حدثت الثورة الفرنسية عام /1789، وتم استئصال الدين من فرنسا، وفصل الدين عن الحياة اليومية واقتصاره على الكنيسة,كذلك بدأت بفصل السياسة عن الدين، وبين الدين والأخلاق والاقتصاد والعلوم والفن والحكومة، تم فصلهم عن الحياة اليومية وفصلوا جميع جوانب الحياة.
ولا تكتفي – العلمانية الأوربية – اليوم بفصل هذه القضايا عن الدين، بل تعتبر أن الدين مبني على أساطير وأوهام وهراء، يستغله الكهنة وصغار رجال الدين، ويعارض التقدم والتجديد والحضارة.
وهكذا أنشأت الثورة الفرنسية عنصراً علمانياً في الحضارة الغربية، والذي أصبح رصيدها الأساسي وتجلى في محورها الفكري الرئيسي، «العلمانية». وهذا هو العداء للدين، ومحاربة الدين، وتقييد الدين، وحصر الدين في الكنيسة وعدم التأثير أو التدخل في كل أمور الحياة الأخرى، مثل الاقتصاد والعلم والأسرة والمجتمع وغيرها.
وبعد ذلك، انتشرت وتجذّرت مبادئ الثورة الفرنسية المتمثلة في فصل الدين عن السياسة، وحصر الدين في الكنيسة وعدم التدخل في شؤون المجتمع, انتشرت العلمانية في جميع أنحاء أوروبا خلال الفترة القصيرة للثورة الفرنسية.
هذه الثورة التي مر عليها 235 عام غيرت أوربا والكثير من دول العالم وجعلت من أوربا مركز أشعاع فكري حتى يومنا هذا.
ومن خلال مسيرة حياتنا الطويلة نجد في عالمنا العربي والأسلاميالكثير من رجال الدين يتدخلون في السياسة وأقتصاد البلد ومسيرته الأجتماعية والثقافية, وقد سرق البعض منهم أموال الشعب وهرب بها الى الدول العلمانية ليترفه بها هو عائلته الكريمة.
فمتى تحدث فينا ثورة فرنسية ولكن بطراز وطني أصيل تبعد هؤلاء من التدخل بالسياسة وأمور الأقتصاد, وتعيدهم الى مرجعياتهم الدينية التي ولدوا فيها , بعد أن فروا منها وألتحقوا بدهاليز السلطات الثلاث ؟.