الغلابة: المقهورين , المهزومين
مجتمعاتنا ومنذ بداية تكوين الدولة محكومة بالفردية والتبعية , وقانونها المطلق السمع والطاعة , فأوجدت المطامير والمعتقلات الرهيبة لإيداع الذين لا يسمعون ولا يطيعون , أما الجرائم الأخرى ففيها وجهات نظر وتخريجات وتبريرات متنوعة.
ووفقا لهذه الثنائية العاتية , نقرأ المواقف والأحداث , ونتوهم بأننا نعرف بواطنها , فتجدنا نحسب الدول ذات الخبرات الطويلة بالإستعمار والإستعباد قد أخطأت في ما أقدمت عليه , وما أخطأت أبدا , فكل ما تقوم به مدروس بدقة وإحكام , فهي ليست دول تابعة ولا محكومة بالفردية , فالشخص الأول فيها يمثل وينفذ معطيات المؤسسات البحثية العريقة , التي تبحث كل خطوة ومشروع بل وكل كلمة يمكن أن تقال على لسانه.
ولهذا فأي شخص يمكنه أن يكون الأول في البلاد , لأنه لايحكم بل ينفذ أحكاما وقرارات مدروسة , وذات خيارات عليه أن يميزها.
فتجدنا نتمنطق بأن القوى التي إحتلت العراق قد أخطأت , ونتغافل أن مشروع إحتلال العراق مدروس وموضوع على الطاولة منذ بداية السبعينيات , وموثق في كتب ودراسات , وبنيت عليها سيناريوهات متنوعة.
وتناسينا فكرة الفوضى الخلاقة وكيف تترجم في الواقع , وتجاهلنا مقولة أن هذه الأمة أوجدها الدين وبالدين تنمحق.
وقبل أكثر من عقدين قال صاحبي المجنون , أن المطلوب إثباته إنشاء دويلة في كل حقل نفط , ويبدو أن ما تنبأ به إتضح , فصارت الحقول ملكا لرموز الفوضى الخلاقة المدججين بالضلال والسلاح , والذين يسحقون رأس أي دستور وقانون.
علينا أن نستفيق من دثار الغفلة والسذاجة , فكل ما يحصل بحسبان شديد , ونتائجه معروفة ومعطياته يتحقق إستثمارها للوصول إلى المآرب الخفية , التي تنفذها عناصر الهدف.
فقل فازوا وغنموا , ونحن العامهون التائهون , المتقهقرون المندحرون في دياجير الغابرات , وندّعي الحياة في الدين , فحققنا ما لا يخطر على بال الطامعين!!