الكتاب عنصر مهم لبناء الذات وصناعة العقل وتطوير التفكير , ولا يزال له دوره وقيمته في حياة المجتمعات المتقدمة , بينما ينتفي دوره في المجتمعات المتأخرة , فالكتاب فيها مفقود لأن العقل عاطل أو ممنوع من التفكير ولا يحتاج لكتاب.
تساءلت لماذا لا نمتلك الهمة لقراءة كتاب , فأدركت بأننا منشغلون بوجيع الدنيا وتكالباتها النكراء.
الكتاب ينتعش في المجتمعات المعاصرة ويموت في ديارنا!!
فلا تزال تجارة الكتاب مربحة وأسواقه ليست كاسدة , وعندنا ما عاد للكتاب قيمة ولا للكلمة دور , لأن الكلام بضاعة رخيصة إن كان مكتوبا أو منطوقا.
والعجيب في أمر مجتمعاتنا أن الواحد فيها يرى بأنه يعرف ويدري , وفوق العلم والكتاب وسيد وشيخ وأمير , وأوحد زمانه وممعن بالنرجسية والتعالي والبهتان.
فهو أعلم من أي كتاب , ومن مؤلف الكتاب , ولا يجد بجعبته إلا أن يقول لك ” حاسب نفسه فهيمة , وقد ألف كتاب لا يقرأه أحد”!!
وأكثر كتاب يُقرأ هو القرآن , فهل يُقرأ بما تعنيه القراءة من فهم وإدراك؟
والجواب….
أن النسبة العظمى من الذين يدّعون قراءة القرآن ويحفظون آياته وسوره , لا يفقهون ما يقرأون!!
أي أن العلاقة بين العقل والكلمة تقطّعت , فلا تتجاوز القراءة الحناجر والمسامع , أما العقل فعاطل ومغيّب.
فإذا ذبل عقل الأمة , ضعف دينها وتنكّل!!