تفتخر أغلب البلدان ، بأنها لاتزال تواصل اصدار مجلات بدأت الصدور في أواخر القرن التاسع عشر أو في النصف الاول من القرن العشرين أو أنها بلغت عقوداً عدة من العمر ، ذلك ، ان المجلات ليست بأسمائها وانما في الاشخاص المشرفين عليها والمساهمين في تحريرها واداراتها وتمويلها . كما ان المحافظة على اسمائها برغم التغيير في الاوضاع السياسية والاقتصادية ، انما يعبر عن احترام المشرفين الجدد للذين سبقوهم واحترام جهودهم الصحفية والعلمية وايمانهم بالحوار بين الاجيال والتوجهات المختلفة.
ومع ان العراق من البلدان الرائدة في اصدار اوائل المجلات ، ومع ان الصادر منها بلغ المئات ، الا انه لم يعرف صدوراً عريضاً ومتواصلاً لواحدة منها باستثناء عدد قليل جداً من المجلات التي لم تقطع الكثير الكثير من سنوات الصدور ، مثل مجلات:- الاقلام ، المورد، التراث الشعبي ، سومر ، مجلة المجمع العلمي … والاخيرات انهت ما بين سبعة عقود من الصدور . كانت ومازالت مجلات فكرية مفتوحة لمختلف البحوث الفلسفية واللغوية والاجتماعية والتاريخية… وكانت حريصة على تقديم العديد من الموضوعات المتنوعة في كل عدد من اعدادها ، بحيث يمكن عدها من المجلات التي قدمت جوانب واهتمامات معينة من الفكر العراقي ، في اطار ظروفها وتنوع توجهاتها وعوامل اصدارها.
لا احد ينكر الدور الكبير الذي تلعبه المجلات العلمية الفكرية في حياتنا المعرفية ، فهي الوعاء الذي ينساب فيه انهار الكلمات المتدفقة من اقلام كتابنا وباحثينا … وما على القارئ المثقف الا ان يغرف من هذه الكلمات ، واذا كانت هذه المجلات هي ( الحامل ) الذي يقدم هذا ( المحمول) المعرفي والذهني ، فأنها مؤهلة لتشكيل تيارات فكرية واتجاهات علمية تسعى لبلورة رؤى ومذاهب في الثقافة والفكر ، وهذا ما تحاول ان تسعى اليه بعض مجلاتنا الفكرية .
وثمة من يرى في هذه المجلات اهتماماً استثنائياً يختلف عن الكتاب المفرد لكاتب بعينه، فهي تشكيلات مختلفة لأجناس ثقافية وفكرية متباينة تجمع ما بين البحث الاصيل والدراسة والمقال والمتابعة والمراجعة لا حدث الاصدارات … فضلاً عما تتناوله من تغطيات لا حداث ثقافية تتزامن مع صدورها هنا وهناك بما ينسجم مع الهم الثقافي العام الذي تتناوله وتطرحه وفقاً لسياستها الثقافية او برنامجها الفكري الموضوع لها سلفاً او الذي تصنعه هيئة تحريرها العلمية .
من هنا تكمن اهمية هذه المجلات كما اعتقد – حتى لو كانت نخبوية – في ملامستها للمتغير الفكري/ الثقافي ومتابعتها للراهن والمتحرك في حركة الفكر والثقافة والابداع … وبكلمات اخرى : ان المجلة العلمية / الفكرية تستطيع بحكم طبيعتها هذه، ان تكون شاهداً هاماً على مافي الحياة العراقية ومحيطها العربي والاسلامي ، من دفق فكري / ثقافي / ادبي.
ويمكن لمثل هكذا مجلة لاسيما تلك التي تتميز بالرصانة ، ان تشيع في لغة الجدل الفكري/ الثقافي / نبرة عميقة ، ودورة بناءة ، وان تكون نافذة مفتوحة على افق وحواء عميقين يمدان الحياة بكثير من عناصر النمو والثراء ، ويبتعدان بها عن مستويات الجدل الواطئة او العميقة.
ولأجل الوصول لهذه الغاية تبرز ضرورة اختيار هيئة تحرير للمجلة من بين باحثين مؤهلين ذوي سمعة علمية وخبرة طويلة مع ضرورة توحيد تعليمات النشر في هذه المجلة وضرورة اختيار المقومين لما ينشر فيها من اهل الاختصاص والسمعة العلمية الجيدة لضمان استمرارية المستوى الجيد والرصين مع ضمان ايصال هذه المجلة ال جميع المهتمين بالعمل العلمي في داخل العراق والوطن العربي وخارجهما.
ان المجلة الفكرية ، كائن حي ، لها ما لهذا الكائن من خصائص اخلاقية تميزه عن سواه من ذكاء ، وتحضر ، وبراعة ، واناة ، او ما يتسم به من فظاظة ، وتحيز ، وادعاء او حماقة. ومن الطبيعي ان المجلة التي تتصف بالصفات الاولى هي القادرة وحدها على ان تكون منبراً لجدل نموذجي هادئ متحضر ، هاجسه الحقيقية ولاشيء سواها.
والمجلة حين تعمق عبر اعدادها المتتالية هذا المنحى ، فأنها تكتسب ما يجعلها متميزة في النظر الى الامور والى مواضع الخلاف فيها ، وتكتسب ايضاً كتاباً يؤمنون بعمق بمنحاها هذا ومحيطاً من القراء يتغذى على روح المجلة ويغذيها بتفاعل حي هو تفاعل الحياة قبل عنفها وسعتها.
لا شك ان هناك صعوبات من نمط خاص تواجه المجلة الفكرية ، فالحياة الثقافية / العلمية هنا او هناك لاتخلو من امراض اجتماعية محددة ، الضيق بالرأي الصادق ، الممالاة، المحاباة الاجتماعية ، وهذه الظواهر قد تنعكس مع صيغ التعبير عنها ، على صفحات هذه المجلة او تلك ، اي بأساليب في الجدل الفكري متحيزة ، ضيقة الصدر ، ومحابية .
ان على المجلة ان تعي هذا المنزلق وتحذر منه لتظل رئة نظيفة وحنجرة طلقة في التعبير والجدل الحي ، والاتساق لاختلاف وجهات النظر ، والتعبير عن الخلاف الفكري بلغة تبني ، وتثري ، وتؤسس .
ان ممارسة اي مجلة ادوارها الفكرية والسياسية في اطار محدود او بمعزل عن عموم الناس يجعلها غير مختلفة عن اكثر المجلات القائمة وغير متميزة عنها خاصة وان اكثر المجلات مكرسة لمخاطبة فئات وشرائح معينة من المثقفين ، وهناك الكثير من المجلات الصادرة خارج العراق والموجهة لعموم الناس ، هي اكثر عراقة من المجلات العراقية المذكورة واكثر انتشاراً.
ان بعض مجلاتنا الفكرية لا تعمر طويلاً ، فهي تنبثق مثل نيزك ، ساطعة ، ومفاجئة ، صادمة ، لكنها سرعان ما تنطفئ تاركة وراءها شيئاً من الجمر وكثيراً من الرماد لوعود لم تنجز ومشاريع كتابية لم تتحقق . وهذه المجلات قد تنطفئ لانها تواجه جداراً صلداً من ثوابت الذوق والتقاليد الادبية والاجتماعية المختلفة ، فهي لا تستطيع عند ذاك ان تخترق هذا الجدار بضوئها الصغير الخاطف ، انها كمن يناطح افقاً من الصخور الجارحة بقرون من ضوء وورد.
وقد تصدر بعض المجلات الفكرية وفي خطتها اقتحام الذوق السائد ، واشكاله الماثلة. ان مجلات من هذا النوع قد تصدم ، وتثير وتحير لكنها لا تطرح بديلاً ارقى لما هو قائم في الحياة او اشكال التعبير عن هذه الحياة ، انها تظل باستمرار دعوة الى زحزحة ما هو كائن، ابداعات ومؤسسات ، دون بديل اعمق يحقق ، لا الاثارة ولا الادهاش وحدهما بل الاستجابة الواعية لحاجاتنا الروحية والجمالية والفكرية الملحة.
قد نجد البعض من مجلاتنا الفكرية ولاسيما العربية تلتف بغطاء من القطرية كثيف. انها تكريس لامع وانيق للعزلة القطرية ، ناسية ان الثقافة العربية هي تفاعل حي بين روافدها العربية جميعاً ، وناسية ايضاً ، ان المجلة الفكرية ماهي الا مساحة لتناغم واع عميق تصنعه مجموعة من الذهنيات والاقلام والمواهب الفاعلة.
