18 ديسمبر، 2024 11:45 م

نحو دولة مدنية وشعب منزوع السلاح

نحو دولة مدنية وشعب منزوع السلاح

تعرف الدولة المدنية ،من انها التي تقوم بحماية المجتمع بغض النظر عن الدين والقومية والمذهب ، اي نها الدولة التي تقوم على اساس مدني يتساوى فيه ابناء تلك الدولة امام القانون بعيدا عن الدرجة الوظيفية والمنصب والمعتقد الديني او القومية بل وحتى المذهبية ، وقد نودي بالدولة المدنية في العصور ما بعد الوسطى بعد ان لاقت الشعوب الاوربية ظلم الكنيسة ورجال الدين وبناءا على المقولة (الدين لله والوطن للجميع ) ولقد كان لظهور الدولة القومية واحلال مبدا السيادة اثر انعقاد مؤتمر فيينا عام 1815 محل الاقطاعيات ، نودي ايضا بسلطة الدولة على رعاياها، في الداخل حيث نودي بنزع سلاح الاقطاعيين وحماياتهم ، وحاميات تلك الاقطاعيات ، تم المنادات بحصر السلاح بيد جيوش الدول لانها ستتكفل بموجب هذه السيادة بالدفاع عن الحدود ، وان السلطة المتمثلة بالدرك ستقوم ايضا بحماية المواطن وممتلكاته من العدوان علبه من الداخل ، هكذا حلت الدولة باسم المواطنين جميعا احلالا مدنيا لتسود على الجميع بقدرة وتفويض الجميع ، وبموجب القوانين لكى يتساوى امامها الجميع دون استثناء ، ولكي تقوم السلطات المنتخبة في العراق بواجباتها دون منازع عليها ان تنادي بقاعدة السلاح بيد الدولة لاغير ، وهذا يتطلب اصدار قانون مؤكد لصحة القوانين السارية ،ومضمونه ان يسلم كل مواطن سلاحه للدولة وبموجب وصل اصولي يعد لهذا الغرض ، ويشمل ذلك جميع المواطنين (باستثناء من تراه الدولة قانونا له حق حمل هذا السلاح) ولا يخرج عن هذا التعميم اي شخص عادي او معنوي، رجل او امراة شيخ او فلاح ،، اي جميع المواطنين ، وهنا تظهر اهمية الدولة في تحقيق ما بلي ،
1..ان الدولة وهي الماسكة بالسلطة عليها حماية المواطنين بغض النظر عن الدين او العنصر او المذهب.
2… يتحقق ما جاء في اولا عندما يتساوى الجميع امام القانون ، ابتدا من رئيس الدولة مرورا بالوزراء او السياسيين وصولا الى اصغر موظف في جمهورية العراق.
3…ايمان كل منا انني اليوم في السلطة غدا انا مواطن عادي ، فليتصرف كل مسؤول في ضوء ذلك.
4…ليؤمن كل عراقي بان الشعب هو الباقي وان الحكومات هي الزائلة ، وليتذكر كل مسؤول اين حكومة نوري السعيد اين سلطة المشير عبد السلام عارف ، واين رئاسة الفريق عبد الرحمن عارف ، اين ديكتاتورية صدام ، الكل غادر السلطة وبقى الشعب الى الابد ، وليؤمن كل مسؤول بهذه المسلمة القائلة ، الشعب باق واعمار الطغاة قصار، وايديك وان طالت فلا تغتر بها فان يد الايام منهن اطول.
واخيرا وبعد تجربة فترة ما بعد السقوط ، والدروس المستقات، هي ان اخطاء العشائر كثرت بفعل امتلاكها لكل انواع السلاح ، وان اخطاء الافراد انتشرت بفعل استحواذ الكثير والكثير منهم على السلاح .وهذا لا يصح في دولة تريد ان تبني حضارة لتوصلها بحضارتها القديمة التي يشهد لها فيها التاريخ…