18 ديسمبر، 2024 5:59 م

نحن الشعراء , لازلنا نغتسل بماء العشق

نحن الشعراء , لازلنا نغتسل بماء العشق

قراءة في ديوان الشاعرة اللبنانيّة : رنا يتيم – طرقٌ على بابٍ مفتوح .

الشعراء رُسل السلام , على أجنحة ارواحهم الرقيقة يحملون الحبّ والوطن والآمال والهموم والأحزان , الذين يمتلكون روح الحرية المطلقة , ويستمدون مادة إلهامهم من الواقع الذي هم يعيشون فيه , الذين يمتلكون خيالاً يرون من خلاله الحقيقة مجرّدة , ويسمعون ما لم يسمعه الأنسان العادي , أنّ اقل الأشياء وأحقرها شاناً يستطيعون أن يبثّوا فيه الحياة ويكون معبّراً عمّا يحدث حولهم , ويحوّلونها الى مفاجآت كثيرة مثيرة مدهشة , فنستطيع أن نتلمّس من خلال قصائدهم الأفراح والأحزان , ونعيش معهم كلّ العذابات التي يتألمون ويحسّون بها . كلّ شاعر يحاول أن يعبّر عن مكنونات نفسه بلغة مختلفة عن اللغة السطحية المتعارف عليها بين الناس , لغة ترتفع ويرتفع معها الشاعر كلما أبتعد عن كل ما هو عادي ومألوف , فيقوم بتحطيم نسغ اللغة , فتكون لغته كالبرق والصاعقة , فتُحلّ التنافر والتعرض والغرابة محلّ التجانس والنظام , فتكون هذه اللغة مفاجئة للمتلقي , تحمل في طيّاتها الصدمة , كما في ديوان الشاعرة اللبنانية : رنا يتيم . اننا أمام لغة رذاذها يتساقط كالوَفر في أعماق المتلقي فتورق أزهراً ملوّنةً , رفرفة لغة هذا الديوان كجناح فراشة رقيقة تُثلج صدر المتلقي بعذوبتها , فهي اللغة الشفيفة الغزيرة المعنى مثقلة بالدلالات والرموز والرؤى , مسافاتها لا حدود لها كتفاصيلها , ولا مدى يحدّها كالينابيع تتفجّر كلّ حين ( عند كلّ قراءة جديدة ) , فبعد كل قراءة نجد عذب سلسبيلها الفيّاض .

المدخل – الباب

أنّ المتعارف عيه بأنّ الباب هو المانع والحدّ الفاصل ما بين المحيط الخارجي والمحيط الداخلي , اي ما بين الشاعر وما بين محيطه الذي يعيش فيه , ونحن حينما نطرق على الباب انما نبغى ونريد الدخول الى المحيط الداخلي , اي نعبر من خلال الباب من المحيط الخارجي الى المحيط الداخلي , نطرق على الباب لكي يُفتح لنا لنتأمل ما وراءه ونكتشف العوالم المخفية عنّا , ولكن , اذا كان الباب مفتوحاً فلماذا نطرق عليه ..؟؟!! .

أنّ الباب أو مدخل هذا الديوان مفتوحاً (طرقٌ على بابٍ مفتوح ) , معدٌّ ومهيئ للترحيب والاستقبال , فذات الشاعرة هنا جلية وواضحة الملامح , لمْ تتخفَ أو تتخذ من الباب حدّاً فاصلا يمنعها عن المحيط الخارجي , فمن خلال هذا العنوان سنرى وجدان الشاعرة , وموسيقية مفرداتها , وكمية المشاعر والاحاسيس . انّ الشاعرة في ديوانها البكر هذا تعلن بوضوح ودون وساطة او تخفّي عن ذاتها الشاعرة , الذات الشعرية العارية من السلام والحبّ والامان والانتماء , إلاّ مِنَ الخراب والتشظي والغربة , هذا الوجع المزمن الذي يكبّلها ويحاول ان يكسّر اجنحة احلامها ويقتل آمالها ويحيلها الى رماد , ورغم كل هذا الرماد الذي يجمّل واقعها بكل هذا القبح , تحاول هذه الذات الشاعرة أن تنبعث وتنفض عن كاهلها الكثير من الخراب والشظايا .

