18 ديسمبر، 2024 4:48 م

نحنُ والسيّد بلينكن .!

نحنُ والسيّد بلينكن .!

الجولة السندبادية لوزير الخارجية الأمريكي ” انتوني بلينكن ” في بعض دول المنطقة وخارجها وداخلها , والتي استغرقت من ساعتين – ثلاثة ساعات في بعض هذهنَّ الدول , فهي اقرب الى الإزدراء والإستخفاف عبرَ اكثر من زاوية , وهو يتسبب بإستنفار الأجهزة الأمنيّة والمخابرات في الدول التي زارها والأخرى التي سيزورها ” بالتوالي والتوازي ”

بلينكن كان يرتدي درعاً مضاداً للرصاص اثناء زيارته السريّة الى العراق مساء او ليلة يوم الأحد الماضي , خشيةً من ان تصطاده بعض الميليشيات العراقية المحسوبة او المنتسبة للإسلام السياسي ولا نقول < اسلام فوبيا > … أمّا ما يكمن خلف وأمام هذا الإستخفاف والإزدراء المعنوي , فلا يقتصر على السويعات القصيرة المحددة لكلّ زيارة ( وكأنّه سيطرح ما لم يجر طرحه في تأريخ الدبلوماسية والحرب والسلام من قبل .! ) , فأستخدم اسلوب المناورة اللفظية او عبر الكلمات , للتأكيد من جهة على عدم امكانية اجراء وقفٍ إطلاق النار في قطّاع غزّة < وكأنّ الحرب هي بين حماس والولايات المتحدة .! > والتغطية والتستّر على ذلك بمحاولةٍ ما للتوصّل المفترض لإجراء هدنة ( غير محددة بالأيام او الساعات لحدّ الآن ) اذا ما حدثت , وعلى ان تغدو مشروطةً بإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس , وذلك كَيما يجرّد الحركة لواحدةٍ من أهمّ اوراقها الستراتيجية , ولا نشكّ أنّ حماس او تنظيمي ” الجهاد الإسلامي وكتائب القسّام ” سوف تنتابهم القهقة الساخرة من طروحات الوزير الأمريكي , والتي نعجب اذا ما ساورته ظنونٌ ما لإمكانيةٍ ما من نجاحها او تنفيذها .!

النقطة الأبرز في بعض زيارات بلينكن لبعض دول المنطقة , والتي حرصَ على التصريح بها ميدانياً .! هي أنّ بلاده سوف تلجأ الى استخدام القوة والعنف ضدّ الفصائل التي تتعرّض للمصالح والقواعد الأمريكية صاروخياً .! , بينما أنّ هذه القواعد والمصالح تتعرّض فعلياً لقصف المُسيرات والصواريخ منذ نحو اسابيعٍ او من بعد الشروع واندلاع المعركة في غزّة , ولم تحرّك البنتاغون ايّ ساكن .! .. التهديد الأمريكي الجديد لا يمكن أخذه على محمل الجّد بنسبة 100 % 100 حيثُ أنّ فصيلين مسلّحين عراقيين هما من يتولاّن ضرب وقصف الأهداف الأمريكية في شرق سوريا وفي مختلف القواعد الأمريكية في العراق , لكنّه اذا ما نفّذت الولايات المتحدة تهديدها ووعيدها بالتعرّض بقصف مراكز ومواقع هذين الفصيلين , فماذا لو انضمّت ” تضامناً ” المجاميع والفصائل الأخرى – الأكثر عدداً وتسليحاً – للرّد الأوسع نطاقاً على ضَرَباتٍ امريكيةٍ مفترضة , لا سيّما أنّ الإعلان علناً لإغلاق السفارة الأمريكية في بغداد بطريقةٍ غير سلميةٍ , قد صار يُنشر في الإعلام لأكثرِ من مرّة .!

بِدَورنا في عالم الكتابة والإعلام لا نتبنّى أيّ موقفٍ مؤيدٍ او متضادٍّ في مجريات ما يجري وما سوف يجري , لكنما نحاول تفكيك وتشريح بعضٍ منه أمام الأضواء فقط .! , وإنّ الوزر الأمريكي الذي ارهقته هذه الزيارات غير الموفّقة , فلا من مواطنٍ عربي ” من المحيط الى الخليج ” بجانب الرأي العام العالمي , لا يمتلك القناعة بأنّ بمقدور الإدارة الأمريكية أن ترغم اسرائيل على وقف الحرب والقصف المجنون للمدنيين والمستشفيات وسيارات الإسعاف وقتل واستهداف موظفي ” الأونروا – وكالة الغوث الدولية في قطاع غزة المنكوبة – حتى فورياً او نحوه , لكنّها مخططات معسكر الغرب برمّته لفرض واقعٍ جديد في الشرق الأوسط العربي , وقد كانت سخيفةً للغاية ارسال الغواصة النووية الأمريكية المسمّاة ” اوهايو ” الى سواحل قطّاع غزة .!