ان الحاجة ضرورية اليوم الى مجلة تجمع بين الثقافة العراقية الرصينة والقدرة على تلبية الاحتياجات المعرفية العامة والحضور الميداني في النشاطات الثقافية اليومية والظرفية بشكل يقف فيه الحس الصحفي الى جانبي الحس الفكري والجانب الاستعراضي الى الجانب النقدي والانفتاح الى جانب الانتقاء المركز والدقيق لأهمية المادة ولفائدتها للقارئ وللثقافة العراقية وحتى العربية .
اننا اليوم في العراق حصراً ، اكثر من اي وقت مضى بحاجة ماسة في ظروفنا الراهنة الى وجود مجلة فكرية جامعة ، عراقية ، منافسة للمجلات العربية ، وان تكون الحاجة الى مجلة ذات تأسيس لخطاب فكري عراقي ، لكي يظل العراقي متواصلاً مع دوره الثقافي العريق والمتميز في الثقافة العربية ويتم تلبية احتياجات القارئ العراقي والعربي كذلك ، بشكل او باخر، لمثل هذا الدور ، والاستجابة لضرورات قوة وحضور ومحورية الثقافة العراقية في الثقافة العربية ، ولكي يتاح للقارئ العربي التعامل مع القارئ العراقي من خلال مصادر عراقية وليس من خلال وسائل الاعلام التي تزيد من الشكوك والالتباسات في ذهنه ومواقفه.
ومن الضروري والمطلوب هنا ، ان تتهيأ لهذه المجلة قنوات توزيع في اغلب محافظات العراق وكذلك في اغلب الاقطار العربية حتى لو تتطلب الامر عن طريق ملحقياتنا الصحفية والثقافية ، وان تكون مهيأة للتوزيع فور الاصدار ، لأن التوزيع الجيد للمجلة يعزز فيها القدرة على منافسة المجلات العربية الاخرى ويوفر لها رصيد من الامكانات المادية والقدرة على التطور والانتشار ويعزز من الحضور الفاعل للثقافة العراقية في الثقافة العربية.
ولاتستطيع اي مجلة تأدية هذه المهمات اذا تلكأت بإصدارها او تصدر مرة كل اربعة او ستة أشهر، ولجوئها الى اصدار اعداد مزدوجة وانما ينبغي ان تكون بصفحات اكثر وبمزيد من الاستغلال للصفحات ، وان تصدر شهرياً ، ان امكن ، وبمواعيد منتظمة ، وان يتم تلافي هذه الكوابح والاكثار من الصفحات المصورة الملتقطة من ميادين الاحداث والمصادر الواقعية للموضوعات المنشورة.
معايير اختيار الخبير / المقوم العلمي :
تسعى اكثر المؤسسات البحثية والمجامع العلمية في اغلب البلدان المتحضرة الى ان تكون منبراً مستنيراً للحوار الفكري الجاد والمستمر حول القضايا المهمة التي تشغل بال اي مهتم ومثقف وصانع قرار ومتابع حصيف ، تمثل همومهم واهتماماتهم … لذلك ، يجب ان يكون بين هذه المؤسسات والمهتمين بأمر انتاجها ، عهد وميثاق ، يكون دائما لسان صدق يعبر عن العقل والحرية ، باعتبارهما اداتين لبناء المستقبل ، ووسيلتهما الى ذلك ان تكشف عن مواضع الداء وسلبياته المحيطة في حياتنا بجوانبها المتعددة، وكذلك نكشف عن تحديات تستفز الهمم لمواجهة تلك السلبيات وتجاوزها على نحو يدفعنا الى التزام نهج قويم في معالجة شؤوننا العامة .
واتساقاً مع سياسة اي مؤسسة بحثية او مجتمعية ، في اثراء معرفتنا بحوار عقلاني خصب وخلاق ، ان تقدم لقرائها من خلال اصداراتها ، موضوعات ذات مستوى علمي لا يقل عن مستوى اي قارئ نبيه لتكون مجالاً رحباً لمناقشة قضايانا ومشكلاتنا ، على هدى من الموضوعية العقلانية والنقدية وفي ضوء الجديد من معطيات البحث العلمي والواقع الحي وما يفرضه علينا من تحديات توجب مراجعة متجددة لرصيدنا وادوات عملنا.
ونحن كباحثين وككتّاب اولاً وكقراء ثانية ، لا نعتبر ذلك دليلاً على اهمية وحيوية ما تحفل به نتاجات هذه المؤسسات من افكار ومواقف ورؤى فحسب وانما ايضاً على حركة العقل العراقي وحيوية الباحث / رجل الدولة / القارئ … في هذه المرحلة الحرجة ، حيث ثبت انه عقل رافض لكل ما احاطت به وسائل الاعلام الموجهة من الغث والتافه الساقط من الافكار والمواقف ، عقل يفكر بعمق ويبحث عن الكلمة الجادة ، الموقف الصادق ، الرؤية المجتهدة ، بصرف النظر عن الاتفاق والاختلاف بينه وبينها.
فالحوار الحقيقي الذي يجب ان تسعى هذه المؤسسات لإقامته بينها وبين الباحث والقارئ ، حوار لا ينتهي بالضرورة الى اتفاق كامل في وجهات النظر ولكنه الحوار الذي يوضح الافكار ويعمق الرؤى ويدفع بالاجتهادات الى اقصى نتائجها المنطقية او يرشد المواقف حتى تمضي على طريقها الصائب الذي يحاول ان يقترب من الحقيقة دائماً.
لكن الذي يبدو للمتأمل في حياتنا العلمية / الفكرية الراهنة ، اننا نعود من حيث ندري او لا ندري ، بقصد قد يكون مبطناً – والله اعلم – او بدون قصد الى نقطة الصفر ، وليست هذه العودة كما يظهر لاول وهلة نتيجة لمراجعات فاحصة للتجارب التي مرت بنا ، وتقييمات دقيقة لاسسها ومعطياتها ونتائجها ، ولكنها اعادة لنفس التجربة او التجارب ، انطلاقاً من نفس الاسس والمقدمات ، وكأنه محتوم علينا كباحثين وكتّاب ، ان نبقى ندور داخل محيط دائرة مغلقة.
ان الخطورة الكبيرة الطاغية اليوم في اغلب مؤسساتنا البحثية ومجامعنا العلمية ، هي وجود ( نفر ) على رأس اداراتها ، لا علاقة لهم بالفكر والابداع والابتكار ، لا من قريب ولا من بعيد ، ادعياء معرفة ، يشكلون عبئاً بغباواتهم على مجتمعات هذه المؤسسات وعلى الآدمية التي يحملون بالخطأ بطاقة الانتماء اليها ، بوجود مثل هذا (النفر) بلغ الامر بأكثر باحثينا ان احجموا عن الكتابة والبحث والمشاركة بنشاطات هذه المؤسسات ، احتراماً لأنفسهم واعتزازاً بإنتاجهم العلمي ، لأن لمهنة الكتابة / البحث فروضها ومنطقها ، ونصيحتي لهذا (النفر) الذي يتعاطى مع ذوات علمية ارفع مستوى منهم بالتأكيد ان يتعاملوا معهم بأسلوب مشفوع بالكياسة والعلمية ، بأسلوب فيه التصرف الذي يغذي العلاقة بين الطرفين ولاينال من الكرامة ولاينشئ حقداً.
صحيح ، ان احداً لا يمكنه ان يزعم العصمة ، الا ان بإمكاننا تحقيق الممكن وتوظيف قسم من غير الممكن في سبيل ان نحافظ على مصداقية هذه المؤسسات . والمصداقية، وخاصة العلمية ، هي عماد اي عمل علمي امام الباحث / القارئ ، والضمير المهني . والوطن ، الذي يطالبنا بواجبات كثيرة اقلها ان نكون صادقين وموضوعيين.
فالثقة التي يمنحها الباحث لمؤسسة بحثية / علمية ، لايجوز ان تكون يوماً مادة تفريط وتبديل بل يجب ان تكون سنداً للمواجهة ولتأكيد فعل وعمق مادتها في العقول والقناعات . تلك قواعد التعامل السليم الذي يجب ان يقوم بين المؤسسة العلمية والآخر الذي يعطيها ثقته وهو ما يلزمها.
والمادة العلمية الجيدة المقدمة لهذه المؤسسة تفرض نفسها وليست بحاجة الى من يرفعها الى مرتبة الجودة لتكون ذات قيمة ، فالجودة هي المقياس في عملية التقويم ، والمعرفة ليست بضاعة فاسدة بحاجة الى من يروج لها . وعندما تتولد مقدرة علمية عالية ، ينبغي ان نهبها اقصى قدر من حرية التعبير حتى ولو مست ما هو راسخ في نفوسنا او في قناعاتنا. والسبب ، ان هذه القدرة ليست ملقاة على قارعة الطريق وباستطاعة اي كان ان يكونها ولا يمكن لأي كان ان يتجاهلها او لا يعترف بها مهما كان موقفه الفكري منها ، لأننا امام خلق واعجاز لا ينكره الا من يظن انه يراهن على غباء المتلقي او يظن انه ليست له القدرة على الاستيعاب .
