14 ديسمبر، 2024 2:06 م

نحن شعبٌّ لانعرف قيمة الحياة

نحن شعبٌّ لانعرف قيمة الحياة

لكل شعوب العالم عادات وتقاليد مختلفة عن غيرها.. انظمة وقوانين وضعتها لأنفسها ابتداء من النظام الاجتماعي المصغر للعائلة وانطلاقا الى العادات والتقاليد في المجتمع..
يضعون في مفردات قوانينهم كيفية العيش مع العمل وعدد
ساعاته والاوقات التي يجب ان تخصص للراحة اجبارياً وكيفية التعامل مع خصوصيات الناس…
متى نزورهم.. ومتى يزورننا وهل هذه الزيارات تتطلب مواعيد مسبقة ام اننا نذهب وقت ما نشاء ونريد….
ان اغلبية شعوبنا العربية وبالذات الشعب العراقي اصبح يعيش مع الوقت لمجرد عداد لنهاية ساعات النهار ولاتوجد  عنده اي فروقات بين اوقات الليل والنهار…
نعم نحن شعب نعيش لنصل الى النهاية.. شعب تعود على قضاء وقته بالفراغ ودون شعور لاحترام ساعات الزمن…
فراغنا الممل اصبح له لذة نقضيها بالجلوس في غرف النوم ونحن نتصفح مواقع التواصل الاجتماعي دون تفكير باي شيء حتى اصبحنا لانعرف المصدر الرئيسي للضروريات في حياتنا. نأكل ونشرب وكل شيء متوفر حولنا ولكننا لم نفكر في زراعة شجرة مثمرة واحده او صناعة كوب للماء نشربه عند. الحاجة..
اننا شعب كان وكان واصبح في خبر كان…
شعب لا يستطيع فيه رب الاسرة من قيادة افراد اسرته الا بر الامان لأنه غاطس في ديونه الربوية او احلامه اليقضوية او في معرفة اصدقاء فيسبوكيون من دول اخرى
لا يعرف عن نظامهم الاجتماعي اي شيء واغلبهم صنعهم له برامج. من الذكاء الاصطناعي او من حالات النصب والاحتيال… نحن شعب اصبح فينا اغلبية يعشقون العلاقات المشبوهة مع اختلاف مسمياتها وانواعها…
واصبحنا نهتم بالمستوى الهابط ونروج. له دون ان ندري من خلال متابعتنا لتلك المحتويات. واصبح الاغراء الجسدي مهنة لدى بعض العوائل.. فأي شعب نحن من بين الشعوب.. لقد طمسنا هويتنا الحقيقية خوفا وازدراءًّ من منطق الجاهل والمثقف المزور واصبحنا نعيش متملقين بهويات صنعها لنا ذلك الزمان المهين…
لم يبقى لرب الاسرة دور اكثر من دور ماكنة تسوق توفر حاجيات البيت المنزلية وتترك كل ما يمر من جانبها من حالات اخرى دون متابعة او علاج…
نعم نحن شعب العاطلين عن العمل وسوف نصل قريبا الى مرحلة العاطلين عن الحياة…
اصبحت المرأة سلعة جميل للمجتمع الذكوري بحجة الحرية المزيفة واصبح التبرج عز وثقافة واصبحت الحشمة للنساء شيء معيب ومتخلف.. فاين تسير بنا تلك السفينة ياشعب العراق.  فالربا مباح والزنا موجود والرشوة مكسب والديوثية اصبحت صفة لا تؤثر على اخلاق بعض العوائل…
والمسؤولية اصبحت لجمع الاموال وخيانة الامانة.. وتربية الابناء اصبحت متروكة للشارع واصدقاء السوء.. والبطر على نعم الله اصبح شيء طبيعي لدى البعض…
اننا شعب لانعرف ماذا نريد واذا عرفنا فلا تعنينا حقيقة ما عرفناه… شعب لا يعرف قيمة الزمن ولايتقيد بالمواعيد وينام نهاره مخدوعا بانها ساعات للراحة.. اي شعب نحن وقد قلبنا موازين الحياة رأساً على عقب……