من خلال قراءتنا لديوان الشاعرة , نجد المقدرة والحنكة لدى الشاعرة على تطويع الخيال الذي تتمتع به وجعله كالواقع , فتأتي لغة الديوان مفاجأة صادمة للمتلقي , يختفي وراءها المعنى الذي تريده الشاعرة وتسعى اليه , لغة غير مألوفة وشاذّة . هنا سنستمع بوضوح الى معاناة الشاعرة حين ترسمها لنا عن طريق لغتها هذه , ورغم جراحاتها الكثيرة الا اننا سنستلذّ بجماليتها وعذوبتها وهي تتدفق سيلاً مَنَ المشاعر النبيلة والقادمة من اعماقها البعيدة والتي حرّك ركودها ما تعانيه وتتعرض له من معاناة , فمن خلال القصيدة – المرأة سنتكشف هذه الاعماق وتتوهج أمامنا تعرض لنا كلّ عوالمها , وتجعلنا نتفاعل معها . ان النسيج الشعري في هذا الديوان ممتلئ بـ / الخراب / الموت / الخيبات / الثقوب / الغياب / الاغتراب / والمحنة , كلّ هذا يتوزع في مفاصل هذا الديوان ويلوّنه بكلّ هذا الوجع عند شاعرة – أمرأه تمتلك خيالاً خصباً ولغة تعبيرية تجريدية يجب الوقوف عندها طويلا . من خلال بوابة الاهداء تفتح لنا الشاعرة ابواب قلبها وتجعلنا نهرول وراءها ونحن نحاول ان نجد الطريق للغوص في بوحها , وتعلن لنا عن نفسها وبوضح , تعلن عن ولادة شاعرة تغتسل بماء العشق في زمن الحرب والموت والغربة / نحن الشعراء , لازلنا نغتسل بماء العشق , قبل دخولنا عَين الشعر / . حالما ندخل عوالم الشاعرة ومن خلال القصيدة الاولى / خصر اليقين / , نجد اللغة التعبيرية قادمة الينا من اعماق الشاعرة متوهجة صادمة مثيرة للتأمل والخيرة / صلصال روحي , سِجال المساء , معتق باللازورد / , تندفع كل محتويات هذا النسيج الشعري معتّقة بالخيال الديكتاتوري وامضة كاللهب تعبّر عن لواعج الذات الباطنة وترسم لنا صوراً حيّة نابضة بالحياة . وسرعان ما تواجهنا الحرب بكل قُبحها وآلامها وخيباتها في قصيدة / وليمة حبّ في زمن الحرب / هنا نجد هذا المزيج المترابط ما بين التهكم المرير والألم الدفين والسخرية , فتكون الصور برّاقة بالخيبة والضياع / لن يغسل مطر اليوم , الدم المُراق على أرصفة المتاهة / . ثم تأتي / نطفة هاربة / زئبقية اللغة المحمّلة بطاقاتها الكامنة وهي تحاول ان تخلق لنا المعنى الذي تريده / توجعني , كل بيوض الاحتمالات , التي لم تُلقحها , تلك الليلة , في نهر انفعالي / حيث العاطفة المتأججة في صحراء الروح الكبيرة الباحثة عن الضياء في زمن الظلام والليل الطويل . لا تتركنا الشاعرة الا وهي تتحدث عن / قرعة الموت / وهي تتحدث عن الاحوال الوجدانية التي يمكن ان يحسّ بها