23 ديسمبر، 2024 5:26 ص

نحنُ والسيد بايدن .!

نحنُ والسيد بايدن .!

عربيّاً : – كانَ معروفاً مسبقاً ومنذ فترةٍ ليست بقصيرة أنّ سياسة جو بايدن اقرب الى الإيرانيين من ناحية العودة الى الإتفاق النووي السابق , ودونما اكتراثٍ ” محسوب ! ” لإنعكاسات ذلك على الدول العربية او معظمها , ومنذ ذلك الوقت ومن قبل ” غزوة الكونغرس ” , وبما يسبق اعلان النتائج النهائية لإنتخابات الرئاسة الأمريكية , كانت وما برحَت ضرورة انعقاد مؤتمر قمّة عربي – نوعي وخاص , اي يشمل فقط الدول العربية ذات الثقل السياسي والعسكري , مع معظم الدول النفطية وخصوصا دول الخليج العربي , بغية التهيئة لرسم سياسة خارجية – اقتصادية موحدة او شبه موحدة للتعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة , ولإدراك واستيعاب ماهيّة مثل هذا المؤتمر النوعي ! , فنُذكّر او نعيد التذكير لتصريحٍ سابقٍ للرئيس ترامب , حين سُئل عن عدم قيامه بفرض عقوباتٍ على السعودية إثر مقتل عدنان خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول , فكان ترامب صريحاً في ردّه على ذلك , بأنّ ايّ عقوبةٍ من ادارته على المملكة السعودية , فسيجعلها تتوقف عن شراء واستيراد وعقد صفقات الأسلة الضخمة من امريكا , وتتّجه الى روسيا او الصين , وبذلك ستخسر الولايات المتحدة ملايين المليارات من الدولارات .

وإذ سقنا هذا المثال السابق فللتنويه على الأقل لأمتلاك العرب لأوراقِ ضغطٍ على الأمريكان بما يتعلّق بخدمة المصالح والقضايا العربية , ولا ندري لماذا تأخّر انعقاد مثل هذا المفترض او حتى التفكير به .!

عراقياً : – كانَ طبيعياً او اكثر أن تنفتح وتتفتّح اسارير رؤى احزاب الإسلام السياسي في العراق وجنوب لبنان وبعض المناطق العربية لفوز بايدن بالرئاسة , وربما اُقيمت احتفالاتٌ وولائم بهذا الشأن بما يحقق مصلحةً للجانب الإيراني وليس للعراق , ودونما استرسالٍ في التفاصيل والجزئيات المحفوظة عن ظَهر قلب , والمحسوسة والملموسة عن كثب , لكنّما يتطلّب الأمر عدم الإفراط في الأفراح والأرتياح السيكولوجي والفكري بالسياسة التي سينتهجها بايدن , فحيث من المعروف مسبقاً أنّ المصالح الحيوية للولايات المتحدة , والتي تقف وراءها وأمامها كبريات الشركات وبعض وسائل الإعلام والبنتاغون وقوى الضغط و ” اللوبيات ” هي التي تفرض على الإدارة الأمريكية الجديدة , لكلّ المستجدات والمتطلبات الموجبة لتنفيذ هذه السياسة وفق المرحلة الجديدة , مع أخذٍ بنظر الإعتبار اللازم للمتغيرات الدولية على الصعيدين الأوربي والعالمي ” الصين إنموذجاً ” , كما أنّ سنة 2003 ستغدو المتغيّر الأكبر لتركيا وتأثيراتها الساخنة في المنطقة العربية وسواها , وذلك بعد انتهاء اتفاقية المئة عام بين الحلفاء وتركيا بعد إنهاء الخلافة العثمانية وفرض شروطٍ واعتبارات جديدة على حكومة اتاتورك , وبما يفتح شقوقاً جديدة في جسد المنطقة .!

مراكز القوى العراقية ينبغي أن تتمهّل قليلاً في حساباتها او اعادة حساباتها تجاه سياسة الرئيس بايدن , كما أنَّ الخروج النهائي للقوات الأمريكية ” التي قد لا يتجاوز عددها نحو ثلاثة آلاف ” سوف لايحلّ المشكلة , سيّما اذا انتقلت الى قاعدة الحرير في اربيل – كردستان , والتي مركز ثقلها في شمال الكويت بالقرب من الحدود العراقية , والتي يمكن لها اعادة الإنتشار في العراق خلال دقائقٍ او اكثر , كما ينبغي اكثرَ فأكثر أنّ هذه الأسطر لا علاقة لها بإبقاء او اخراج الأمريكان من العراق , والأمر لا يتجاوز عرضاً ميدانياً – مسرحياً في مجالات الإعلام .!