أتعجب عندما أسمع أو أقرأ أن الساسة والسياسيين والدبلوماسيين والعاملين في الحكومات والسفارات وأقرانهم لديهم حكمة ومرونة وسلاسة ويتعاملون بالمنطق والحقائق والمراوغة في حال الاحتياج لها !
ما نراه الآن على الساحة السياسية يظهر العكس تماماً فما نراه أن آخر الحكماء والعقلاء هم السياسيون وآخر من يتحدث في المصلحة العامة وحقوق الآخرين هم السياسيون وبخاصة العرب بعد كارثة السقوط المتتالي والمتواصل للحكومات العربية وبدون مقدمات أو تحذيرات !
ولا أريد أن أطيل الحديث عن هذا الموضوع لأن له تبعات أخرى سيأتي الحديث عنها لاحقاً , ما يثير الرأي العام في هذه الأيام بدايات أو أواسط حرب البسوس بين العراق وايران ولو سألت طفلاً في الإبتدائية عن سبب هذه الحرب العجيبة لأجابك بلا أي تردد أنه مضايقة أخرى للعراق وهم آخر لشعبه ومحاولة آثمة لتجويع شعبه وخطة تنفذها السلطات الايرانية لتقييد قدرات العراق النفطية والإقتصادية , ردود الحكومة العراقية تبخرت وتناثرت بين أعضاء مجلس النواب والكتل والأحزاب والقنوات الفضائية التي عبرت عن الموقف على وفق ما تفرضه مصلحة إدارة كل قناة وعلاقاتها ومصالحها , وللذين لا يعرفون حجم وتأثير هذه الكارثة أدق كغيري ناقوس الخطر لأن هذه الحرب صداع مزمن في رأس العراقيين وستظهر البيانات والتقارير الصادقة وعما قريب ما يحمله التدخلات الايرانية السافرة على الشعب العراقي من زيادة في عدد فقرائه ومشاكله وتحطيم وتهشيم وتمزيق لكل خططه لإصلاح البنى التحتية واستبدال الواقع المرير الذي خلفه الاحتلال البغيض وما نتج عنه من دمار وخراب لكل المكونات السياسية والاجتماعية والاقتصادية للعراقيين بكل أطيافهم وطوائفهم وقومياتهم وأديانهم ومذاهبهم مما سيؤدي حتماً الى ثورةٍ شاملة لا تقتصر على ما يجري في ساحة التحرير أو بعض مدن العراق بل سيتعداه الى ثورة عراقية كبرى لإسقاط من يسبب ويدعم ويؤدي الى تضييق الخناق على العراقيين المبتلين بأنظمتهم وحكوماتهم , فساحة الشرق الأوسط وبقدرة قادر أصبحت مثابةً للديمقراطية وثورات الجماهير وبيانات رقم (1) !
نحن على بوابة التغييرات الكبرى التي ستطال الجميع شاءوا أم أبوا سواء نسقوا جهودهم أو دفعوا كل أموالهم لإسقاط هذا النظام أو ذاك فالأمر وشيك الوقوع ولا توجد به مفاجئات كثيرة كمفاجأة إسقاط مبادرات ايران وتحويله الى مومياء سياسية في غضون أيام , للسياسيين في ايران نصيحة مع أنهم لا يأخذون النصيحة إلا من الأمريكيين , عليكم بالعراقيين وهذه
( الملاعيب ) والنكات المبوبة تحت باب ( الاصلاح ) لا تنطلي حتى على العصافير !
فإيران على أبواب الخليج والإيرانيون لا يعملون على قاعدة عدو عدوي صديقي سيئة الصيت بل الكل عدوي وأولهم صديقي وأخي شبع الناس من التأويلات والتفسيرات وإذا ثار الجياع كي يشبعوا فإياكم وثورات الّذين شبعوا فثورتهم أقوى وتغييرهم أسرع لأنهم لا يريدوا أن يفرطوا أبداً بما كسبوا ويتحولوا بين ليلةٍ وضحاها من مترفين الى جياع .. فليحتفظ كلٌ بما كسب الايرانيون بالعراق والعراقيون بايران ولا ضرورة كي يصبح العراق للايرانيين لأن طعمه مالح ومر جداً وقد جرَّب الفرس والتتار والمغول والبريطانيون والأمريكيون حظهم العاثر في العراق وقد أّعْذَرَ من أَنْذَرَ , والعراقيون ينتظرون من الايرانيون علاقات صادقة وجيرة تخلو من التآمر كي يبقى فأذكّر السياسيين في ايران وغيرها بحديث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم (( الإيمان يمان وكلٌّ كفرٍ من المشرق ))
والسلام ..