18 ديسمبر، 2024 11:17 م

نحن والكاظمي والفصائل .!

نحن والكاظمي والفصائل .!

لا توجدُ صعوبةٌ ما في قراءة واستقراء العنوان اعلاه من اليسار الى اليمين ايضاً , وهذا يدلّ فيما يدلّ على وجودِ مطاطيةٍ ومداخلات في هذه المفردات , بأستثنائنا نحنُ .! , وبقيَ من ذلك أن نشير بأنَّ كلمة ” الفصائل ” امست المرادف المتداول لأحزاب السلطة الحاكمة لدى المتلقّي سيكولوجياً وفكرياً , حتى لو لم يكن المرادف دقيقاً بنسبة 100 % 100 او اقلّ قليلاً .!
بالرغم من قياس او محاولة قياس وتطبيق تعريف نظرية الماديّة الدياليكتية – Dialectical materialism , على سياسة ومواقف ونهج رئيس مجلس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي , ومهما تغدو نتائج مثل هذه المحاولة , فإنّ الإنطباعات النفسية المحسوسة والملموسة بجانب الصور الذهنية للمتلقي او عموم الجمهور الذي يشكّل الرأي العام , فإنّ الخط البياني لذلك ” اي منذ تسنّم الكاظمي لزمام السلطة والى غاية اليوم ” , فإنّ هذا الخط قد طرأت عليه جملة ارتفاعات وانخفاضات متداخلة ومتفاوتة , وللأسف ففي الآونة الأخيرة فهذا الخطّ البياني بدا وكأنه آخذ نحو الهبوط بشكلٍ او بآخر لدى نسبة مرتفعة وعالية لدى الجماهير , ولعلّ هذه الصور الذهنية المطبوعة تستند على عدد من المرتكزات الثابتة , فبرغم أنّ السيد الكاظمي القائد العام للقوات المسلحة , وأنّ جهاز مكافحة الإرهاب تابعٌ لمنصبه شخصياً , فأنه لم يستطع تأمين وحماية التظاهرات الأخيرة المندلعة من التجاوز عليها , واغتيال بعض النشطاء وحرق خيم المتظاهرين , وذلك ما يرسم علائم استفهامٍ شديدة الإبهام .! , علماً أنّ الحركة الإحتجاجية في محافظة الناصرية لم تنتهِ بعد , وتبدو او تترآى أنّ لها قدرة اتشارٍ الى محافظاتٍ اخرى , وما يضاعف من حجم وعدد علائم الأستفهام هذه , فأنّه أمرٌ في غاية السهولة على القوات المسلحة في منع المتجاوزين على المتظاهرين الذين لا يحملون العصي والسكاكين كما المهاجمين .! , ويظلّ السؤال المحيّر : لماذا ذلك .؟ وماذا وراءَ ذلك .!؟
وقد اختزلنا تلكم المرتكزات بالإستشهادِ هنا بمثالٍ ساخنٍ واحد , لمتطلبات الأختزال والإختصار , ووفق جانبٍ من مقولة < خير الكلامِ ما قلّ ودَلّ > .!
ثُمَّ , وبرغم التداخل الحاصل ” في الرؤى على الأقل ” بينَ بعض التنظيمات والفصائل والتيارات الأخرى , واستكمالاً للحديث عن الإنطباعات السيكولوجية والصور الذهنية التي ترسّخت لدى الجمهور على مدى هذه السنين , وما حدثَ فيها من احداث مريرةٍ انسفكت فيها دماء واختفوا فيها اشخاص من عالم الوجود جرّاء عمليات الخطف الممنهج , ومع تركيزٍ على ما جرى في التظاهرات العارمة في زمن عادل عبد المهدي في عام 2019 في استخدامٍ مروّع لآليات قتل المتظاهرين بالجملةِ والمفرد , وما تبعها في تظاهرات هذه السنة التي قامت بعضٌ من الفصائل المسلحة بالإنقضاض على التظاهرات وتخريبها وما رافقها من عمليات اغتيالٍ محدودة , فإنّ تراكمات كلّ ذلك وما سبقه قد ولّدت رؤيةً موحّدة لدى الجماهير ” مهما كانت دقّتها ” بأنّ كافة احزاب الإسلام السياسي وكلّ الفصائل المسلحة تتحمّل مسؤولية قمع التظاهرات وعمليات الأغتيال والتحكّم بسيادة وسياسة الدولة , بما فيها التي لم تشارك في ذلك .!