قال رسول الله صلى الله عليه وآله “لتسلكن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة(أو النعل بالنعل) حتى لو إنهم دخلوا جحرضب خرب لدخلتموه”
مقارنة بسيطة بيننا امة الإسلام وأمة اليهود نجد مصداقا لحديث رسولنا الأعظم صلى الله عليه واله فهم قتلوا الأنبياء والأوصياء والرسل ونحن قتلنا أولياؤنا وأئمتنا وأوصياؤنا وبغلظة مع سبق الإصرار…هم حرفوا الكلم عن مواضعه..ونحن حرفنا منهاج نبينا وتأولنا معاني القرآن والحديث الشريف بل وتقولنا على رسول الله آلاف الأحاديث وابتدعنا من مزاجنا من التفاسير لكتاب الله وحديث نبيه لا لشيء إلا لندرا حدا او نسرق مالا ونغتصب سلطانا….هم تفرقوا إلى إحدى وسبعون فرقة كلها على ضلالة إلا واحدة ونحن كذلك…إذن نحن من الناحية الظاهرية لانفضل عليهم إلا بشهادة أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله.بل إن فينا من هو اقسى قلبا من اليهود وليس ادل على ذلك من الحرب التكفيرية التي يشنها بعضنا على بعض بدعوى القربة لله تعالى, وسبحانه براء منها
هذا ما جرى على صفحات التاريخ لكلتا الأمتين , إما مايجري حاليا فلنا مشتركات معهم أيضا,,,إنهم يقرؤون نبوءاتهم التوراتية عما سيحصل لهم في أخر الزمان لذا تراهم يزرعون ارض غيبهم من مستقبل التاريخ ببذور وهمهم لإنتاج دولة قوية مترسنة بأشد الأسلحة فتكا وبطشا وتقنية ليواجهوا بها من بيده وعلى يده سيكون وعد الآخرة الذي يسوء وجوههم وليتبرهم ما علوا تتبيرا لذا أقاموا دولتهم على ثرى قدس أقداس العالم فلسطين وخلقوا حولهم الأنظمة العميلة التي تهادنهم أو تعينهم على استلاب امة الإسلام من حيث الإرادة والعقيدة والكرامة…حتى استقوى عودهم على الأرض السليبة ليبدوا مرحلة تفتيت الأمة وإضعافها والإجهاز على قواها الفاعلة وكان احتلال العراق وتدميره جزءا من هذا المخطط لا نكاية بصدام وخطره على السلم العالمي بل لأنهم يعرفون جيدا إي دولة ستنهض على ثرى هذه الأرض الولادة للتاريخ…وخير دليل على ذلك ماقاله بوش مبررا احتلاله للعراق في إحدى مناسباته انه أقدم على ذلك كخطوة استباقيه تحسبا لقيام دولة إسلامية راديكاليه تمتد من اندونيسيا إلى اسبانيا مستفزا بذلك نعرة صليبية ببواطن يهودية وهو يعلم انه ليس بمقدور العراق والسعودية وحتى إيران إقامة مثل هذه الدولة إن مايقصده ويحسب له إلف حساب هو دولة المهدي عج التي ستمحق عولمتهم لتقيم عولمة العدل الإلهي ,,إذن هم يقرؤون نبؤآت التاريخ يستشرقونها ويتخذون ماهو ملائم حسب اعتقادهم جاهلين غافلين أو متغافلين عن إرادة الله تعالى ومشيئته
أين نتشابه هنا مع امة اليهود في الواقع إن امة الإسلام هي أيضا تقرا الأحاديث التنبؤية والاستشراقية المستقبلية للرسول والأئمة الأطهار ورواة الأحاديث وتدخلها دائرة المزاج وهوى النفس وتحاول إيجاد إسقاطات لها على إحداث التاريخ وتبحث لها عما يمكن إن يتناغم ومزاجها أو مزاج الحكام من آيات كتاب الله العتيد لتزرع ارض الغيب من تاريخ الأمة المستقبلي بما يروج لها من مشاريع مستقبلية الله وحده يعلم ماورائها من المقاصد
