23 ديسمبر، 2024 12:02 ص

نحنُ و وزارة الخارجية !

نحنُ و وزارة الخارجية !

قد لا يعرف البعض القليل او الكثير أنّ كل مَن يعمل في السلك الدبلوماسي العراقي وخصوصاً في السفارات والملحقيات العراقية في الخارج وممّن يمتلكون جنسيةً ثانيةً لدولةٍ اخرى , فيكون مرغماً رغم أنفه , او بأستجابته الذاتية – الطوعية لتسليم رموز شفرة الأتصال ” بين الخارجية العراقية والسفارة التي يعمل فيها ” الى جهاز مخابرات تلك الدولة , وهذه من البديهيات المسلّم بها , وبعكسه يجري سحب الجنسية منه والغاء الأمتيازات التي تمنحها تلك الدولة له ايضاً .

الجهاز او الكيان الدبلوماسي العراقي في الخارج وفي الداخل يختلف عن كلّ العاملين في سلك الدبلوماسية في دول العالم , فهو ليس سوى تكتّل كبير لعوائل وأقارب المسؤولين في الدولة والذين هم من قيادات احزاب الأسلام السياسي كما معروفٌ ومشهور , كما أنّ الغالبية العظمى منهم ” إنْ لم تكن حالات فردية متفرقة ” هم من البعيدين عن اصول ومفهوم الدبلوماسية بمسافاتٍ شاسعة , وبعيدين اكثر عن الثقافة وبحدّها الأدنى , وبعضهم مما أساء الى سمعة العراق في سلوكياتهم على مدى السنين التي مضت , وانتشر ذلك في وسائل الإعلام العالمية قبل العراقية .! , لكنّ الأنكى من كلّ ذلك او ما يوازيه , فأنّ تعيين وتثبيت وترسيخ هؤلاء في السفارات العراقية في دول العالم , فأنه يحظى بحب ورضا قادة احزاب السلطة , فأنهم من عوائلهم واقاربهم كما اشرنا ولربما من الجيران ايضاً .

وزارة الخارجية ” المسكينة ” هذه عانت الأمرّين والأمرّ منهما ايضا , فعلى زمن الوزير السابق السيد هوشيار زيباري الذي تربّع على عرش الوزارة لِ 11 عاماً , فلا زالت تطارده تُهمٌ او إتّهاماتٌ ماليّةٍ تتراوح بين قبوله رشىً من الكويت , وعدم تسديد قروضٍ الى وزارة المالية تتجاوز مئتي مليون دولار , وكذلك سوء استفادته السيئة من المخصصات والنثريات الرسمية , فوفقاً لهيئة النزاهة فأنّ المبلغ الشهري المخصص لصيانة المسبح في القصر الذي يقطنه يبلغ 500 000 ألف دينار ” دون أن نعلم عمّا اذا كان يجيد السباحة او لا .! , كما أنّ المئات من افراد حمايته يسافرون معه الى كردستان جواً ” إياباً وذهاباً ” على نفقة وزارة الخارجية , ولا ندري ولا نفهم ما خطورة الوضع الأمني على حياته سواءً في السليمانية او اربيل كي يصطحب هذا العدد الهائل من حمايته الى شمال الوطن , وبنحوٍ اسبوعي .! , ونضطرّ هنا للتوقف عن هذا الإختزال المضغوط . الذي لم يعد يتحمل اكثر من الأختصار , ومن الضغوط المماَرسة على هذا الوطن وهذا الشعب

والى ذلك , فوزارة الخارجية العراقية المبتلاة بمن يترأسها ” من هذا الصوب اوما يقابله ” فقد تلقّتْ ضرباتٍ مؤذية ” تحت الحزام ” حينما تولاّها وتولّى أمرها او صارَ وليّ امرها ” ابراهيم الأشيقر ” او الجعفري حسب إسمه الحركي قبل الأحتلال , فلم يكن عدم حضوره اليومي ” بشكلٍ دائم ” لمقرّ الوزارة , ولا توقيعه للبريد الرسمي غالباً في مسكنه , ولا تعيينه او زجّ سفاراتنا بالمحسوبن عليه ” حزبياً او اكثر من ذلك ” , فقد يغدو كل ذلك في جهةٍ ! فتكفي ما يتمتع به من سفسطةٍ جوفاء , وما يبتكره من اصطلاحاتٍ لم ترَ النور من قبل .! ” ولم نسمع ايّ وزير خارجيةٍ من دول العالم الثالث أن قال كما قال الجعفري بأن العراق سيخرج من القمقم ” .! .. وإذ لا نجزم ولا نُقسم أنّ الكيلَ طفحَ وفاض , لكنّ الروائح الكريهة المنبعثة من افرادِ عوائل وأقارب المسؤولين وقادة الأحزاب في السفارات العراقية في الخارج , قد دفعَ بالنائب والمتحدث بأسم ” عصائب اهل الحق ” السيد نعيم العبودي تأكيده وتشديده على ضرورة فتح ملف ابناء المسؤولين في السلك الدبلوماسي , كما أنّ لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب طالبت يوم امس الأثنين طالبت ايضاً بذات الأمر , لكننا لا نتوقّع حسم هذا الملف كلياً , وربما تجري تعديلاتٌ طفيفة وخفيفة عليه وقد يجري نقل قلّةٍ قليلةٍ من هذا البعض من هؤلاء الى مناصبٍ اعلى وارقى !

إذنْ , وأزاء هذه ” الثيمة ” غير الحميمة , فماذا ينبغي تجاه هذا البغي الجاثم على صدر الدبلوماسية العراقية في الخارج والذي كما اشرنا الى صعوبة اجتثاثه بالكامل , وحيث أنّ السياسة الخارجية للعراق مقرّرَة ومتّخذة سلفاً ومنذ 15 عاماً اي منذ إدخال الأحزاب الدينية الى داخل العراق وتسليمها السلطة بأيّ ” إخراجٍ وسيناريو وإنتاج ! ” , والذي على إثر ذلك يغدو دور السفارات العراقية محدوداً للغاية وبشكلٍ نسبيٍّ وشكلّيٍ طفيف , فتقتضي المقتضيات إعادة هيكلة اعداد ملاكات هذه السفارات , وتخفيض اعداد الدبلوماسيين والأداريين العاملين فيها الى النصف ” على اقل تقدير ” , وهو ما سيؤدي ايضاً الى تخفيض نسبة الأموال والنفقات العالية التي يتقاضوها هؤلاء الفائضين عن الحاجة , وهم من المتسبين ” بشكلٍ او بآخر ” الى إضعاف الوزن النوعي لوزارة الخارجية , وعدم رفدها بالعناصر والكوادر الماهرة والمتخصصة في العلوم السياسية والعمل الدبلوماسي .

والى ذلك , فندعو الجمهور للدعاء لتغيير هذه الأحوال من < مغيّر الأحوال > سبحانه وتعالى …