22 ديسمبر، 2024 5:55 م

كتابي” وليدي الاول” يبصر النور…

بعد أن أكرمتني الاقدار وهي تسمع نداء الاستغفار على افواه أطفالي المفزوعين من ظلام البحر ونسيمه الثقيل للنجاة من طوقه وما تلاه…أنا وزوجتي وأطفالي الاربعة، أبطال قصة حقيقية ابتدأت تواريخ احداثها مع مطلع الالفية الثالثة؛ فقط اخترت أسماء بديلة مبتعداً عن شخصنة السرد.
كانت تراودني وفي حومة الهلع والخوف في البحر؛ وصية من قلبي الى عقلي… سعيد إذا نجوت بعائلتك، أكتب ما حلَّ وما جرى… وعليك بالموضوعية فالكتابة وثيقة أمينة…. لا تخن قلمك فهو ضميرك…

الكتاب ” مذكرات مهاجر” اشرت به بوضوح للهروب التصاعدي للأقليات الدينية؛ سكان العراق الاوائل وانا أحدهم بنسبة تفوق أعدادهم السكانية، فهم الفصيل الاكثر تضررا من تداعي السلم الأهلي. وبذلك لهم خاصية التحسس كما تحسس الطيور قبل وقوع الهزة الارضية. وصفت حال المهاجر العراقي المنبوذ دوليا والذي اضحى وليمة دسمة لمافيات التهريب والفائض تتلقفه اسماك البحر…

أشكر بامتنان غاليتي، زوجتي الشجاعة وهي تقبل قرار هجرتي على مضض… أصافح أطفالي طالبا منهم الصفحَ الجميل على عجالتي وانا أحشرهم بزورق بالمحيط الهندي! اطفالي الذين كبروا على أرض السويد الان مزهوين بشبابهم النابض.

أشكر صديقي الطيب الدكتور ابراهيم ميزر صاحب دار ميزر للنشر على اخلاصه، امانته الادبية وصبره على الحاحي ليخرج الكتاب بحلة أنيقة وجميلة.

أشكر بامتنان الفنان ستار نعمة (ناي دزاين) لتصميمه الكتاب بجمالية ناطقة.

أشكر بامتنان صديقي الاستاذ اللغوي مديح الصادق لجهده، ملاحظاته وتصويباته اللغوية الدقيقة.

أشكر بمحبة صديقي الاديب المتقدم الروائي سلام ابراهيم وهو يغمرني بكرمه الادبي ليشغل صفحة الغلاف الاخير بمدرار قلمه وجرأة أفكاره المعهودة.

تأخرت بإعلان النشر، لأكثر من شهر محبة وتضامناً مع انتفاضة شعبي الابي ضد فوضى الخراب والنهب… لكن الدنيا تسير كما يقال وهي مصادفة، حين تدور احداث الكتاب عن عائلة تهاجر وطنها قبل عقدين من الزمن؛ طلباً لوطن جديد يؤويها تستشعر فيه الأمان والعدل… وشباب العراق اليوم في وطنهم يرفعون شعاراً ساميا … نريد وطن!