الانسان / في قلبي مدينة , مأهولة بالدمار / , وسرعان ما تصدمنا / سلّة الفراغ / حيث الغربة والوحدة والتشظّي والتوهان / هذا الثقب , الذي احدثته يوما , في جدار قلبي , تحوّل الى شُرفة , اطلّ منها , على غابة من احلام , دفنت فيها / , فتتدفق شرايينها نازفة يُفزعها عالم الاغتراب والخيبة / شريان مغلق بوجه الماء / , حيث تعبّر تعبيرا فنيا عن الالم المفزع والمخيف الذي يحوم حولها / وجهي الذي سقط , في اغتراب عينيك , من شاهق الخيبة , ألوّح له بيد مثقوبة , وتصحو الشعرة على / حروب بلاستيكية / لتصور لنا الاحوال والمواقف النفسية المعقدة / اصحو , في متصف الدوران الثالث , لعجلة الحلم , كي , أزيل , غبش الفجر عن وجهك / , فنطرق على بابها المفتوح فنحدها معدّة لاستقبالنا وترحّب بنا / لم تكن علاقتي بالأبواب , على ما يرام , فمع كل هبوب للريح , تمزّق اصابعي , تلويحة اغتراب / , فتتكاثر الثقوب / تقب الاحتمالات / فتغيّر الشاعرة الترتيب المعتاد للغة وتكسّر قواعدها وترسم لنا صورا مثيرة / الحياة دخان في رئتي , منذ الشهقة الاولى / , فنتنفس الشعر عند الشاعرة من خلال / رئة ثالثة / فنجد اللغة الشاذة والمحرّضة على الاحتجاج وهي تسعى ان تثير حفيظة المتلقي وتستفزّه أيّما استفزاز / أتسلّق , حنجرة البوح , أرفرف في سماء قصيدة شاسعة المدى / , ونقبض على / مقبض الغياب / فتؤلف الشاعرة بين أشياء لا تآلف بينها في الواقع وترمز الى أشياء لا تطابق بينها على الاطلاق / تسلّقت رئته المتهرئة , حنجرته المثقوبة , فخلع لامة الصبر , وما تبقى من أسلحة التوهّج , وسقط في مكيدة السُعال / , فتسعى الشاعرة جاهدة ان تتيح للغتها ان تتحرّك حرّة متماسكة / عروس , بالقصب العتيق , مطرّز فستانها , أنهكها الصراخ , والحجر / , ونتلمس بعض البصيص في / ذنب الضوء / وثمة فسحة من الامل الضعيف في محاولة للتخفيف من العبء والالم الذي يجثم فوق صدرها / ولأني ابنة الصمت , لمْ أنجُ , من صخرة سيزيف , الرابضة على صدري / , فتحشّ ذاكرتنا / ذاكرة المناجل / ونرى في غرفة ودهاليز قلب الشاعرة / أقول للحقول , التي تلوّح لي , من أقصى الجوع , وتحشرني في زاوية , مواسم الخرافة / , وتجثم فوق روح الشاعرة / صخرة المحاولة / فنجد قوة الخيال ونسمع لهاث المفردات وهي تشعّ كصور يُجيد تجميعها مونتير حاذق ويجعلها كشريط فيلم يتحرك في دواخلنا ونحن نتنفّسها / في هذا الصباح , كل هذا الكلّ , يشتهي استراحة غريق , أنهكه تلاطم الموج , في بحر يشبه , طوق نجاة / .