ان اطلاق التقييمات من قبل هذه المؤسسات او من قبل من (يتملق) لهم من اعضاء هيئاتها العلمية من دون اساس او مقياس ، امر مرفوض . فلابد من ضابط متفق عليه او مأخوذ به عند عدد من ذوي الخبرة العلمية والرأي السديد ، فما هي المقاييس التي اتبعتها اغلب مؤسساتنا البحثية في تقييم النتاجات العلمية المقدمة لها ؟
اننا اذا ما اردنا الرقي بمستوى انتاج هذه المؤسسات عبر قنواتها العامة والاختصاصية ، فان الواجب يقتضي الاهتمام بالتقويم الحصيف الموضوعي المتجرد من عنصر التملق والمجاملة والمسايرة لرأي رئيس المؤسسة.
والتقويم الحصيف يجب ان يتضمن الوصف والتفسير والتحليل والاستنتاج حتى تخلق ذوقاً عاماً قارداً على التمييز بين الغث والسمين ، بين الجيد والردئ ، بين الاصيل والمبتكر، بين الجمود والابداع ، ولكن ،هل نستطيع ان نختار المقوم العلمي المناسب الذي يقدر على التقويم المنصف وفق معيار علمي موضوعي بعيد عن الانحياز والتملق الاسترزاقي؟
ان المشكلة اليوم التي نواجهها في اغلب مؤسساتنا العلمية هذه ، متعددة الابعاد ،وآية ذلك ، ان التقويم الاسترزاقي المتملق منحاز ، لان الاحكام او احكامه التقويمية في مجالات النقد والتحليل انما هي نتاج الرأي الخاص للمقوم ، لان الحكم التقويمي يمثل وعي الخبير وادراكه في مجال الموضوع المراد تقويمه ، ولا يكون الحكم موضوعياً متجرداً عن انحياز المقوم ، الا اذا تمكن المقوم من ابعاده عن اتجاهاته ، ومقاصده وتطلعاته الشخصية بصورة واعية حتى يصبح دوره مثل دور شاهد العيان الامين الذي لايقول سوى مارآه بأم عينيه بدون اضافات او تشذيب ،فهو يجمع على ابانة قوة الدراسة ونقاط ضعفها ، اتساقها وتناقضها ، جودتها او رداءتها بكل امانة.
ولكن بعض مقومي مؤسساتنا العلمية المعنية للأسف يخضعون لتأثير تملقاتهم وعقدهم النفسية بسبب امتلاكهم عقلية تقليدية متخلفة ازاء علمية الآخر المتقدمة والمتطورة ، وقد يكونون مدفوعين بدوافع باتت مكشوفة بواطنها ولاتنطلي حتى على السذج ، وبذلك يختلفون عن اولئك الذين يحرصون على اسمائهم ومكانتهم في درجة انحيازهم العلمية ، فأنهم يتجهون نحو مهارة الاداء متبعين المنهجية السليمة والفرضية للعمل العلمي الذي لايرقى له شك ، الربط والاستنتاج المنطقيين ، دقة التعبير ووضوحه ، التوصيل الى استنتاجات ومقترحات ذات علاقة بالموضوع ، ومن ثم يصدرون احكاماً ، بحيث تصيب اهدافها بحكمة واتزان من اجل تعزيز البحث عن الحقيقة وتقديم الدراسة الافضل للقراء ، وبشهادة واضحة لا لبس ولا غموض ولا ابهام فيها ، ولايرقى لها الشك ـ والاسترزاقية التملقية .
والمقوم الحصيف يحذر الف مرة من الاسراف في التخصيص والتعميم ، وهو حريص على فهم المعاني التي اوردها منتج العمل العلمي ، سواء مؤلف او مترجم ، يقلبه ذات اليمين وذات اليسار لكي يتأكد مما ينطوي عليه من مضامين خفية او مضامين فضفاضة من جهة نظر القارئ في الثقافة التي هو فيها . فالمقوم العلمي يبذل جهده في محاولة منه لاستخلاص ما يقوله كاتب الدراسة لكي يتمكن من تقدير القيمة العلمية والادبية لها واصدار حكمه بشأنها.
ان على الهيئات العلمية في مؤسساتنا البحثية ، الحرص على تقديم الافضل والاحدث لقراء مطبوعاتها ، و عليها ان تحرص على استقطاب كبار الكتّاب والعلماء والباحثين والمترجمين .. ممن يمتلكون ناصية المعرفة والمشهود لهم بوافر الثقافة او بالمصنفات العلمية.
ان هؤلاء لايحتاجون الى من يُقوُم نتاجاتهم العلمية الا اذا كانت اموراً مثيرة او غير محسومة من الجوانب السياسية والفكرية ، عندئذ تسعى وبالاتفاق مع كتابها او مترجميها الى التعديل او الحذف حتى تتوافق المادة العلمية مع الاتجاه المقبول . ولكن كتّاب الدراسة ليسوا كلهم كباراً وليسوا بمعصومين من الموضوع في الخطأ او التناقض . عليه فأن القرار على مايكتبه هؤلاء يتضح من قراءة اولية من قبل هيئة التحرير . فان قبلت عنوان الدراسة ومحتواها ، وبقي لها شك في بعض جوانبها ، فأنها سرعان ماتواجه مشكلة انتقاد المقوم او الحُكم الاكثر جدارة او الادق اختصاصاً لكي يقومها ويبين مدى صلاحيتها العلمية . اما صلاحية النشر فانها متروكة بعد تقويم الخبير الى هيئة التحرير نفسها.
ان مفهوم التقويم يتضمن معنى قطعياً في المعاجم ، وان قرار المقوَّم اذا كان سلبياً وفق عقده النفسية وميوله التملقية / الاستزراقية قد يحرم القراء من دراسة علمية مفيدة للقارئ ، فضلاً عما يلحق بكاتبها او بمترجمها الاحباط من وجود مثل هكذا مقوم وبالتالي عدم التعامل مع مثل هكذا مؤسسة.
ان المقوم العلمي الجيد هو الذي يمتلك حساً مرهفاً نحو مختلف جوانب الثقافة ويكون ملماً في مجال اختصاصه المعرفي ومشهوداً له في (كذا) جانب حتى يتمكن من كشف التعقيد الذي تطرحه الدراسة او تتناوله بالبحث والتحليل ، ومن ثم الكشف عن جواهر الدراسة ممثلاً بغاية الكاتب وكيفية توصله اليها او نفيها.
والصدق يشكل شرطاً لازماً للمقوم ، لان وظيفته بالأساس الكشف عن الافاق العلمية وتتبع خطوات البحث واتساق مفرداته وترابطها ومدى اهتمام الباحث بالمعرفة والذوق في الثقافة المعنية التي يكتب لها . ويتطلب التقويم الصحيح للدراسة ايضاً التفسير والشرح والمناقشة ، وهذا يتطلب مقوماً يمتلك نواحي المعرفة والنضج حتى لا يسقط في قراره نتيجة جهله المعرفي او نتيجة انحيازه او انفعاله ، وكلما كانت شخصية المقوم اكثر اتزاناً كلما كان حكمه اكثر ملائمة لأذواق القراء واكثر مصداقية وثباتاً.
ان على مؤسساتنا البحثية ان تكون حصيفة في انتقائها للمقوم والخبير العلميين، وان تبعد العناصر الانفعالية والعدائية ، وان تطالب بقية المقومين بوضع المعايير التي تكفل التمييز بين الدراسة الافضل والاسوأ ، الاكثر ملائمة وغير الملائمة ، ومن اهم المعايير التي يتعين على المقومين اعتمادها هي :
وضوح العبارات وترابطها ، ويتضمن ذلك الكشف عن الاخطاء والتناقض.
الايجاز والدقة ، ويتضمن الكشف عن التكرار والاطناب غير المبرر.
الاتساق والثبات في المنهجية والتوثيق.
الاقتناع باهمية الدراسة ودرجة ملائمتها للثقافة العامة.
المصداقية.
الاداء الجديد او المقترحات العلمية الممكنة التطبيق التي توصل اليها الباحث.
مراعاة الذوق العام وحاجة القراء.
الاسلوب ومدى قدرة الباحث على اثارة اهتمام القراء.
