه التحديد بعد 9/4/2003 ومنها التجاوازات الكبيرة على التصاميم الأساسية للمدن، وبروز ظاهرة الأختناقات المرورية وغياب التنظيم مع العشوائية والتشويه لبيئة ومشهد المدن، حيث أحاطت أجزاء كبيرة من المدينة أسوار عالية وعلى إمتداد عشرات ومئات الكيلومترات، وغطت وجه المدن إشارات مرورية تقول ممنوع المرور (المكان رسمي)، وتحولت الحياة إلى سجون بدون أسوار.

وكثيراً ما نجد يافطات باعثة على الكآبة الكأداء مثل “ممنوع الوقوف”، “دار سكن السيد النائب”، أو “مديرية الأمن”، أو “دار إستراحة احفاد (؟؟؟) “، وهكذا تسرب الجمال من مدننا (التي كانت وديعة وتحاور أهلها بكل طيبة و حنان) وغادرتها الطيور. وعشعشت الغربان على كثيراً من مبانيها الباكية و المهجورة.

ندائي هذا منطلقٌ من قلب أحزنته تلك المظاهر ، حتى طرق سمعي ،ا هذا القرارالسليم (كالبلسم المشافي) الذي يوصي بإزالة هذه الكتل الكونكريتية التي جثمت على صدر المدينة أكثرمن عقد من الزمان، راجياً من الجهات المسؤولة عن ذلك القرار بأن توجه الجهات المنفذة بالتفكير العقلاني وعدم الأنفعال السريع والبدء في تحطيم هذه الكتل العمياء التي كلفت ميزانية الدولة الملايين بل المليارات والتي حتى لم يراعى في تصميمها أي لمسات فنية أو معمارية .

وبهذا أقترح : أن تخصص مساحات كبيرة فارغة لتجميعها عليها ومن ثم يتم تكليف المهندسين المعمارين والفنانين والنحاتين العراقيين (بعد تحديد عددها وأنواعها ومساحاتها وأحجامها) من أجل الإستفادة منها في مشاريع عمرانية ، بطريقة البناء الجاهز (ربما يمكن بيعها كقطع أو أبنية جاهزةعلى المواطنين بأسعار زهيدة ) .. أو تكوين نصب تذكارية منها .. أو حتى تحويلها الى

تلال إصطناعية في مدننا ذات الطبيعة المنبسطة وتغطيتها بالتراب بحيث يمكن تصميمها وزراعتها وشق الطرق والمماشي فوقها لتكون متنزهات يؤوم اليها المواطنين لإجل الترويح.

كما يمكن تحويلها الى جدران ساندة لجزر إصطناعية في داخل مياهنا الإقليمية .

أن التفكير المتروي بالإستفادة منها من قبل الجهات المسؤولة ، يمكن له إستيعاب المستحدثات والقدرة على إستقبال البحوث والدراسات العلمية التي تضع توصيات وتصاميم المكاتب الإستشارية وأقسام الهندسة المعمارية وكليات الفنون في الجامعات العراقية ، نصب عينيها ، مترجمة إياها الى سلوك تنفيذي.

راجياً أن تجد هذه المقترحات آذانا صاغية لمن يريد أن يسير بخطى مدروسة لمداواة ومعالجة الجراح الجسيمة التي أصبحت تأكل في جسد الدولة والوطن الذي ننتظر منه أن يتعافى ويعود الى ما كان عليه من زهو ورفعة .

أحدث المقالات