23 ديسمبر، 2024 1:14 م

نحنُ و الإعلام و السياسة .!!

نحنُ و الإعلام و السياسة .!!

 كان انفتاح الإعلام في العراق ” مباشرةً ” بعد الإحتلال الأمريكي بطريقةٍ سمّاها البعض بِ ” ثورة ” وسمّوها آخرون ب ” فورة ” , حيث توالى اصدار الصحف بالمفردِ والجملة حتى ناهزَ مجموعها مائة وخمسون صحيفة  , بينما لمْ تزد اعداد النسخ المطبوعة لهذه الصحف على خمسة آلاف نسخة للجريدة الواحدة ” كمعدّل ” , وبعضها كان اقلّ من ذلك بكثير .! , ونُذكِّر هنا ” بشكلٍ عابر ” للفضيحة العالمية لتمويل الجيش الأمريكي المباشر لعددٍ من تلك الصحف وبأسمائها المحددة وبأسماء رؤساءِ تحريرها قبل الأنسحاب الأمريكي ببضعة سنوات , وبجانب ذلك فمعروفٌ انّ العديد من الصحف الأخرى هي ناطقة بأسماء احزابها , ولذا فمن غير المقبول القولُ بأنها مُموّلة من احزاب .! , كما أنّ المواطن صار على درايةٍ مسبقة أنّ الكثير من جرائدٍ أخرياتٍ ايضا هي نتاجٌ مُمَوّل لجهاتٍ سياسية داخلية او اقليمية دون الإفصاح عن ذلك بشكلٍ مباشر. إنّ الجمهور امسى على درجةٍ من الإدراك بأنّ مثل او امثال تلكم الصحف وكأنها تتغطى بعباءةٍ شفّافة .! , ونشير ايضاً الى أنّ كافة الصحف العراقية < عدا جريدتان او ثلاث من الصحف الأسبوعية المغمورة من الناحية الفنية > لم تكن تتجرّأ على ذِكرِ عبارة < المقاومة العراقية > للإحتلال ,  وكانت تتعمّد استخدام مفرداتٍ بديلة لذلك , ولا اظنّ الأمرَ بحاجةٍ لمزيدٍ من الأسترسال , < وعلى الرَغمِ من أنّ ايّ خَطّين متوازيين لا يمكن أن يلتقيان ” وِفقَ الرياضيات ” > لكنّ وسائل الميديا العراقية الأخرى من قنواتٍ فضائيةٍ واذاعات كانت تلتقي مع الصحافةِ في هذا الشأن .!
والى ذلك ايضا , ومنذُ فترةٍ ليست بالقصيرةِ ولا بالطويلة , فَلَمْ اجد مجملُ وسائل الإعلام العراقية المختلفة مكمّمةً ومُكبّلةً ومعصوبة الأَعيُنْ , كما هي عليه الآن ! والعُقَلاءُ يفهمون .!
  2 : وبالعودةِ الى نقطةِ الأنطلاق , اي نقطة انبعاث الإعلام العراقي بمختلفِ انتماءاته وارتباطاته وميوله وأهوائه منذ الأسابيع الأوائل لعام 2003 والى غاية الآن < وعِبرَ مختلفِ الوزارات التي افترشت سدّة الحُكم > , فَلَمْ نسمع ولمْ نرَ ” في هذا الإعلام ” ايَّ تَطَرّقٍ او موقفٍ للعراق حول الصراع العربي – الأسرائيلي , ولا الى ايّ دورٍ ولو رمزيٍّ للعراق في القضية الفلسطينية وتطوراتها السياسية الساخنة الجارية الآن على الصعيد الدولي , وكأنّ العراق كشعب اوّلاً , وكدولة ثانياً غير معنيٍّ بهذا الأمر, وكأننا لسنا بعربٍ ايضاً .! , وهل منْ حاجةٍ للتذكيرِ او لإعادةِ التذكير للموقف الرسمي العراقي الصامت أثناء ” حرب غزّة ” الأولى في كانون الأول عام 2008 , وكذلك الحرب الأخرى على غزّة في تموز 2014 , فماذا ولماذا جرى تغييبنا المتعمّد في هذا الشأن القومي .؟ واذا ما كان لسياسة الدولة موقفٌ واحد في شأنٍ واحد , فما بال هذا الإعلام الحُر المتعدد والمنوّع .؟ وكيف التقت خطوط الإعلام المتباينة في نقطةٍ واحدة .!؟