الحقيقة ان المقوم لا يستطيع تغيير شخصيات الاخرين واعمالهم الا بتكثيف حدة شخصيته وحرصه على درجة علميتها ومكانتها في المجتمع . ولما كان التقويم يتضمن التفسير والتحليل والتوصيف والتقدير والاستنتاج ، فان على المقوم ان يبعد انحيازاته ما استطاع الى ذلك سبيلاً خلال عملية التقويم التي يكلف بها وبخلافه فان قراراته ستكون خاطئة بحق الباحثين والكتّاب والمترجمين وكذلك القراء . فالتقويم الملتزم يعكس حاجة العقل ونقاء احساس النقد ، وهو ناتج عن عقل شفاف حريص على نشر المعرفة بعفة متجردة . واما التقويم المنحاز فهو نتاج عقلية اسيرة لذات مريضة او مغلقة لاتأبه لترجيح الاعمال المعرفية بحسب ما تستحقه من تقدير ولاتسعى الى الرقي بالذوق الجماهيري او اغنائه ، فالدافع الذي يحكم هذا المقوم هنا هو دافع غريزي عدواني.
على اساس ما تقدم .. ارى ان واجب مؤسساتنا البحثية والمجمعية ان تشخص المقومين الذين لايصدرون احكاماً موضوعية راجحة وتبعدهم عن مسؤولية عظيمة كهذه ، والا تقع في اشكالات ومطبات … يكفي عدم مشاركة اصحاب العلاقة في نشاطاتها العلمية وعدم اقبال القراء على اقتناء مطبوعاتها ومتابعة انشطتها… .
مجلة المجمع العلمي العراقي … نموذجاً
مجلة المجمع العلمي العراقي التي انهت اكثر من ستة عقود من الصدور ، كانت اضافة الى مجلات – المورد – سومر ، الاقلام ، التراث الشعبي … وكانت ومازالت وكما ذكرت آنفاً ، مجلة علمية فكرية فتوحة لمختلف الدراسات اللغوية والتراثية والتاريخية والفلسفية والاجتماعية … وكانت حريصة على تقديم العديد من الموضوعات المتنوعة في كل عدد من اعدادها ، بحيث يمكن عدها من المجلات التي قدمت جوانب واهتمامات معينة من الفكر العراقي في اطار ظروفها وتنوع توجهاتها وعوامل اصدارها.
ومع ان التواصل في اصدار مجلة المجمع العلمي انطلاقاً من الظروف الراهنة وتوجهاتها واحتياجاتها المعرفية مكسب كبير للثقافة العراقية ، الا ان المجمع العلمي كمؤسسة ينبغي ان يأخذ بالحسبان ، ان مجلته لم تشهد وجود مجلات عراقية منافسة لها خلال سنوات اصدارها ، ولم يكن عنصر المنافسة مسيطراً عليها ودافعاً لها ، وانما كان المهم فيها ان تعبر عن نهجها وخطها العلمي التي عرفت به منذ تأسيسها قبل 9 / نيسان / 2003 , ولكنها بعد هذا التاريخ عندما تستمر وتتواصل في الصدور ، انما تصدر في ظروف تشهد صدور العديد من المجلات الفكرية التي تحاول ان تكون متقدمة على غيرها من المجلات وبالذات المجلات الرسمية.
واذا كانت مجلة المجمع العلمي في سنواتها السابقة قد استمدت الاسباب الاساسية لصدورها من ارتباطها بفكر معين وحركة ثقافية معينة فأنها في الظروف الراهنة ينبغي ان تكون منفتحة على كل الاتجاهات الفكرية العراقية، وذلك انها ليست مجلة منظمة معينة او حزب معين او انها صادرة عن جهة ذات طابع محدود وانما هي مجلة رسمية (مستقلة) . والمجلة الرسمية في سياق الظروف الراهنة ينبغي ان تكون لعموم المثقفين العراقيين ولعموم الاتجاهات المطروحة في الساحة الثقافية العراقية ، ولانها ايضاً مجلة جامعة وهذا مايميزها عن المجلات الاخرى ذات الاختصاص المحدد ويجعلها ساحة للحوار بين الاتجاهات والتيارات الثقافية المختلفة.
كانت مجلة المجمع العلمي في مراحلها السابقة ومازالت ، مجلة نخبة وغالباً ما تكون مكرسة للأبحاث الاكاديمية في مختلف الاختصاصات ومن المهم اعتماد بعض هذه الابحاث الآن ونشر الرصينة والمعمقة منها ، ولكن المطلوب تحقيقه في اصدارها الجديد ، ان تجمع بين النخبة وعموم الناس ، بين ما تحتاجه النخبة المثقفة وما يحتاجه اغلب الناس ، بين اهتمامات المثقفين واهتمامات المواطنين ، وذلك يتطلب ان تهتم مجلة المجمع العلمي اليوم بما هو مستجد وساخن من الاحداث والمشكلات وان تعنى بما هو رصين ومتميز من الكتابات المستندة الى الصورة الحية ، وذات الالتقاطات الواقعية المعبرة والموحية ، ولاسيما في مجال الدراسات الاجتماعية والنفسية والبيئية … .
ان مجلة المجمع العلمي حين تنشغل بنشر ابحاث يراد لها في المقام الاول ان تكون موضع قبول لجان التعضيد او الترقية في الجامعات ، فان ذلك يخضعها بالضرورة لمنطق آخر ويجعلها شاءت ام ابت صورة من صور الدوريات الجامعية التي يكون لها في العادة مختصون ، وتكون لها مجالاتها ومداخلها المنهجية ، ولها ايضاً من السمات ما يفرقها عن المجلة التي تسعى الى تحقيق اهداف ثقافية ورؤى فكرية بين قطاعات واسعة في المجتمع.
ويلاحظ ، ان اصدار المجلة الجامعية لا يتطلب كثيراً من الجهد حيث يرفد الباحثون هيئة التحرير او الهيئة العلمية للمجلة ، ببحوثهم التي تجد طريقها الى المطبعة بكل سهولة ويسر … في الوقت الذي يتطلب اصدار المجلة الفكرية الرفيعة ، استهداء بمعطيات علم الاتصال وخاصة علم الاتصال الجماهيري ، تلك المعطيات التي تنتج التعامل مع الموضوعات بما يجعلها واضحة وقوية وجميلة مما ينطوي على تحويل معطيات علم الاتصال الى فنون خاصة ، علماً ان عمليات الاتصال الفكري هي عمليات معقدة جداً.
للأسف ، يميل المشرفون على مجلة المجمع العلمي الى استجلاب التقاليد الجامعية الى مجلتهم ، انهم ، في تصوري يجدون في ذلك ما ييسر لهم ملأ الصفحات ببحوث جاهزة ، ويتوهمون ان في ذلك الميل عاصماً يحميهم من انتقادات قاسية قد توجه نحوهم ومنهم من يميل الى التذرع بالمنهجية شكلياً دون الالتفات الى ان المنهجية تعنى اولاً اعتماد أسس في التفكير عند تناول القضايا والمشكلات، كما ان منهم من يتصور ان الدراسة العلمية هي تلك التي تحرص فيها الاقتباسات ويحشر فيها المرجع الى جانب المرجع.
وقد بدت الشكليات في كثير مما ينشر في مجلة المجمع العلمي التي مالت الى تقاليد دوريات الجامعة تقليداً متواءماً .. وقد تخلت هذه المجلة عن السعي الى بناء تقاليد خاصة بها والالتزام بما تبلور من أسس وما توفر من حقائق .
ان تاريخ المجلات الفكرية الرفيعة يعطي الامثلة على ان هناك اكثر من مجلة وقف على الاشراف عليها علماء وجامعيون ومتخصصون ورجال منهج علمي ، الا انهم حرصوا على ان لاتنشغل مجلاتهم بمحاكاة المجلات الصادرة عن الجامعات لانهم كانوا يفرقون بين مجلة تصدر عن جهاز ثقافي جماهيري واخرى عن ادارة اكاديمية ، ومثلها تكون لهذه شخصيتها ، فلابد ان تكون لتلك شخصيتها ايضاً . فهناك مؤسسات اكاديمية كبيرة تصدر مجلات اكاديمية الى جانب مجلات فكرية وثقافية ولكل من هاتين خصوصية او هدف ، وطرق وقراء … وعلى هذا ، كان للروح العلمية ان تظهر في المطبوع او ذاك ، فلابد من التقيد بشروط معينة في التفكير عند النظر الى الموضوعات ، مع نبذ المحاكاة الشكلية التي كثيراً ما يقع البعض ضحاياها.
ومع كل هذا ، فان المجلة الفكرية والثقافية الرفيعة حتى وان استعارت من الجامعة ماشاء لها ان تستعير ، فهي ملزمة ان تعطي الغلبة للفكر العلمي بمستوياته النظرية والاجرائية على الطابع الاكاديمي المجرد، وهذا لا يحدد طرق التعامل الفكري مع الموضوعات حسب بل هو يجعل من المجلة الفكرية مناراً للاشعاع الفكري ومتصلاً لتفاعل العقول وميداناً لقضايا العصر المتجددة.