ولأسوق مثالا لذلك وبتجرد مايدور في سوريا حاليا وبما لايخفى على احد إن الكثير من الشيعة يروج لما يحصل هناك بأنه من ممهدات حركة الظهور للحجة عج وان مايجري هو بدايات لحركة السفياني التي هي من محتوم الظهور كما نقرا في الأحاديث التنبؤية وعلى هذا الافتراض يتم التنادي بين الشباب الشيعي للنهوض والحشد دفاعا عن عقيدة التشيع والتمهيد لدولة المهدي وتعجيل الفرج وكان الله تعالى ينتظر هذا الشباب وهذا التحشيد لإقامة دولته وهو سبحانه وتعالى من له الحجة البالغة حين يريد إن يمضي مشيئته , وهو الذي يصلح أمر الدنيا بين عشية وضحاها لوليه حين يأتي أمر الظهور … ومن السنة من يتصور إن مايقوم به الشيعة في محور إيران العراق سوريا ولبنان هو إيذان بقيام دولة الروافض فتنادوا بكل قوى التكفير للوقوف بوجه المد الشيعي خوفا على كراسيهم ولاسيما سلاطين البترول
فلماذا نقرا من حركة الظهور ما يلائم مزاجنا وأمنياتنا وأحلامنا ونتغافل عن حقائق ربانيه أنفذها ألينا الأئمة الأطهار عن عقيدة الظهور والانتظار وعدم التوقيت لأمر الهي لأننا لسنا الوقاتون…فلاباس حينذاك من الوقوف إلى جانب سوريا في محنتها لإقامة دولة المجتمع المدني العادل المتحضر ومحاربة المد التكفيري الذي بدا يجتاحها والذي أعطى وجها اسودا للإسلام والمسئول الأول عن ظاهرة الاسلامفوبيا في كل بقاع الأرض .ثم لانجد حرجا في وقوف حزب الله لبنان إلى جانب سوريا في مواجهة إسرائيل لان سوريا عمقه الاستراتيجي وضياعها يمهد لابتلاع جنوب لبنان ومن فيها , فلاضير من الحشد معه في هذا الشأن وهو الذي استرد لنا بعض من كرامتنا المهدورة في سوح المواجهة مع إسرائيل…إما من يتخذ هذه المواجهة والمناصرة لسوريا وحزب الله بدعوى التمهيد لدولة المهدي اومن يقف بالضد تحسبا لقيام هذه الدولة ؟ فانه يتجرا على مجريات التاريخ خارج مشيئة الله ويستقطب المتعاطفين مع قضية الظهور اوضدها عن قصد اوجهل ليمضي مآربه الخاصة من خلال الاتجار بقضية المهدي المنتظر. بالسلب والايجاب..وكم أتمنى من الله إن يمتد ني العمر لاحظى بالطلعة البهية وارى كم من دعاة المهدوية سيصمد لشرائط وتكاليف العمل تحت لواء المنتظر في اليوم الموعود…وكم من المناوئين منهم سيطيق بطش الله على يديه
إن القاسم المشترك التي تدور حوله إحداث التاريخ للأمة الاسلاميه واليهودية وحركة الأمتين الدؤوبة نحوه هو اليوم الموعود الذي اختصه الله لغيبه انه الساعة التي لن يجليها الله تعالى إلا لوقتها ويجترح على الله كذبا من يدعي علما بها أو يوقت لها وحتى من يمهد لها لأنها ساعة الله وهو في غنى عن تدبير العبد بل ستباغت الناس فجأة فتكون الخافضة الرافعة… سوى ذلك فكل الخطط الاستباقية لإسرائيل ومن خلفها وكلما يزعم المهديون بتمهيده او الناصبون بتحشيده وفي النوايا الاتجار بهذه القضية الشريفه سيذهب إدراج الرياح بسم الله الرحمن الرحيم” وقدمنا إلى ماعملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا”.اللهم عجل لنا بذلك اليوم وأذقنا العدل الحقيقي على ارضك واجعل رايتك العليا ورايات الكذب والنفاق هي السفلى انك سميع مجيب .