أنّ باب هذا الديوان مفتوح على مصراعيه ( قلب الشاعرة ) , وكلّما نطرقهُ ونستمر في مسيرتنا الضوئية سنكتشف منابع الجمال واللازورد والابداع الفذّ . كلّ طَرقة يطرقها الزمن على باب قلبها تتفتح القصائد على شكل خيبات متكررة لا تريد ان تنتهي أو تفارق قلبها / ديوانها , فنحن حينما نقفُ على بابِ قلبها / باب ديوانها نسمع الصراخ يعجّ في أعماقهِ , كلّما تدخل في مرحلة للسُبات / سُباتُ التأويل / يُفزعها ويكدّر صفوَ حياتها ضجيج طاحونة المدينة / وأنا أجمعُ قمح الكلام , لطاحونة المدينة , تعجُّ بصمتِ الجياع / , ولتصرخ في مكان آخر من هذه القصيدة / فقد سئمتُ , وأنا أنثرُ الأقفال , في خواء مُمتدّ / , ويبقى صباحها مكفهرّاً وهي تحاول أن تلتقط أنفسها من خلال دهشةٍ لا تُمسكها قبضة قلبها , أو هي لا تستطيع أن تصور لنا هذا القبح والبؤس والظلم والظلام الذي وجدت نفسها في دوّامته وهي تتساءلُ بحزن الوجود عن جدواها , فها هي الفراشة الرقيقة تهمسُ لنفسها القلقة والمكبّلة بالحيرة / دهشةُ المجازات / في هذا الصباح , الخالي من الدهشة , أحاول أن ألتقط فكرة , تركها الرّاكضون , الى الحياة . لقد التبست عليها الأمور وأختلط الحقّ مع الباطل , وتأزّمت الروح وراودتها الأفكار العنيفة التي أزاحت عن قلبها بهجة الحياة , فنسمع لها هذا الصوت المتحشرج بالألم والخيبة والقنوط / شبهة انتحار / يسالني الطبيب , كم مرّة راودتك فكرة الانتحار .؟ , فتجيبهُ وهي تغصّ متعثرة بغربتها وعجزها / كلّما تعثّرت بغصّة مفاجئة , تأبى أن تغادر , ضفاف صوتي , وأعجز أن أنقلها , الى حُنجرة النصّ / . فنرى ونسمع رقرقة الدموع المنهمرة في / نذور الأرواح / فها هي تعجز عن التكهن بالمستقبل وأحداثه , وتعلن عجزها المفرط بالقادم من الايام / خلعت باب البصيرة , عن جحافل الإغماض , بعد أن , أعيتني الانتماءات / , نعم هي الذات الممزّقة على مساحة الوطن , لا تدري ما الذي سيحدث غداً / في ليلة خريفية , على أعتاب بيتنا / . وتحاول الشاعرة جاهدة على النسيان وعدم تذكّر ما حدث ويحدث علّها تستطيع أن تعيد للحياة بعض بريقها المنهوب / ثقوب النسيان / على رصيف المعنى , تقرأ أكفّ الصمت , تجمع ضجيج الفراغ , في قوافي الظنون / . وكلّما ينخفض منسوب السعادة في قلبها , تحاول أن تلتجأ الى وجه الذات الأخرى , في محاولة يائسة لرسم الفرح / إنكماش المجاز / وجهُ الصباح , مركون , في جَيْبٍ آخر ( أحبّكَ ) , همستُها لقلبكَ / . وتعود إليهِ وهي تسمع صدى النايات / خصلة ماء , معلّقة على قميص الغِواية , أتيتكَ , شفيفة المعنى , غزيرة المغنى , مُثقلة بوحي الرؤى / . فهي النهر الرقراق العذب فها هي تصرخ / لمْ أتخلَّ عن عادتي , في أن أكون لكَ نهراً , وبيني وبينك مسافة , تكسر شموخ العطش الضارب , في ظهر الريح / . فها هي على / ضفاف الغرق / تنتظر تلويحة نجدة تنتشلها من أفقٍ يضجّ بالقحط / يدكَ المثقوبة , كانت أخلص , مَنْ لوّحت لي , مِن أقاصي , ضفاف الغرق / . لقد تبدّلت ملامح الحياة