اننا اليوم ، في العراق حصراً ، اكثر من اي وقت مضى بحاجة ماسة في ظروفنا الراهنة الى وجود مجلة مثل مجلة المجمع العلمي ، عراقية ، منافسة للمجلات الاخرى ، وان تكون الحاجة الى مجلة ذات تأسيس لخطاب فكري عراقي لكي يظل العراق متواصلاً مع دوره الثقافي العريق والمتميز في الثقافة العربية ويتم تلبية احتياجات القارئ العراقي والعربي كذلك ، بشكل او بآخر ، لمثل هذا الدور والاستجابة لضرورات قوة وحضور ومحورية الثقافة العراقية في الثقافة العربية ، ولكي يتاح للقارئ العربي التعامل مع العراق من خلال مصادر عراقية وليس من خلال وسائل الاعلام التي تزيد من الشكوك والالتباسات في ذهنه ومواقفه.
مرتجيات مؤجلة
يمكن للمجلة الفكرية بل يفترض فيها أن تؤدي دوراً كبيراً على مستوى الثقافة العراقية. ان هذا النوع من المجلات يشكل قناة عميقة التأثير يمكن أن تسهم بشكل فعال في تنقية وجدان القاريء العراقي ومعاونته على بلورة مواقفه في الحياة والثقافة.
لاشك أن بين المجلة الفكرية واداء مهمتها عوائق وصعوبات عديدة. أن الطريق التي تصل بينها وبين الهدف الذي تسعى اليه طريق ملأى بالكوابح. ففي ظل ظروف اجتماعية وسياسية يعيشها العراق اليوم يصبح من الصعب احيانا على المجلة الفكرية أن تحقق اهدافها بيسر وفاعلية.
ان مثل هذه المجلة، كي تكون فاعلة في الحياة الثقافية، لابد لها من هامش معقول في تحضر الفرد والمجتمع. لابد لها من مناخ اجتماعي وثقافي يتسع لحركتها في متابعة الظواهر الثقافية متابعة حية وجريئة، ولا يضيق باجتهادها الحر الصادق في الحكم على ما تتصدى له من الظواهر واسماء وانجازات صار لها بحكم التسليم الخاطئ والمحاباة الاجتماعية صفة الثبات والرموز المحرمة.
ومن أجل أن تؤدي هذه المجلة وظيفتها في الثقافة العراقية وحتى العربية لابد لها من أن تحكم صلتها بالكتّاب والباحثين والمبدعين العرب ليكونوا عوناً لها في تنفيذ ما تخطط له من مشاريع. ان تحقيق هذه المهمة يواجه في الغالب بصعوبات دائمة بسبب الحواجز المصطنعة بين اقطار الوطن العربي وما تتركه العلاقات السياسية غير الثابتة من اثار.
احيانا يكون من الضروري للمجلة أن تتصل شخصيا بالباحثين العرب في اقطارهم للتنسيق معهم واستكتابهم. وهذا أمر بات على قدر غير قليل من الصعوبة. وبات واضحاً ان مجلاتنا الفكرية لا تستطيع اداء دورها كما ينبغي بسبب سوء التوزيع او غيابه اصلاً. اما بسبب الرقابة المفروضة على هذه المجلة أو تلك او بسبب ظروف اقتصادية أو سياسية خاصة. لاشك أن أمر كهذا أثر ويؤثر باستمرار على دور هذه المجلة وقد يضعها أخيرا اسيرة لعزلة اقليمية قاتلة تفقدها جدواها ومبررها الوطني والقومي.
ان نظرة متأنية إلى الواقع الذي تعيشه المجلة الفكرية العراقية وحتى العربية تكفي للوقوف على حقيقة صارخة، فالواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي في عراقنا وفي معظم الأقطار العربية وما افرزه من معايير في الذوق وثوابت في صيغ التعبير واشكاله قد لا يتيح الا هامشاً متواضعا لازدهار مجلات فكرية رفيعة المستوى تؤسس لقيم في الذوق وانماط في التعبير والرؤيا. ان واقعا كهذا يقدم لمن يتأمله جملة من المؤشرات الهامة:-
لقد ادت بعض المجلات دورها بحيوية كبيرة وما تزال تصارع ببسالة تثير الدهشة من اجل ان يظل لها نفس المستوى من القوة والجاذبية. انها تخوض منافسة ضارية غير متكافئة مع مجلات تحظى بامتيازات تضمن لها تفوقاً ساحقاً. بعض هذه المجلات تصدر وتواصل الصدور دون أن تثير انتباه احد، انها بمعنى من المعاني غائبة عن التأثير مسطحة عديمة الجدوى، وهي اخيرا عبارة عن ورق زاه، ملون، صقيل يفتقد الى ثراء العقل وجاذبية الروح.
ونحن نصادف مجلة فكرية لا تنقصها المادة الثقافية العميقة او الموضوع الحيوي، لكن ما تفقده هو شيء آخر، انه ذلك السياق الذي يوحد بين موضوعاتها جميعاً. أي ما يمنح مادتها الثقافية التجانس والتناغم وما يجعل لها نبرة خاصة بها تميزها عن سواها وما يجعل لها أخيراً قضية او هاجساً خاصاً يميز نظرتها الى الثقافة والادب والحياة.. ودون مناخ رؤيوي يجعل لها التناقض او التزاوج معنی او دلالة.
ان على المجلة الفكرية أن تعي باستمرار واقعنا الثقافي والحضاري سعياً للتعبير عنه تعبيراً يصدر عن وعي لضرورة التجديد الحي لا الاثارة، وتظل تسعى هذه المجلة الى أن تكون دعوة إلى وعي حاجاتنا الذوقية والثقافية لا الطفر عليها، دعوة إلى أن التجديد الحق في الثقافة والفكر والحياة، هو لحظة اللقاء المتوتر الثري بين ماضي المبدع وعصره، بين تراثه القريب والبعيد من جهة وجديد العالم من جهة اخرى .. دون عبودية للاول او تبعية
للثاني.
مقترح تشكيل هيئة تحرير لمجلة المجمع العلمي العراقي
مجلة المجمع العلمي العراقي ، دورية فصلية محكمة علمياً، والبحوث المنشورة فيها (المفروض) معترف بها من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لأغراض الترقيات العلمية، لأن معايير الدوريات العلمية تتطبق عليها.
المجلة ، تنشر أبحاث الأساتذة الجامعيين ومحققي المخطوطات والباحثين والمترجمين.. كل الاختصاصات بعد تقويمها وتحكيمها. كما أن هيئة تحريرها الواجب ان يكونوا من الأساتذة المتمرسين من ذوي الخبرة الاختصاصية.
المجلة، أصبح لها اكثر من ستين عاماً من المواصلة المتواصلة من الصدور، والأساتذة الذين يناط بهم ترقية اعضاء هيئة التدريس الجامعي في تخصصات علمية مختلفة، ينشرون أبحاثهم فيها. وعدد كبير من الباحثين الجامعيين قد حصلوا على الترقية الى مرتبة استاذ، واستاذ مساعد، بابحاث نشروها فيها، ومن المعروف، أن الأبحاث التي ترد المجلة – المعتاد ان – تخضع اولاً لقراءة مبدئية، ثم ترسل الى محكمين متخصصين ممن يحملون مرتبة أستاذ لتحكيمها.
أذن، جميع المعايير والشروط، كمجلة علمية وفكرية محكمة، متوافرة، يبقى ما تثيره بعض اللوائح الجامعية من شروط، مثل:- أن المجلة المحكمة يجب أن تصدر عن جامعة أو جهة علمية.
نقول:- ان كثيرا من المجلات التي تصدرها مؤسسات غیر جامعية، اقوى و افضل من عدد من المجلات الجامعية علمياً.
أن بعض المجلات الجامعية التي تصدر عن الجامعات العراقية والتي تعتبر نفسها محكمة، تتقاضى مبالغ مالية مقابل النشر فيها لترقية أعضاء هيئة التدريس في الجامعات، بينما مجلة المجمع العلمي – كانت – تدفع للباحثين مكافآت مالية –توقفت بعد الضائقة المالية – ثم أن مجلة المجمع العلمي على الرغم من علميتها وحديتها، يفوق توزيعها – على محدوديته – ما توزعه المجلات العراقية المماثلة خاصة بين اساتذة الجامعات والمهتمين بموضوعاتها.
