منذ مدة وبعدما إستبدل المجلس الإسلامي الأعلى تسمية الكتلة في مجلس النواب بإسم كتلة المواطن، بدأنا نلاحظ في الطرقات والساحات شعار نحن باللون الأصفر ، فما هي الرسالة التي أرادت قيادة تيار شهيد المحراب أن توصلها للمواطن الذي رفعته جزاءاً من شعارها؟ هل هو للإستهلاك الإنتخابي، أم أن هذه القيادة الشابة والتي على رأسها سماحة السيد عمار الحكيم فعلاً أرادت وتريد خدمة المواطن؟ ثم ماذا لديها من ثقل داخل الكابينة الحكومية لتحقق ما تطرحه من مبادرات؟
من الواضح للجميع أن تيار شهيد المحراب منذ أكثر من ثلاثين عاما عندما بدأ بمقارعة النظام الدكتاتوري في العراق كان ينصب جُلَّ همه في كيفية الوصول بالمواطن الى أنه عضو فاعل في المجتمع وبأنه قادر على أن ينبي بلده كما يفعل الأخرون، وعندما سقط النظام في التاسع من نيسان 2003 لم يكن في خُلد قادة المجلس الأعلى أن يستأثرو بالسلطة ولم يتكالبواعليها، والسبب في ذلك أن الفكر الإسلامي الذي تعلموا منه يملي عليهم أن يفكروا أولاً في بناء الوطن وسعادة المواطن، ولكن شاءت الأقدار أن يستشهد آية الله العظمى محمد باقر الحكيم شهيد المحراب (قدس سره) ثم بعد ذلك وفاة عزيز العراق، فاستلم قيادة المجلس الأعلى ابن المرجعية الذي نهل من نبع بيت الحكيم الكثير من حكمتهم وسعة أفقهم وقدرتهم على تحليل الأمور وجعلها في نصابها ، فقام بسلسلة من التغييرات في البيت المجلسي إبتدأها بتسمية الكتلة فأصبحت تسمى بالمواطن، كما قام بإستقطاب الشباب والإعتماد عليهم ومطالبة الحكومة بالإعتماد على الشباب الكفوء والتكنوقراط والذين لم تتلطخ أيديهم بالسحت من المال الحرام، وأطلق تجمع شبابي نوعي أسماه (تجمع الأمل) يعتمد على الشباب الكفوء من ذوي الشهادات الجامعية وزجهم في دورات تطويرية ليصبحوا بعدها قادرين على إدارة أي مرفق من مرافق الدولة. كل ذلك بالإعتماد على ((نحن)) فنحن حسينيون ما بقينا وعندما نعمل فإننا نستحضر روح التاريخ وفكر الإمام الحسين وثورته ضد الظلم والتجبر، ونحن من أتباع أهل البيت عليهم السلام الذين كانوا دائما مع الضعيف ضد القوي في كل زمان، ونحن عراقيون أولا فهَمُنا الأول العراق أرضاً وشعباً من أقصى نقطة في شمالنا الحبيب إلى أقصى نقطة من جنوبنا الملتصق بخليجنا العربي، ونحن ضمن تيار شهيد المحراب مجددون كوننا نعتمد على الشباب كونه تيار صاعد. من كل ذلك كان يرمي سماحة السيد عمار الحكيم الى مسألة جوهرية وغاية في الأهمية وهي ضرورة الإعتماد على الشباب وعدم ركنهم في زوايا ضيقة، والإستفادة من طاقاتهم، ودعم الركون الى أسماء لن تقدم شيئاً جديداُ للبلد لسبب بسيط ألا وهو جمود تفكيرها ومراوحتها في مكان واحد وأكبر همها هو مصالحها الشخصية والفئوية، وهو ما نأى عمار الحكيم بنفسه ومعه تيار شهيد المحراب عنه وخير دليل على ذلك عندما إستقال الدكتور عادل عبد المهدي عن منصب نائب رئيس الجمهورية ليؤسس لقاعدة مهمة وهي عدم التكالب على المناصب وبدلا من ذلك الذهاب لخدمة المواطن، وطرحه لمشاريع مهمة تخدم محافظات العراق ككل، صحيح أننا عندما نقرأ تلك المشاريع قراءة أولية نراها تخص محافظة بيعنها مثل البصرة عاصمة العراق الإقتصادية لكنها بالمجمل سيكون خيرها يعم على العراق جميعا لأن المحافظة الإقتصادية ستحتاج الى مهندسين وإقتصاديين وعمال وهذا كله لا تستطيع البصرة أن تلبيه لوحدها؛ بالتالي سيكون هناك نصيب لأبناء محافظات العراق كلها وكذلك تطوير وتأهيل محافظة ميسان والعديد من المشاريع والأفكار التي طرحها نواب كتلة المواطن في مجلس النواب من قبيل منحة الطلبة مثلا.
من هذا كله نستطيع القول أن الرسالة التي أراد عمار الحكيم أن يوصلها الى المواطن أنه معه في كل مكان ومجال وعليك أن تكون أيها المواطن مع نفسك.
فمــاذا أنـت فـــــاعـــل ؟؟
والله من وراء القصد