18 ديسمبر، 2024 11:54 م

نحنُ والعادم والكاتم !

نحنُ والعادم والكاتم !

A \ أمّا الكاتم الذي هو ليس ككاتمِ اسرار خليفةٍ ما اودولة رئيسٍ ما , بل كاتم الصوت الذي يمثّل ما يفوق اسرار الأشرار , وهو المنقذ والمنجي لمجرمي السياسة والنخّاسة , فلا شأنَ لنا به هنا وبعيداً جداً عن هنا , إلاّ اذا باغتنا فجأةٍ , وراعى مشاعرنا في عدم الإزعاج والإنزعاج من اصواتِ طَلَقاتٍ تنخرُ اجسادنا في أيّ جزءٍ ترتأيه , واظنها لا تستهويها المنطقةِ الحسّاسة تحت الحزام ووصولاً الى الأقدام .! , فهذا الكاتم ورصاصاته لديهم من الرحمة أنْ لا يتأخر المستهدف في موته او قتله كيما لا يناله قسطاً من الألم .! وليساعدهم في انجاز مهامهم بما يتلائم ويتناغم مع عصر السرعة , وفي تسهيل هروبهم الشجاع والشهم .!

B \ تختزل اللغة الأنكليزية في إحدى زوايا الضعف في المرادفات البلاغية ” دونما تجاوزٍ ومسٍ بأدب شكسبير ” , فتدمج وتمزج كلمتي العادم والكاتم بِ SILENCER , بينما عراقياً وبغية الدقّة والتمييز بين المفردتين فجرى تمييز عادم صوت محرك السيارة ” صالنصة ” التي تقع في مؤخرة < الأكزوست – exhaust > والتي تتشابه صوتياً الى حدٍ ما مع SILENCER , كما تسمى في اللغة الفرنسية pot de chappement , وهذه كفاءةٌ لغويةٌ عراقية ” بالفصحى والعامية ” يشاد لها .

C \ الأهمّ من هذا اللّغو اللغوي ! في اعلاه , هو الإهمال المسرف والمفرط الذي تمارسه الدولة واحزابها المتصارعة , وبشكلٍ خاص مديرية شرطة المرور في عدم مراعاة مشاعر واحاسيس الجمهور في إرغامهم قسراً على الإصغاء والإستماع للأصوات النشاز المنبعثة من بعض السيارات التي يقودوها شبابٌ طائشون تخلو مركباتهم من عادم الصوت وتتحوّل الى اصواتٍ مدويّة تخدش المسامع وتستفزها كذلك , وتنطلق تلك السمفونية الصوتية ! مع سرعاتٍ عالية ومتهورة في قيادة عجلاتهم مما يسبب خطورةً مفترضة ومتوقعة على حياة المواطنين . لكنّ هذا هو الحدّ الأدنى من الأدنى الذي تسببه الدولة من اضرارٍ وخسائرٍ معنويةٍ وغير معنوية للمواطنين , ويكاد يغدو من العدم وليس الإعدام بكاتمِ صوتٍ ..