تتكون (المفروض) هيئة تحرير مجلة المجمع العلمي من: –
هيئة التحرير او مجلس التحرير:- الهيئة التي تتشكل بقرار من رئيس المجمع العلمي واعضاءه، للاشراف على المجلة واخراجها إلى حيز الوجود.
– المشرف العام / رئيس التحرير / رئيس المجمع العلمي = هو المشرف على كل أو جزء من جهاز التحرير في المجلة يعمل على تنفيذ السياسة العامة للمجلة وهو صاحب القرار التنفيذي بشان المادة البحثية . اضافة الى توكيل اعمال التحرير للمحررين، ومتابعة ومواكبة الوقت الذي يستغرقه كل منهم لاكمال مهمتهم. تقتضي مهمته ايضا متابعة المجلات المنافسة، وكشف أسباب تفوقها لديها، لمراجعة ذلك او المضي قدما في انجاح مطبوعته.
– مدير التحرير: عضو بارز من اعضاء فريق الإدارة المسؤول عن المجلة ومسؤول قيادي يعاون رئيس التحرير في عمله، وقد يتحمل في بعض الأحيان جوانب من مسؤوليات رئيس التحرير في حالة غيابه عن المجلة.
يشرف على الأنشطة الخاصة بتحرير المجلة وتنسيق تلك الأنشطة ويقوم بادارة الميزانية والتوظيف وتحديد المواعيد الخاصة باصدار المجلة، وقد تكون له مرتبة مساوية لنائب رئيس التحرير في الهيكل الوظيفي للمجلة.
– سكرتير التحرير: الإشراف على الأعمال الفنية في التحرير من تنفيذ توجيهات رئيس التحرير ومدير التحرير والاشراف اللغوي والطباعي ثم الاخراج الفني والتنفيذ.
يشرف على تنسيق المواد ويقوم بتوزيعها على صفحات المجلة حسب الخطة الموضوعة من قبل مجلس التحرير واخراج المواد وفقا لهذا المخطط.ويشرف على تنبيط المادة وارسالها للصف التصويري.
يشرف على مرحلة التنضيد الرقمي ، تصحيح المواد، على الخط والخرائط في المجلة، يقوم بمتابعة أعمال الطباعة.
مفردات الصفات الوظيفية للمجلة بما يقابلها بالانكليزية
مجلة
Magazine
دورية / مطبوع دوري
Journal
دورية علمية فصلية
Academic Periodical
المشرف العام
General Advisor
رئيس التحرير
Editor_in_ Chief
نائب رئيس التحرير
Deputy Editor _in_ Chief
مساعد رئيس التحرير
Assistant of the Editir _in_ Chief
مدير التحرير
Managing Editor
نائب مدير التحرير
Deputy Managing Editor
سكرتير التحرير
Secretary _ Editor
سكرتارية التحرير
Editorial Secretary
محرر
Editor
محرر مشارك
Assoeaite Editor
مسؤول التحرير
Editor_ in _charge
هيئة التحرير/ مجلس التحريرا/ مستشارو التحرير/ الهيئة الاستشارية
Editorial Board
الفريق الاستشاري
Advisory Board
مدير التحرير الفني
Technical Managing Editor
المدير الاداري
Administrative Manager
المشرف على الاخراج والتنفيذ الفني
Supervision of Production
المشرف على المراجعة اللغوية
Supervisor of Profreading
رئيس مجلس الامناء
Chairman
نائب رئيس الامناء
Vice- chairman
الامين العام
Secretary General
رئيس مجلس الادارة
Chairman of the Board
of Directors
تصميم الغلاف
Cover Design
شروط / ضوابط النشر
Not For Contributors
الافتتاحية
Editorial
ملحق
Supplements
الدراسات
Studies
المقالات
Articles
الملف
File
قضايا
Issues
مقترح خدمة الترجمة العلمية
يقصد بالترجمة العلمية: – ترجمة البحوث والأعمال العلمية المتخصصة أياً كان مجالها حيث يتركز الاهتمام في المقام الأول على المادة العلمية التي تشتمل عليها الوثائق المترجمة، ويأتي الاهتمام بالشكل والأسلوب في المرتبة الثانية.
ونتيجة لتعدد اللغات التي يكتب بها الباحثون ابحاثهم فقد لجات مؤسسات البحث العلمي الى توفير خدمات الترجمة من اجل تنمية وتطوير وحركة البحث العلمي ومساعدة الباحثين على تخطي الحواجز اللغوية التي تعيق دراساتهم وبحوثهم من خلال انشاء وحدات ترجمة داخل اقسامها .
ومما يمكن ملاحظته، أن ثمة اهتماماً واضحاً من مراكز الأبحاث عموماً بخدمة الترجمة لأنها تمثل جانباً مهماً وحيوياً في تفهم احتياجات المستفيدين من النتاج الفكري في مجالات تخصصهم والتي تظهر بلغات أخرى غير لغتهم.
أن القدرة على تخطي الحواجز اللغوية يختلف من مجتمع لأخر مما أدى إلى محاولة ايجاد بعض الحلول التي تسهم في تخطي هذه الحواجز، ومن هذه الحلول:-
1- اعداد الترجمات المختلفة لمصادر المعلومات التي يتم انتقاؤها على أساس قيمتها العلمية.
۲- تشجيع الباحثين والعلماء على كتابة بحوثهم باللغات الاجنبية الشائعة التي يتقنونها والأكثر استخداماً من قبل المستفيدين والباحثين.
3- تشجيع العلماء والباحثين على استخدام مصادر المعلومات المكتوبة بلغات يتقنونها او يكونوا ملمين بها دون اللجوء الى متخصصين لترجمتها .
يوجد نوع آخر للترجمة يعتمد أساساً على الحاسوب في انجاز وإعداد الترجمات، يسمى بالترجمة الآلية (Machine Translation) حيث يتم نقل النصوص باستخدام الحاسوب من لغتها الأصلية الى لغات اخرى وفق برنامج معد لهذا الغرض. وأهم ما يميز هذا النوع من الترجمة هو السرعة في انجاز الترجمة على الرغم من أن النتائج عادة تكون دون مستوى جودة الترجمة البشرية واغلاها كلفة.
ويؤثر اسلوب النصوص الأصلية في نتائج الترجمة الآلية، فكلما كانت لغة النص اقرب الى التقنين والمعيارية كانت نتائج الترجمة الآلية افضل. فمثلاً ترجمة نص في العلوم يكون أفضل من ترجمة نص في الفكر او السياسة، وذلك لأن الألفاظ في هذه النصوص ليست غاية في حد ذاتها وانما وسيلة يستخدمها الكاتب في توصيل افكاره للأخرين، فهناك تكون الحاجة الى ترجمة الافكار لا المفردات وما تتضمنه من رموز ومعادلات ورسوم بيانية والتي غالباً ما تتضمنها النصوص العلمية، لذا فمهما بلغت هذه النظم الآلية وبرامجها من تطور فأنها لا يمكن أن تكون بديلاً عن المترجم البشري وانما مجرد وسائل وأدوات لخدمته.
مقترح نشرة بحوث ترجمية
لا يخفى ما للترجمة من اسهام في التواصل الثقافي بين المجتمعات والمساعدة في نهوضها وتطورها الحضاري، ولانها كذلك فإن لها اسهامها الوافر في المساعدة على بناء الحضارة .
فالعرب قديما ترجموا عن غيرهم من الشعوب وعن الحضارات المختلفة التي سبقتهم ثم أضافوا اليها من ابداعهم الكثير حتى أضحت لهم حضارة عظيمة نقلها عنهم الغرب في بداية عصر نهضته حيث قام بحركة نقل وترجمة واسعة كان لها الدور الفاعل والمؤثر في بناء حضارته وتفوقه العلمي في كافة الميادين.
والترجمة كما هو معلوم للجميع، اهميتها في تفتح الفكر وتوسيع المدارك عند الإنسان من خلال اتاحة الاطلاع على تيارات الفكر والثقافة والعلوم المختلفة وتمكينه من متابعة ما استجد من هذه التيارات.
ولا يخفي على أي مثقف من أن الثقافة الأجنبية أصبحت ذات أهمية لا تقل عن أهمية الثقافة الوطنية والقومية ولا الترجمة كذلك عن الكتابة الإبداعية والتآلف، والاثنان لهما وظيفتهما التي لا غنى عنها باعتبارها احدى اخصب واوسع قنوات التواصل بين الشعوب المختلفة والحضارات المتباينة ورافداً بنقل زبدة فكر وخلاصة ابداع شعب من الشعوب في العلم والآداب والفلسفة والفكر.. الى شعب آخر، وما يترتب عليه من انتشار المعرفة والتقريب بين المجتمعات وتواصلهم وتمازجهم.
