22 نوفمبر، 2024 3:04 م
Search
Close this search box.

نحن والعالم وقدرة الوعي لفهم العصر ..

نحن والعالم وقدرة الوعي لفهم العصر ..

يبدو ‘ والله أعلم أن البشرية تعيش في عالم ‘ تتسارع الاحداث فيه ‘كاننا في عصر يستحق تسميته بعصر تنشيط القوة الغامضه وممكن تسميتها بطاحونة طموحاتها وفي المقدمة مهمة هذه الطاحونة انها تطحن توقعات و تصورات وضف عليها امال البشرية في العيش الامن .
ممكن القول ان هذه الصورة الكئيبة والواقعية بشكل ‘ يظهر جليا في ( خربطة ) تصريحات و تصورات نخب تسمى بالعلماء و اصحاب قدرة بعيدي النظر الى امور الحياة وماحول البشرية في المرحلة الحالية وكذلك المستقبل .
في العالم الان (عام 2023 ) من الالفية الثالثة ‘ حدث حدثين ‘ أثبت بالملموس ‘ أنه ليس على الكرة الارضية احياء اضعف من البشر ‘الحدث الاول عندما اعلن ظهور جائحة كورونا في نهاية 2019 و انتشارها الرهيب في عام 2020 ورأينا كيف ان كل العلماء والمختصين ظهروا عاجزين امام فيروس لايرى بالعين المجرده ‘حيث اعلن ان المصابين بداء كورونا في مرحلته الاولى وصل الى 668 مليون اصابة في 188 دولة توفى منهم 5 ملايين و73 ‘ ويستمر خطر هذا الداء لحد الان يحصد من البشر على الارض رغم تباهي الانسان بان قدرته العلمية اوصلته الى اكتشاف وجود (الماء ) على سطح المريخ ‘ وحتى هذا الحدث بقدر ما شغل الانسان بالتوجه الى التعمق في الدراسات العلمية للحد من أنتشار الوباء ‘ انشغل الاخرين أيضا من البشر بالعمل الجدي والمكثف للبحث عن طرق ابداعية تؤدي نتائجها الى زيادة الارباح وليس للحد من انتشار الوباء …!! ‘والحدث الثاني الزلزالين المدمرين في جنوب تركيا وشمال غربي سوريا ‘ ان ماتحدث ( ولايزال ) فئة من البشر الذين يعتبرون انفسهم خبراء وعلماء في الجانبين : الصحي والكوارث الطبيعية ‘ كانت النتائج والتناقضات في تحليلاتهم و تصريحاتهم ادت الى زيادة الخسائر البشرية وفي المقدمة انتشار القلق النفسي والخوف القاتل بين الناس ‘ وكما علق بعض الواعيين حول هذا الدور السلبي لاشباه العلماء في هكذا احداث ‘دليل على الفشل البشري الذي حرم العالم من القدرة على التنبؤ بحدوث الاوبئه والزلازل قبل وقوعها .
مايحدث للبشرية من الصراعات محركها الاساسي هو التنافس بين الفئات منهم للوصول الى طموحاتهم الدنيوية بعناوين براقة ‘ يشدد احيانا بشكل ينسون تركيزهم على ضمان مستلزمات الامان للبشرية .
الان ‘ افرازات الصراع بين القوى المتنفذه على الارض ينذر بحدوث حرب عالمية ثالثة ‘ وعند الحديث عن هذا الخطر يتحدثون أيضا عن محاولاتهم لان لايحدث ذلك ‘ ولكن الواقع الذي يعيشه العالم فأن الحرب والصراع لفرض القوى هنا على قوى هناك يقول لنا ان هذا الحرب مشتعل ولكن يسير بشكل بطيء ولكن تاثيره واسع على الامن والامان على البشرية ‘ على سبيل المثال ان الحرب (مفتعل عمدا في كرواتيا ) ولاهداف شريره و طريقة مفروضه على المنطقة كان واضحا قبل سنوات من اندلاعها ‘ تاثيره واضح على كل العالم وفي اكثر من مجال : الاقتصادي والسياسي و الاجتماعي بالاضافة الى تاثيراتها الانسانية السلبية والمؤدي الى استمرار نمو طموحات عدوانية ‘ وفي مجمل البحث عن الظرف الحالي ‘ لاترى صدق اي هدف من ادعاء ( المحاربين ) يؤدي الى الامان على الارض للبشرية ؛ الا هدف فرض ارادة جهة على اخرى ‘ والاخر يريد الدفاع عن نفسه وهكذا ‘ من هنا وفي كثافة ضباب الحروب ونتائجها يظهر أن عند الاقوياء ادعاء بالنضال من اجل الامان للانسانية كذبة كونية يخدعون به العالم ‘ وحدوث عشرات التهديدات كوباء كورونا و خراب الزلازل لايوقفهم على طموحاتهم للسيطرة على العالم ‘ أن العالم يعلم أن أمريكا قوة شريرة ( بلحظة قتل مئات الاطفال والنساء والشيوخ في ملجأ العامرية) في بغداد ولاتخجل ولايزال تدعي انها ترعى حقوق وحرية الانسان ) وهي و معها الغرب ‘ تكوينهما الشرير اساسا ‘ لن تتنازل عن التباهي بقوتها المدمرة ، والصين ترغب في النمو وفرض مكانتها ، وروسيا تعتبر ثقافة الغرب غير متطابقة لتكوينها التاريخي والقومي ، من هنا ‘ أن كل مايسمعه اويراه الانسان على الارض في هذا الكون ‘ ادارتها بيد الاقوياء الذين يعتقدون ان صراع من اجل لذة السلطة عن طريق القوة .
أن القول ‘ الانسانية تعيش في عصر الخراب ‘ أصدق وصف لهذا العصر ‘ وهذا الوصف ليس جديد لاعلان بؤس البشرية رغم عيشه في اضواء مبهره الان ‘ بل كان كذلك قبل المئات من الاعوام ‘كتب البيركامو عام 1957 تعليقا على حصوله على جائزة نوبل مايلي نصا : (تغير كل شيء اليوم ‘ حتى الصمت صارت له تداعيات مخيفة ‘ في اللحظة التي ينظر فيها الى الامتناع عن ممارسة خيار ما :وكأن هذا الامتناع هو بحد ذاته خيار ‘ فيعاقب او يمتدح على هذا الاساس ‘ فأن الفنان شاء او لم يشاء يكون قد جند للخدمة ‘ وفي هذا الصدد فأن كلمة – جند – تبدولي ادق من كلمة الالتزام بذلك ‘ فعوضا عن التطوع في الخدمة التطوعية فعلا ‘ فأن الفنان يؤدي الخدمة العسكرية الالزامية ‘ اليوم يركب كل فنان على متن سفينة العبيد المعاصر ) والله اعلم.

أحدث المقالات