18 ديسمبر، 2024 9:12 م

نحو أسبوع وحدة إسلامية

نحو أسبوع وحدة إسلامية

منذ مئات السنين و المسلمون يتداولون مصطلحي (السنّة) و (الشيعة).. حيث لا يوجد هكذا مصطلحان في الإسلام .. بل يوجد مصطلح العلويون و الأمويون و العباسيون .. وظهر الخوارج ، وكذلك ظهرت مصطلحات الصوفية و المعتزلة و الدهرية وغيرها ، ثم ظهر مصطلح المذاهب وفرقها.. كالأصولية و الأخبارية و الإسماعيلية و الأباضية و الزيدية وغيرها..
ثم استقرت على مصطلحات المذاهب السائدة .. كالجعفرية والحنفية و الحنبلية و المالكية و الشافعية..
وهذه المذاهب تسيّست بسبب الحكومات بما يخدم مصالحها.. فالأذربيجانيون العلويون الصفويّون سيّسوا المذهب الجعفري بما يخدمهم.. فنشروه في بلاد فارس ، والعثمانيون سيّسوا مذهب أبي حنيفة بما يخدمهم و نشروه في جغرافية إمبراطوريتهم .. لا لأنه المذهب الوحيد الذي يمثل الإسلام ، ولكن لكونه المذهب الوحيد الذي يجيز خلافة غير العربي القرشي .. فتشبث به العثمانيون لهذه الفتوى التي أجازها الإمام أبي حنيفة ، ولو كان قد أجازها غيره من أئمة المذاهب لأخذوا به دون أبي حنيفة ؛ لولم يكن مجيزاً ذلك..
لقد تسببت السياسات وزر الأمّة الإسلامية.. في تحاربها و تنافرها الطائفي .. وهي أمّة مسلمة واحدة..
ربّها ﷲ الواحد الأحد و نبيّها الرسول محمد و كتابها القرآن و قبلتها الكعبة المشرفة..
عليه ؛ ولكي نقرأ الإنتماء للإسلام بروح رياضية(كما يصفون بالأدبيات الحديثة) فلابد للمسلمين أن يتعاملوا مع المسلمين بهذه الروح الطيبة المتوائمة المتوافقة .. التي ترى التمذهب يعني إتباع مرجع إمامٍ توافرت فيه قناعة جماعة.. فمضوا على رأيه دون سواه.. فهؤلاء رأوا في الإمام جعفر الصادق مذهبهم، و هؤلاء رأوا في الإمام أبي حنيفة مذهبهم، وهؤلاء رأوا في الإمام الشافعي مذهبهم.. وهكذا، وكلهم روافد تتفرع من نهر الإسلام و تلتقي فيه إن شاء الله تعالى!