ولهاتين الموضوعتين اهميتهما في نضج الفكر وتوسيع المدارك عند الانسان من خلال متابعة ما استجد من تطورات على كل الصعد حيث أصبحت النافذة التي من خلالها تتأثر الثقافات بعضها ببعض.
وتأسيساً على ما تقدم.. ونحن نمر في مرحلة تحول شامل كبير صار من الضروري ملاحظة ما يحتاجه الوسط الثقافي العراقي وتلبية متطلباته المعرفية سواء في مجال الاداب الانسانية وفنونها أو الآداب العلمية وفروعها من اجل استكمال معرفته العامة وترسيخ المبادئ السليمة التي تنهض عليها ثقافته المعاصرة.
فحاجة المثقف العراقي في الوقت الراهن وهو عاش ومازال داخل نطاق شبه معرفة شبه معدوم عن نتاج الآخر المختلف، أصبحت واضحة الى تعريفه بما يستجد من تيارات الفكر والجديد في العلم في العالم، وأن على مجلة المجمع العلمي أن تساهم بما تتمكن عليه من خلال ما متوفر لديها من مراجع اجنبية قد لا تتوفر للقراء والمتابعين، أن تقدم لهذا القارئ افضل ما تـستطيـع من ثمرات الابداع عند شعوب العالم المختلفة ليكون قارئنا العراقي على بينة مما تقدمه حقول المعرفة في العالم وان يكون على صلة حية بما يجري هناك في الخارج ومن خلال هذا التصور يمكن لمجلة المجمع العلمي أن تعنى بترجمة مختلف المستجدات والتطورات العالمية في مختلف ميادين المعرفة المعاصرة بمثابة اسهامة جادة وريادة جديدة تفتقد اليها حيث ستغني وتطور ثقافتنا الأجنبية وكذلك اسناد ورفد ثقافتنا الوطنية.
ان اهتمام مجلة المجمع العلمي بما ينشر ويكتب في الغرب عنا ستضع حتماً في حسبانها اهمية أن تفتح صفحاتها وتشرع أبوابها للحوار الثقافي مع الفكر والثقافة العالميين في كل تعددهما و غناهما على وفق ما يحتاج اليه المثقف العراقي وما تفرضه الضرورة الملحة في معرفة الآخر وفتح افاق التفاعل الحضاري معه دون أن ننسى أن الثقافة ليست الأدب وحده، فهي التاريخ والسياسة والفلسفة والفنون والتكنولوجيا..
ان حرصنا على عمل المجمع العلمي العراقي هو أن تكون مجلته ، مجلة المجمع العلمي ، مجلة رصينة لا نرى على صفحاتها الا الرصين. أنها أمنية سيكون لها ان شاء الله دور مؤثر في تعزيز ملتقى المترجمين العراقيين والمثقفين المعنيين بالثقافة والفكر الأجنبي والمتطلعين للتعرف عليها.
مقترح لضوابط نشر البحوث والكتب في المجمع العلمي العراقي :
* دعوة للمساهمة للنشر
لأن المجمع العلمي العراقي اليوم اكثر من أي وقت مضى يدرك عظم المسؤولية الملقاة على عاتقه في تحقيق غاياته الوطنية المختلفة، ولأنه تبني نهجاً مغايراً ومخالفاً عما كان معمولاً به في السابق، ولأنه يدرك أن هذا الجهد يحتاج الى مزيد من الاقلام الجادة والى مزيد من الاقتراحات والكتابات للارتقاء بمستوى مجلته العلمية المحكمة ومطبوعاته الصادرة عنه إلى مستويات أعلى. لذلك، يرحب بمشاركة الأكاديميين من الباحثين والكتّاب و محققي المخطوطات والمترجمين.. واعداً اياهم بأن تلقی مساهماتهم العناية والاهتمام والترحاب.
وتأسيساً عليه.. يري المجمع العلمي أن ما تتمتعون به من تخصص وقدرة البحث والترجمة وتحقيق المخطوطات.. يدعوه أن يتوجه اليكم راجياً مساهماتكم في النشر في مطبوعاته – مجلة و كتب ، تاركا لكم حرية اختيار الموضوع الذي ترومون المساهمة به، ويسعده أن يلتقي منكم اشعاراً يشعره بقبولكم هذه الدعوة واستجابتكم لها .
*المجمع العلمي العراقي
مؤسسة فكرية علمية ثقافية ذات شخصية معنوية واستقلال مالي واداري. تعنى باللغة العربية وآدابها وتحقيق التراث العربي والترجمة وتعريب المصطلحات، والتأسيس لفكر عراقي جديد ينظر لخطاب نهضوي ومشروع حضاري، متفهمة لقوانين تطور حركة العصر والتاريخ استنادا الى حوامل الانساق الثقافية التي تنتمي في تشكلاتها إلى نوع المجمع العلمي وطبيعته ومستواه.
*أهدافه واهتماماته
1- تشكيل خطاب معرفي عراقي يتقاطع مع السائد غير الفاعل من الخطابات المتوارثة او الملفقة أو تلك التي تمسخ الهوية المستقلة العراقية والعربية.
٢- ارساء قيم التفاعل الفكري بناءاً على قاعدة الاتصال بمراكز الحضارة، وارساء منهج الحوار بين الثقافات والأديان بما يسهم في ثقافة السلام وقيم التسامح الديني والتعايش بين الأفراد والجماعات.
۳- دراسة مصادر الاثراء الحضاري في التراث العربي والعالمي ونظريات الحضارة عبر تجولاتها التاريخية قديمة ومعاصرة.
4- تقديم الرؤى والدراسات التي تخدم عمليات رسم السياسات واتخاذ القرارات، والإسهام في التخطيط الاستراتيجي الموسع المرحلي المتعلق بالنظر في قضايا الحاضر.
5- تنمية الأنشطة الفكرية والحضارية والاهتمام بالبحوث الخاصة بآفاق التطور المعرفي بالعالم اجمع.
6- اشاعة المعرفة والوصول الى اوسع دائرة ممكنة من الجمهور، وخصوصاً من الباحثين والمثقفين.
۷- مواكبة التحولات الاقليمية والدولية ورصد تداعياتها وآثارها على العراق ومحيطه العربي والإسلامي، واعداد الدراسات والتقارير المعمقة في هذا المجال.
۸- التصدي للتيارات الفكرية التي تشجع الكراهية والنزعات التعصبية.
9- نبذ الأحكام القائمة على المواقف المسبقة أو المسلمات المتوارثة.
۱۰- العناية بدراسة كل من تاريخ العراق وتطوراته وحضارته وتراثه، ودراسة تاريخ العرب والحضارة العربية والاسلامية.
۱۱- العناية بدراسة وتحديد المشكلات والظواهر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المختلفة، ومعاينتها في حقول الدراسات الإنسانية والمعلوماتية على نحو علمي يكرس النهج المعرفي غير الموجه بما هو خارج حدود الكشف عن الظاهرة والبحث في سبل معالجة ما يشكل خطراً منها وتنمية ما يحقق نفعاً للمجتمع العراقي بصورة خاصة والإنسانية على نحو عام.
۱۲- تنظيم النشاطات البحثية والفكرية من منتديات وملتقيات وندوات وحلقات دراسية.
۱۳- دعم البحوث والدراسات، وتشجيعها، بقصد الارتقاء بمستوى المعرفة.
14- العناية بدراسة النموذج الديمقراطي والدولة الدستورية والنظر بحقوق الانسان بما لا يتعارض مع الموروث الفكري العراقي من خلال توسيع الوعي الجمعي بضرورة الالتزام بالدفاع عن حقوق الانسان التي كفلتها الشرائع السماوية والدساتير العادلة والقوانين القائمة على أساس احترام حرية الفرد وخصوصية هويته من دون تفريط بحرية المجتمع وأمنه على وفق أساليب وآليات متقدمة.
15- الأهتمام بالبحوث التي تعزز من ممارسة المواطن لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية، وبناء قاعدة راسخة لممارسة حرية الرأي والتعبير من دون أن يخل ذلك بالثوابت التي تميز بنية المجتمع وانساقه العقائدية، وترسيخ قيم الديمقراطية والمجتمع المدني.
16- الإسهام في النهوض بالترجمة، توسيعا لمجالات التواصل بين الحضارات والثقافات.
۱۷- توثيق الصلة بين النخب الثقافية والأكاديمية وبقية شرائح المجتمع بما يفعل الوعي بالأثر الحضاري اللازم لنمو المجتمع وتقدمه.
۱۸- الكشف عن الكفاءات القادرة على تمثيل المجتمع في المجالس التشريعية أو الأجهزة التنفيذية ودعمها وتوسيع مبدأ الكشف والتأهيل لقطاعات أخر من المجتمع العراقي.
