23 ديسمبر، 2024 12:40 ص

نحن بحاجة إلى الطاقة الفكرية و ليس إلى الطاقة الشمسية

نحن بحاجة إلى الطاقة الفكرية و ليس إلى الطاقة الشمسية

آخر برميلين نفط خام سيبقيان في العالم سيكون أحدهما عراقي. هذه المقولة للدلالة على وفرة النفط الخام في العراق. و عند إستخراج النفط من باطن الأرض سيخرج معه بما يسمى بالغاز المصاحب، و هذا الغاز يمكن إستخدامه في الصناعات التي تحتاج إلى مصدر حرارة مثل إنتاج الطاقة الكهربائية و إنتاج السمنت و الطابوق و الزجاج و الخزف، و كذلك يستخدم كمادة أولية في إنتاج المواد البلاستيكية و الأسمدة. و على العموم فإن الغاز المصاحب في أغلب دول العالم يحرق في الهواء في مواقع الحقول النفطية و خاصة النائية منها لأن تداوله و نقله يحتاج إلى تقنيات مكلفة مالياً. و حرق الغاز المصاحب في الهواء يلوث الجو و خاصة إنه يحترق جزئياً يولد الدخان الأسود السام و يعتبر هدر لمصدر طاقة ثمين.
يقدر البنك الدولي بأن أكثر من 5300 مليار قدم مكعب من الغاز المصاحب يحرق سنوياً. تبلغ قيمة الغاز المصاحب المحترق حوالي 30 مليار دولار أمريكي وتعادل 25 بالمائة من استهلاك الولايات المتحدة السنوي للغاز أو 30 بالمائة من استهلاك الغاز السنوي للاتحاد الأوروبي. و العراق ينتج حالياً 3 مليار قدم مكعب في اليوم من الغاز المصاحب، يستخدم نصفها و يحرق النصف الآخر.
على الرغم من أن العراق يمتلك كميات هائلة من النفط و يحرق كميات هائلة من الغاز إلا إنه يعاني من نقص في إنتاج الطاقة الكهربائية التي يحتاجها الناس لتلبية إحتياجاتهم اليومية، و بدلاً من أن يتم إقامة محطات إنتاج الطاقة الكهربائية التي تعمل بالغاز الذي يتم إحراقه هدراً أو المشتقات النفطية نرى سعي الحكومة إلى إقامة محطات إنتاج الطاقة الكهربائية التي تعمل بالطاقة الشمسية. و هذا النوع من طرق توليد الطاقة الكهربائية له العديد من السلبيات منها أن إنتاج الكهرباء يكون في النهار و ليس في الليل و في الصيف و ليس في الشتاء إضافة إلى أن كلفة إنتاج الكهرباء يكون أعلى من إنتاجه بالغاز أو المشتقات النفطية. و بالحقيقة فإن حل مشكلة نقص الكهرباء بالطاقة الشمسية سيضيف مشاكل جديدة إلى مشاكلنا الحالية. أن أس مشكلتنا لحل نقص إنتاج الكهرباء هو أننا بحاجة إلى الطاقة الفكرية و ليس إلى الطاقة الشمسية.