العقلانية هي القدرة أو الحالة التي يوصف بها شخص يتخذ قراراته على أساس عقلاني, وعندما تجتمع مع الثقافة في أن واحد, فأنها تعتبر ذراع السياسة القوي.
يتفق العديد من المثقفين على أن الثقافة هي محصلة أجتماعية ومجالاً حيوياً للتعدد والتنوع, الا أن هذا التعدد يختلف من مجتمع الى أخر, بما يخدم او لا يخدم الحوار بين أفراد المجتمع.
الثقافة العراقية, هي حصيلة أمتداد تاريخي زاخر وخليط من عدة حضارات, أثرت بتشكيلها على مر السنون والعصور.
هناك قاعدة تقول ” الاستفادة من الاخر لا تلغي بالضرورة الذات, بل تكملها وتحصنها وتقويها”.
على جميع القوى السياسية, أن تكيف خطابها الثقافي والسياسي مع طبيعة ومعطيات المرحلة, التي تنذر بمستقبل لاتحمد عقباه في حالة عدم توحيد الخطابات السياسية.
أن أسباب هذا التشوه في الخطاب الثقافي العقلاني, وتفهمه واستيعابه هو بسبب أزمة العقل نفسه المنتج للخطاب، وذلك في عجزه عن امتصاص الحداثة, ومنطلقات الوحدة وضرورتها في الوقت الراهن.
تغيير نوع الثقافة السياسية السائدة, واحداث نقلة في الوعي السياسي والاجتماعي, اعظم انجاز يمكن ان نورثه لاجيالنا القادمة، اما الطفولة السياسية, والانفعالات المتشنجة, واطلاق التصريحات غير المسؤولة, فهي باب من أبواب جهنم.
الابتعاد عن كل ما من شأنه ان يشنج الشارع, من ممارسات وتصريحات غير مسؤولة, وبث الخطابات النارية وصب الزيت على النار, يؤثر بشكل كبير على مجرى العمليات العسكرية التي تقوم بها قواتنا الامنية والحشد الشعبي ضد العصابات الاجرامية, وأعتمادها سيسهم في احداث امور لا تحمد عقباها .
اننا اليوم في عصر يتسم بالعقلانية, وسيادة المؤسسات, وهذا يتطلب خطاب عقلاني في التعامل مع كل ما يحدث من اشكالات, وعلى جميع السياسيين أن ينتهجوا حوار هادئ وبناء, يأخذ على عاتقه حل جميع الاشكالات, وممارسة ثقافة سياسية حضارية نحاول ترسيخها في الواقع العراقي الذي يشكو فقر كبير في هذا الشأن .