*معايير البحوث / شروط النشر في مجلة المجمع العلمي العراقي
1- مجلة المجمع العلمي العراقي، علمية فكرية محكمة، تصدر اربع مرات في السنة تعنى بالبحوث التي تعالج قضايا اللغة العربية وآدابها ، والتراث العربي وتحقيقه، والتاريخ والعلوم والفنون..
۲- تـحترم مجلة المجمع العلمي كل ما يرد اليها، وتفضل أن يكون مرقوماً/ مخزوناً على قرص CD ، تجنباً للاخطاء الطباعية واللغوية المحتملة، ومرفق بنسخة ورقية.
3- يراعي في البحوث المقدمة للمجلة، القواعد المعروفة في البحث العلمي المتمثلة في:-
يشترط في البحث أن يكون خاصا بمجلة المجمع العلمي حصريأ ولم يسبق نشره. ومنضد على شكل ملف (وورد) بخط simplified Arabic .
أن يكون جديدة ولم ينشر مضمونه من قبل.
أن يكون ذا لغة واضحة وتتجنب اتباع الأسلوب المعقد والمصطلحات الغامضة، والالتزام بعمق المعنى، مع مراعاة الجوانب الأدبية والجمالية في الكتابة.
– معالجة القضايا الاشكالية موضوع البحث او الدراسة بأسلوب علمي موضوعي.
– مراعاة نواحي توثيق المصادر والمراجع والنصوص المنهجية في الكتابة.
– النصوص المترجمة يرفق معها الأصل الأجنبي.
4- التزام جانب الموضوعية العلمية البعيدة عن كل اشكال التهجم او المساس بالرموز الوطنية والدينية والفكرية او تلك التي تدعو إلى العصبيات الفئوية والطائفية والفرقة. ومجلة المجمع العلمي بذلك، لا تلتزم بنشر أي مادة تتعارض مع هذا الشرط.
5- ما ينشر في مجلة المجمع العلمي من افكار يعبر عن رأي الباحث/ الكاتب نفسه ولا يعكس بالضرورة رأي المجلة. ولا يعني أيضا انها عندما تفتح باب الاختلاف والحوار تبنيها للاراء الواردة فيها بل تكون ساحة حرية لتجنب الافكار والسجال الإبداعي، وبذلك ترحب المجلة بما يرد لها من نقد وتعقيبات على ما ينشر بها من موضوعات، مع حرصها على نشر الرصينة منها، والتأكيد على أن ما تتضمنه من وجهات نظر مثلها مثل الموضوعات ذاتها، لا تعبر بالضرورة عن رأي المجلة.
6- تلتزم مجلة المجمع العلمي بتقويم أي مادة تصل اليها، واخضاعها لتحكيم اللجنة الاستشارية الخاصة بها والمكونة من أساتذة كفء متخصصين على وفق ضوابط محدودة، محتفظة بحقها في تقرير توافق المادة مع نهجها وصلاحيتها فكرياً دون بيان الأسباب.
۷- تحتفظ مجلة المجمع العلمي بحقها في نشر المادة المجازة على وفق خطة التحرير ويكون قرار هيئة التحرير بإجازة نشر البحث او الاعتذار عن عدم نشره نهائياً. وتحتفظ هيئة التحرير بحق عدم ابداء الأسباب، ويجوز في حال الاعتذار أن يزود الباحث بالملاحظات والمقترحات التي يمكن أن يفيد منها في اعادة النظر ببحثه.
ويلتزم الباحث بإجراء التعديلات التي يطلبها المقيمون اذا كانت قرار هيئة التحرير باجازة نشر البحث مشروطاً بذلك.
۸- لمجلة المجمع العلمي، حق اعادة نشر المواد المنشورة منفصلة أو ضمن كتاب من غير الحاجة الى استئذان صاحبها.
۹- تـحتفظ مجلة المجمع العلمي بحقها في تحرير المواد واجراء بعض التعديلات عليها اذا رأت ذلك ضرورياً.
10- يشترط أن لا تكون المادة المرسلة للنشر في مجلة المجمع العلمي قد نشرت او ارسلت للنشر في مجلات اخرى او مواقع انترنيت، فان من حق المجلة عدم التعامل مع الكاتب مرة اخرى.
۱۱- حجم البحث و الدراسة مفتوح غير محدد بصفحات.
۱۲- تجمع كل المراجع والهوامش مرقمة بالتسلسل نهاية المادة.
۱۳- تسلسل المواد والأسماء عند النشر يخضع لاعتبارات فنية ولا علاقة له بمكانة الباحث/ الكاتب أو قيمة المادة.
14- تخضع جميع المواد في النشر حسب أسبقية ورودها .
15- مجلة المجمع العلمي غير ملزمة باعادة أي مادة تتلقاها للنشر الى أصحابها سواء نشرت أم لم تشر.
16- أن هيئة تحرير مجلة المجمع العلمي ستجد نفسها مضطرة لأهمال أي مادة لا يراعي صاحبها هذه الضوابط التي هي لصالحه بالدرجة الأساس.
۱۷- يحصل صاحب المادة المنشورة في مجلة المجمع العلمي على نسخة واحدة من العدد الذي نشر فيه مادته . مع منحه مكافأة تقديرية وفق نظام المكافآت المعمول به في المجمع العلمي.
مقترح :معايير/ ضوابط نشر الكتب لدى المجمع العلمي العراقي
١- تقبل الكتب التي تتناول القضايا اللغوية والتاريخية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتقنية والاعلامية والمعلوماتية المتصلة بالعراق خصوصا وبمحيطه العربي والاسلامي..
۲- يشترط أن يعالج الكتاب موضوعاً جديداً ومبتكراً، وأن يكون مستوفياً للشروط العلمية والأكاديمية المتعارف عليها، وان يكتب بلغة بحثية رصينة.
3- يشترط الا يكون قد سبق نشر الكتاب أو عرض للنشر لدى جهات أخرى.
4- حجم الكتاب مفتوح غير مقيد بعدد الصفحات.
5- يقدم مؤلف الكتاب نسخة واحدة من نص الكتاب، مطبوعة ومدققة وخالية من الأخطاء الإملائية والطباعية.
٦- يرفق المؤلف بياناً موجزاً بسيرته العلمية، وعنوانه بالتفصيل.
۷- يرفق المؤلف موافقة الجهة التي قدمت له دعماً مالياً لانجاز كتابه (ان وجدت).
۸- يتم وضع قائمة المراجع والمصادر مرتبة ترتيباً الفبائيـاً في نهاية الكتاب.
4- يتم وضع الجداول والرسوم البيانية والصور والخرائط على صفحات مستقلة.
۱۰- يتم وضع الهوامش مسلسلة في نهاية كل صفحة. ويراعي في كتابتها الالتزام بالأسلوب التالي:
– الكتب :- عنوان الكتاب، المؤلف، رقم الطبعة، دار النشر، مكان النشر، سنة النشرة رقم الصفحة.
– المجلات :- المؤلف، عنوان المادة، اسم الدورية، مكان النشر أو الأصدار، رقم العدد، السنة، رقم الصفحة.
۱۱- تقوم هيئة الخبراء بتحرير نص الكتاب ومراجعته لغوياً، وتعديل المصطلحات التي ترد ضمنه، بالشكل الذي لا يخل بمحتوى الكتاب أو مضمونه.
۱۲- يقدم المجمع العلمي لمؤلف الكتاب المجاز نشره مكافأة مالية وفق نظام المكافآت المعمول به مع عشرين نسخة كاهداء من الكتاب عند الانتهاء من طباعته بشكله النهائي.
اجراءات النشر
1- يتم تبليغ المؤلف بما يفيد تسليم نص كتابه خلال شهر من تاريخ تسلم النص.
۲- تخضع نصوص الكتب لمراجعة هيئة الخبراء والتحرير بالمجمع العلمي خلال ستة اسابيع.
3- اذا حاز الكتاب الموافقة الأولية لهيئة الخبراء ، يرسل عقد النشر الخاصة بالطبع الى الباحث لتوقيعه.
4- يرسل الكتاب الى محكمين اثنين من ذوي الاختصاص في موضوعه.
5- في حالة ورود ملاحظات من المحكمين، ترسل الملاحظات الى المؤلف لاجراء التعديلات اللازمة على نص الكتاب، على أن يقوم بذلك خلال مدة أقصاها شهران.
6- يصبح نص الكتاب المنشور ملكاً للمجمع العلمي، ولا يحق للمؤلف اعادة نشره كلياً أو جزئياً أو نشره مترجماً بلغة أخرى، دون الحصول على موافقة كتابية من المجمع العلمي.
7-المجمع العلمي غير ملزم بارجاع نصوص الكتب التي ترده بهدف النشر في حالة تعذر نشرها .
[email protected]