عطفاً على ما صرّح به بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الأسرائيلي في حديثه لمحطة ” غلوبو ” التلفزيونية البرازيلية ” الأسبوع الماضي ” خلال زيارته للعاصمة البرازيلية ” ريودي جانيرو ” , < منْ أنّ دولاً عربيةً تعتبر اسرائيل حليفةً لا غنى عنها في محارية ايران , وأنّ ذلك قد احدثَ ثورةً في العلاقات مع العالم العربي > .! , وعلى الرغم من أنّ نتنياهو قد تعمّدَ الخلط بين انظمةٍ او حكوماتٍ عربية مع كل الشعوب العربية التي سمّاها ” بالعالم العربي ” ولم يقل ” الأمة العربية ” , ودون أن ننفي نفياً حازماً أنّ بعض الشرائح العربية ” من هنا وهناك ” قد تؤيد ما ذكره رئيس الوزراء الأسرائيلي ولأكثر من سببٍ .!
ثُمَّ , بغضّ النظر ودونما تطرّقٍ للخلافات الستراتيجية المتعددة الأسباب بين عددٍ غير قليلٍ من الدول العربية وايران والتي بعضها مرتبط بشكلٍ او بآخرٍ بالحوثيين او النفوذ الأيراني في سوريا وحزب الله وفي مناطقٍ او دولٍ عربيةٍ أخرياتٍ ” ولا نتطرّق هنا عن العراق ” ونتوسع في الجيوبوليتيك الى اكثر من ذلك , وايضاً من دون الخوض في مخاض الصراع العربي – الصهيوني في مراحله التأريخية الحديثة والقائمة الى غاية الآن والى أجل غير مسمّى , فبعيداً عن كلّ تفاصيل ذلك المرحلية وغير المرحلية , فما بال الموقف العربي الذي كأنه بلا موقفٍ ستراتيجي , وبلا ستراتيجيةٍ لمْ يجرِ رسم خطوطها العريضة ولا الرفيعة .!
وإذ لا يمكن حصر التطبيع والعلاقات الدبلوماسية بين بعض الدول العربية وتل ابيب بزيارة السادات الى اسرائيل في نهاية عام 1977 ومن ثمّ ما اعقبها في توقيع اتفاقية كامب ديفيد – السيئة الصيت في سنة 1978, ولا حتى انتقال حمّى هذه العدوى الى الأردن , ثمّ بشكلٍ مخففٍ ” غير ملطّف ” الى بعض الأنظمة العربية الأخرى كقطر ” وليست كأنموذجٍ وحيد او فريد ” .! , فالخلافات العربية – العربية كانت عاملاً وعنصراً فعّالاً في < Rapprochement – التقارب > مع الأسرائيليين , وحيث أنّ كلّ تطلّعات الشعوب العربية واحزابها القومية تجاه < فلسطين ! > تتوقّف وتصطدم وتنصدم بموقف وسياسة الأنظمة العربية ورؤسائها وملوكها وأمرائها , فأذن ما هي طبيعة الموقف العربي من هذا الصراع .؟ , وما هي فلسفته وحتى آليّته .! وعلامَ ترك الموقف معلّقاً وبصورةٍ ليست تكتيكية .! , فلا العرب بقادرة على خوض معركة جديدة مع اسرائيل كحرب عام 1973 التي جرى اجهاضها في منتصفها .! , ولا هذه العرب تعلن يأسها وبأسها الكامن في مواجهة العدوّ الصهيوني , ولا هي تستغلّ وتستثمر خلافاتها او نزاعها مع طهران وفق ما ذكره نتنياهو , ويظهر ” ممّا هو ظاهر ” أنّ الغشاء الرقيق من الإحراج النسبي والحياء الظاهري لأنظمةٍ عربية تجاه شعوبها واحزابها هو الذي العامل والسبب الآني في عدم رسم اية ملامحٍ مفترضة واقعيّاً للعلاقةِ الإفتراضية مع الكيان الصهيوني وفق متطلبات المصلحة العربية على الصعيد الأمني – القومي , بالدرجة الأولى .! , على الرغم منْ أنّ ايّ تقاربٍ مع اسرائيل لا يزال يشكّل Taboo – حاجزاً نفسياً يدنو من المحرمات النفسية والعاطفية والفكرية , والى أجلٍ معلّق والى مديات مبهمة .!