يبدو إن المنابع الفكرية والعقائدية، التي تربى عليها العبادي طيلة وجوده في حزب الدعوة مؤثرة كثيراً في تصرفاته وسلوكياته، رغم الاختلاف الظاهري بينه وبين غريمه المالكي، ومع الدعم اللا محدود له من قبل الشعب، والكتل السياسية خلال ترأسه الوزارة الحالية، لاسيما دعم السيد الحكيم له، كشف العبادي عن حقيقته الحزبية.
لم يمضي على تحالفه مع تيار الحكمة الوطني اكثر من اسبوعين، بعدما طلب منهم الدخول ضمن تحالف النصر، لم يستقر العبادي وفريقه على رأي حول الية إدارة التحالف، وتوزيع الادوار والاحجام بين الشركاء، ما جعل الجميع تتوجس خيفة من مستقبل التحالف، في ضوء عدم وجود قيادة حكيمة لمسك زمام الامور.
باكورة العمل؛ كانت تنصل العبادي عن التزاماته اتجاه الداعمين له، خلال الاربعة سنوات الماضية، فأول الطرق الملتوية التي سلكها، الانفراد بالقرار داخل التحالف، يعني على قول المثل العربي: (بعدنا ما صحنا بات… صاح بعد ما نطيه)، اصبح العبادي دكتاتور داخل التحالف، متناسياً فشله من فرض ارادته داخل حزب الدعوة اساساً.
ثم ماذا؟ الاخبار الواردة من المحافظات كافة، بأنه لم يحسم الامر مع من يرغب بالترشيح ضمن حصته داخل تحالف النصر، حتى بدأ يتمدد على استحقاقات الشركاء، متجاهلاً إن وجوده في رئاسة الوزراء لو كانت في دولة اخرى لا تعني سوى موظف تنفيذي، ولكن طبيعة العراق تجعل من الحاكم رب ثاني.
الشعور الذي راود العبادي؛ كان يعتقد كل من يدخل ضمن تحالف النصر، يعد مرشح ضمني تحت جناح العبادي، لأنه غير مدرك الثقل السياسي والاجتماعي لشركائه، فظن (ابو يسر) الكتل السياسية التي تحالفت معه تابعة وليست شريكة، ما جعله يسقط في هذا التقدير، وهو لم يتجاوز الخطوة الاولى نحو الولاية الثانية.
لذا نقول بكل صراحة؛ إن تيار الحكمة الوطني ومن خلال السيد الحكيم، تزعم التحالف الوطني ونجح بقيادته بكل جدارة، ودخل الانتخابات والكل خصم له بالسلطة والاعلام، ولكن سجل أرقام لم يسجلها غيره، فانسحابه من تحالف العبادي، يعد نقطة قوة لمشروع يمتلك عمقاً تاريخياً وفكرياً وسياسياً واجتماعياً بالاتكال على الله تعالى.