23 ديسمبر، 2024 10:13 ص

نحن وقصف قاعدة بلد الجوية!

نحن وقصف قاعدة بلد الجوية!

< ننوّه اولاً أنّ هذه القاعدة الجوية وهي الأكبر في العراق , تضم طائرات F 16 العراقية ومستلزماتها التقنية الكثيرة , كما تضمّ قوة قتالية امريكية لحماية المستشارين والمدربين الأمريكان بجانب مروحيات امريكية عسكرية ايضاً , وتضمّ كذلك مخازن ذخيرة ومستودعات اسلحة تابعة لبعض الوية الحشد الشعبي > .

a \ من الملاحظ أنّ الأنفجارات السابقة التي حدثت او قعت في ” منطقة ابو دشير – الدورة ” منذ ايامٍ مضت , قد اعقبتها وبعد دقائقٍ من وقوعها , عملية تشويش إعلامي مكثفة , وكان من مميزات تلك العملية أنّ بعض تقاريرها الإخبارية كانت صحيحة ! بغية تضليل الجمهور او الرأي العام وإضاعة الحقائق التي ما برحت بعضها مجهولة الى غاية وقوع انفجارات الأمس في قاعة بلد , كما ومن مميزات تلك المميزات أنّ بعض التقارير الأعلامية اشارت بأنّ حرائقاً اندلعت في معسكر صقر للحشد الشعبي في تلك المنطقة مّما ادى الى حدوث الأنفجارات في مخازن العتاد , وكان القصد من ذلك أن الحدث كان طبيعياً دونما قصفٍ جويٍ من طائراتٍ معادية .! , أما ما يصاحب التشويش للأنفجارات التي وقعت في لقاعدة الجوية ليوم امس , وهو مستمر وسيزداد , فلاحظتُ شخصياً أنّ إحدى المواقع الإخبارية – الألكترونية قد ذكرت أنّ القاعدة تعرّضت لقصف من عددٍ من قذائف الهاون ” مورتر ” , وهو ايضاً لإبعاد فرضية القصف من طائراتٍ مجهولة الهوية .

b \ بالإشارة العابرة لقرار رئيس الوزراء السيد عادل عبد المهدي بحظر دخول ايّ طائرةٍ حربية الى الأجواء العراقية إلاّ بعد إذنٍ خاصٍ منه شخصياً , وهو القرار الذي تعرّض الى نبالٍ وملاحظاتٍ نقديةٍ جمّة في وسائل الإعلام والسوشيال ميديا , حيث الطائرات المعادية القادمة لأغراض قصف داخل العراق , فمن السخرية أن تطلب الأذن المسبق ! حتى لو كانت طائرات مسيّرةٍ بدون طيار ” درونز ” .! وخصوصاً في ظلّ وسائل الدفاع الجوي العراقية غير المتطورة ومع سيطرة وتحكّم الأمريكان في الأجواء وغير الأجواء .! , وبالنسبة لقرار رئيس الوزراء هذا , فتكاد تتفجّر من الذاكرة ملاحظتان لابدّ من التنفيس عنها هنا : –

1 – في بدايات سبعينيات القرن الماضي , وحين كانت قيادات المقاومة الفلسطينية تستقرّ وتهيمن على الأوضاع في بيروت , تكرّرت حالاتٌ بأنْ قامت طائرات او مقاتلات ” فانتوم ” الأسرائيلية – الأمريكية الصنع ” والتي تعتبر اليوم من الطائرات المتخلفة ” بأطلاق صاروخٍ موجّه نحو نافذة احدى الشقق في احدى العمارات التي يقطنها أحد قادة المقاومة الفلسطينية في العاصمة اللبنانية , ومن مسافة 25 كيلومتر من خارج بيروت الملآى بمئاتٍ او الآلاف من العمارات , ونسوق هذا المثال هنا بصلته او بمقارنته بقرار عبد المهدي بمنع دخول الطائرات الأفرنجية او الصهيونية إلاّ بعد إعلامه مسبقاً .!

2 – في اليوم السابع من شهر حزيران لعام 1981 إبّان الحرب العراقية – الأيرانية , وكانت الدفاعات الجوية العراقية في اوج قوتها وتقنياتها , قامت ال F 15 وال F 16 الأسرائيلية بقصف المفاعل النووي العراقي المحصن المحاط بشبكة دفاعية معقدة وتدميره , وعادت الى قواعدها في اسرائيل قبل معرفة السلطات العراقية بالجهة المنفّذة .!

< وبعد سنواتٍ قلائل من تلك العملية , صدر كتابٌ اسرائيليّ بهذا الشأن وبتفاصيل تلك العملية , وعنوانه ” دقيقتان فوق بغداد ” , ويمكن قراءته عبر الشبكة العنكبوتية لمن لم يسمعوا به لغاية الآن .! > …

القرار الجوي ! لرئيس الوزراء بهذا الخصوص لا يؤخّر ولا يقدّم بالطبع حول اية طائراتٍ تقتحم او تجول وتطوف في اجواء العراق ولربما حتى لو كانت طائراتٍ ورقيةٍ .! كما التي استخدموها الفلسطينيون من غزّة لإشعال حرائقٍ في المزارع الأسرائيلية المقابلة لها وليس لإحراق وتفجير مستودعات ذخيرة وصواريخ صهيونية .

ثُمَّ , فقد يتساءل المرء او عموم الشعب , أنْ طالما الحدود البريّة العراقية شبه مستباحة , وحيث عدد من المنافذ الحدودية هي خارج نطاق السيطرة الكليّة عليها في مجال إدخال المخدرات والصواريخ , وربما بإغماض الأعيُن عليها ! ومنح الضوء الأخضر الخافت لإدخال وتمرير ما يراد إدخاله وتمريره .! , فلماذا إذن لا تغدو الأجواء العراقية اكثر سهولةً لتحوم وتحلّق فيها وفوقها اية مجسّماتٍ فضائيةٍ او جويّة او ما يشابهها من مرادفاتٍ ومشتقاتٍ .!

C \ وهنا في ” الإعلام ” لا يمكننا ولا نبتغي نفيَ ولا حتى تأكيد قصفٍ جويٍّ واضحٍ لقاعدة بلد الجوية ” بغضّ النظر عن وجود قوة امريكية محددة فيها , وإنّ الصواريخ المتهمة بالقصف هي مبرمجة خارج مساحة تواجد الأمريكان فيها , وكلّ الإحتمالات واردة , ونحن نمتنع عن كيل الإتهامات دونما ادلّة ملموسة وفقاً للأمانة الصحفية , لكنّ ما يثير الدهشة أنّ كيف لبعض القوى السياسية أن تحدّد ” فور وقوع الأنفجارات ” أنّ الطائرات القاصفة كانت اسرائيليةً ام امريكية.! وهم يفتقدون الفقه الراداري الذي لم يشاهدوا اجهزته اصلاً .!