وذهبت مسرّاتها بعيداً يغطّيها الرماد / شوق الرماد / فها هي / تغلي ملامحها السمراء , فوق جمر الأرق / , تشربها الخيبات فـ / لمْ يعدْ وجهنا , صالحاً للفرح , حين يغدو الشوق , محض دخان / . فلا شمس ولا ضوء ولا مواسم سهرات تراقص فيها القمر / سهرة الشمس / لا شمس تشرق , مِن خاصرةِ اليأس , حاسرة الضوء , حافية الندم / . الملاحظ في هذا الديوان / القلب , كلّما ندخل أكثر الى عوالمه تبدأ الصرخات / القصائد تصبح أكثر مما في بدايته , وكأنّ اليأس قد دبّ في روح الشاعرة وضرب أطنابه عميقاً فيهِ , فلم يعد هناك من أملِ في عودة الشمس وشروقها , فكلّ شيء هو عبارة عن خراب وضياح ووحشة , لقد ضاع كل شيء بالنسبة للشاعرة , فلم يعدْ لها مِنْ شيء سوى اللجوء الى أحضان الحبيب , ومناغاته وطلب النجدة منه حيناً , أو اللجوء الى الذكريات لعلّ فيها بعض السلوى , فتطوف في هذا العالم الغاصّ بالذكريات والأمنيات / طواف الشِعْر / أجزم أنّني , صرتُ صندوقاً , يمتلكُ رفاهيّة المسامير , يطوف فوق توابيت الشعر , لكنّي ما زلت , أحملُ , على عاتق جبيني , أنين الصور / . ويبقى الحبيب يرافقها رغم محنتها وغربتها , وتبقى تنتظر الفرح / إطار وانتظار / الإطار , الذي عيّبكَ عن الصورة , ابقاكَ في مديات الرغبة / . وتبقى اشوقها المكبوتة حزينة معذّبة / اشواق مصلوبة / على حبل غسيل الشوق , أصلبُ / تبقى مصلوبة تنتظر . فلا خلاص والوجع يجثم فوق صدرها / حفر في الظلّ / على حافة قميص , قُدّ من وجع , يجثو , عند آخر موعد , مع عينيها / . فتثرثر النار في قلبها , ونراهُ بوضوح في قصيدتها / ثرثرة النار / لارتعاش أنفاسكَ , ثرثرة النار , تُنضج رغيف البوح , في مساكب اللهفة / . لمْ يعد للانتظار من جدوى وقد تحوّل قلبه الى شجرة عارية من الحبّ والمشاعر والأحاسيس , لقد جفّ قلبهَ وما عاد ينبض بالعشق / انتظار بلا جدوى / انتظرها طويلا , وحين عادت , وجدت قلبه شجرة , هجرتها الطيور , الى عزاء آخر . وحاولت أن تتحاشى الغواية في / شبهة الغواية / منذ شهر , وأنا أتحاشى رجفة قلبي , وانقباض المسامير فيه / , آهِ يا لوجع المسامير حين تُدّق في القلب الرقيق ..!!! . فيجيء موسم الهجر والهجرة وهي لمّا تزل تعاني من الطعنات المتلاحقة / هجر ايلول / أنسلّق مدى صوتكَ , حافية المفردات , كخيوط ايلول , قابضة على صدر قصيدة , مطعونة بالهجر / , ويبقى الأمل يراودها في / قِبة قلبي / فهي المرأة العاشقة المحبّة للخير والسلام والشِعر والانتماء للأرض / أنا امرأة , تتوضأُ , بماء العشق / . فيحلُّ الشتاء الطويل في قلبها / قصائدها , تنتظرُ اللاشيء / وجه الشتاء / لطالما خذلني , ذاك الباب المُوارب , في وجه الشتاء / , ولكنّ بابها المفتوح لمْ يخذلنا ابداً في هذه الرحلة العميقة في مكامن قلبها / قصائدها , فلقد كانت مخلصة في بوحها , ومخلصة للشِعر , وهي تتحفنا بباكورة أعمالها الشعريّة , وتجعلنا ننتظر انقضاء الشتاء , ونهوضها من سُبات الخيبات , لتتفجر منابع الابداع مرّة أخرى .