قبل ان ندخل في التفصيل الممل … ولنتجاوز ايضاً التكرار الممجوج… فقد تعودنا على تفسير اهداف وغايات الانشطة العسكريه … وفيما اذا كانت تتضمن ابعاد سياسيه او عسكريه وربما اقتصاديه وتاثيراتها الاجتماعيه .
انتهت داعش عسكرياً كما اعلن السيد حيدر العبادي … لكن فجأةً بدأنا نسمع ما تتناقله وكالات الاخبار والصحافه … ان داعش قد حلت محلها حركة الرايات البيض ( تنظيم من الهاربين من الحويجة وبدعم من منظمات كرديه ) وكذلك حركة انصار الاسلام وجماعة النقشبندية لكنها لم تدخل من غرب الموصل بل ظهرت من داخل العراق وبالذات تواجدت من محور ( ديالى … صلاح الدين … الانبار ..) واظهرت سيطرتها على مناطق كبيره بما فيها احتفاضها باربعة ابار نفطيه … وامتدادها شمل مناطق كلار وكفري والطوز وتهدد منطقة امرلي … واتخذت من سلاسل جبال حمرين لاغراض التجمع والتدريب والمخازن والاختباء … وتذكر التقارير ظهور خلايا داعش .في مناطق حمام العليل وان استعراضاً قد تم في الشهر الماضي بالموصل لاظهار قوة داعش وتاكيد تواجدهم … وفي مناطق غرب العراق فان الدواعش يتحركون في مناطق غرب الحدود العراقية وشرق الحدود السوريه ما بين الحسكة وشرق دير الزور … وغالباً ماتتعرض القوات العراقيه المتواجده من مناطق لا زالت خاضعة لداعش وتمنع القوات الامريكيه القوات العراقيه من تعقبهم ومواجهتهم داخل الاراضي السوريه عند الحدود وتشير التقارير بوجود مابين (15 الى 20) الف ارهابي … وتشير الاحداث ان مئات من الهجمات والتحرشات واعمال عدائيه اخرى تحدث هناك …وتتم عملية مناقله لعناصر داعش الذين سلموا انفسهم للقوات الامريكية (وقسد )والذين هربوا و سلموا انفسهم في مناطق الرقه والطبقه ودير الزور حيث يتم ارسالهم من قبل القوات الامريكيه الى معسكر التنف لاعادة التاهيل والتدريب لغرض زجهم في مناطق النزاع الاخرى … وبعد قصف منطقة البغدادي ظهرة النوايا الامريكيه العلنيه المعروفه اصلاً خلال عمليات القصف المتكرر في مناطق مختلفه من سوريه والعراق … والهدف معروف هو تطويق سورية وابعاد القوات العراقيه من اللقاء بالقوات السوريه … وهنا جاءت الضربه الاخيره في دير الزور لتؤكد ما ذهبنا اليه… ان الولايات المتحده لاتسمح بحصول اي لقاء وتعاون بين الحدود العراقيه السوريه … وان الحدود يجب ان تقفل .
الواقع ان امريكا بدأت تلعب لعبتها من خلال خلط الاوراق لتؤمن تواجد شبه دائم لها او لغرض تحسين شروطها عند التفاوض … علماً انها تسيطر على ( 25/) ربع مساحة سوريه … وهنا اعيدت للذاكره تصريحات ( جوبايدن) سيئ الصيت بالواجه في ظرورة تقسيم المنطقه .
ويمكننا التساؤل هنا من صنع داعش ولاي غرض انشؤوها ومن شجع ودفع تاجيج الصراع لاستنزاف الموارد وسفك الدماد وتدمير البلدين مدنياً وحضارياً … اذن الشعارات التي طرحت في بداية الازمة لازالت قائمه وان كانت قد اجلت لفترة … فماذا سيفسر السيد العبادي ونحن على ابواب الانتخابات .
لنقولها واضحة وجليه لا لبس فيها نحن نسطف مع من ؟؟ الا يكفي استنزاف دماء ابناءنا … وهل نحن نقترب من مقولة المعتوه ( ترامب) حول ضرورة الاستيلاء على البترول العراقي وترك شعبه يتقاتل … او لنجبره على دفع تكاليف حرب اسقاط نظام صدام ( بحجة امتلاكه الاسلحه النوويه والبايولوجيه والكيمياويه) … ام اننا بحاجه الى مراجعة الذات … واتخاذ موقف حازم وجاد وصريح بضرورة الغاء المعاهده البائسه التي اطلقوا عليها ب( المعاهده الستراتيجيه ) … والتي خضتها امريكا وشربت مائها منذ زمن .
علينا ان نتخذ موقف جريئ قبل ان تحل علينا اللعنه ( امس داعش والرايات السود واليوم الرايات البيض وغداً لانعلم شكل لون الرايات القادمه وهلم جرى ) فهل يستحق شعبنا كل هذه الماسي … افتونا ماجورين …. لنرى