23 ديسمبر، 2024 1:45 م

نحن على بوابة التغييرات الكبرى

نحن على بوابة التغييرات الكبرى

ما نراه الآن على الساحة ( السياسية ) يظهر العكس تماماً فما نراه أن آخر الحكماء والعقلاء هم السياسيون وآخر من يتحدث في المصلحة العامة وحقوق الآخرين هم السياسيون وبخاصة العرب بعد كارثة السقوط المتتالي والمتواصل للحكومات العربية وبدون مقدمات أو تحذيرات العراق وتونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا والجزائر والسودان ومن التالي المغرب الله اعلم ولا أريد أن أطيل الحديث عن هذا الموضوع لأن له تبعات أخرى سيأتي الحديث عنها لاحقاً , ما يثير الرأي العام في هذه الأيام بدايات أو أواسط حرب البسوس بين العراق والكويت , وهذه المرة عن تدخل دول الخليج بالعراق ( تصوروا ) بدون استئذان وكارثة جديدة تضاف للكوارث اليومية . ولو سألت طفلاً في الابتدائية عن سبب التدخل السافر لأجابك بلا أي تردد أنه مضايقة أخرى للعراق وهم آخر لشعبه ومحاولة آثمة لتجويع شعبه وخطة تنفذها السلطات الخليجية لتقييد قدرات العراق النفطية والاقتصادية , ردود الحكومة العراقية تبخرت وتناثرت بين أعضاء مجلس النواب والكتل والأحزاب والقنوات الفضائية التي عبرت عن الموقف على وفق ما تفرضه مصلحة إدارة كل قناة وعلاقاتها ومصالحها , وللذين لا يعرفون حجم وتأثير هذه الكارثة أدق كغيري ناقوس الخطر لأن التدخلات الخارجية رصاصة الرحمة , وستظهر البيانات والتقارير الصادقة وعما قريب ما يحمله التدخلات الإقليمية الخارجية إلى جانب النظام الإيراني أو صفقة مشاريع جديدة على الشعب العراقي من زيادة في عدد فقرائه ومشاكله وتحطيم وتهشيم وتمزيق لكل خططه لإصلاح البنى التحتية واستبدال الواقع المرير الذي خلفه الاحتلال البغيض وما نتج عنه من دمار وخراب لكل المكونات السياسية والاجتماعية والاقتصادية للعراقيين بكل أطيافهم وطوائفهم وقومياتهم وأديانهم ومذاهبهم مما سيؤدي حتماً إلى ثورةٍ شاملة لا تقتصر على ما يجري في ساحة التحرير أو بعض مدن العراق بل سيتعداه إلى ثورة عراقية كبرى لإسقاط من يسبب ويدعم ويؤدي إلى تضييق الخناق على العراقيين المبتلين بأنظمتهم وحكوماتهم , فساحة الشرق الأوسط وبقدرة قادر أصبحت مثابةً للديمقراطية وثورات الجماهير وبيانات رقم (1) ..!
نحن على بوابة التغييرات الكبرى التي ستطال الجميع شاءوا أم أبوا سواء نسقوا جهودهم أو دفعوا كل أموالهم لإسقاط هذا النظام أو ذاك فالأمر وشيك الوقوع ولا توجد به مفاجئات كثيرة كمفاجأة إسقاط مبارك وتحويله إلى مومياء سياسية في غضون أيام . لأشقائنا في الخليج نصيحة مع أنهم لا يأخذون النصيحة إلا من الأمريكيين , عليكم بالعراقيين أشقاء وأخوة لكم وهذه ( الملاعيب) والنكات المبوبة تحت باب الديون والتعويضات وخروجنا من البند السابع لا تنطلي حتى على العصافير ..!
فإيران على أبواب الخليج والإيرانيون لا يعملون على قاعدة عدو عدوي صديقي سيئة الصيت بل الكل عدوي وأولهم صديقي وأخي شبع الناس من التأويلات والتفسيرات وإذا ثار الجياع كي يشبعوا فإياكم وثورات الّذين شبعوا فثورتهم أقوى وتغييرهم أسرع لأنهم لا يريدوا أن يفرطوا أبداً بما كسبوا ويتحولوا بين ليلةٍ وضحاها من مترفين إلى جياع . فليحتفظ كلٌ بما كسب الكويتيون بالكويت والعراقيون بالعراق ولا ضرورة كي يصبح العراق للكويتيين لأن طعمه مالح ومر جداً وقد جرَّب الفرس والتتار والمغول والبريطانيون والأمريكيون حظهم العاثر في العراق وقد أّعْذَرَ من أَنْذَرَ, والعراقيون ينتظرون من أبناء عمهم في الكويت علاقات صادقة وجيرة تخلو من التآمر كي يبقى لهم باب الشمال مفتوحاً لأن شمال الكويت العراق العظيم وغرب الكويت صحراء قاحلة وجنوبها بحرٌ طويل وعريض أما شرق الكويت فأذكّر الأشقاء في الكويت وغيرها بحديث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم (( الإيمان يمان وكلٌّ كفرٍ من المشرق )) والسلام