15 أبريل، 2024 10:49 ص
Search
Close this search box.

نحنُ واحداث ” الطارمية ” .!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الأحداث الأمنية الجارية والإنتشار العسكري المكثّف ” من الناحية الكميّة ” في منطقة الطارمية , هو الحدث الأكثر سخونة في العراق , وتفوق وتتفوق ابعاده على كلّ ما سواه من معضلاتٍ سياسية وأمنية متداخلة .
إنّ ما يشكّل سلسلة مجسمة من علائم الإستفهام والإبهام أمام المراقبين والرأي العام , هو عدم حسم القوات المسلحة لعمليات الخرق الأمني في هذه الطارمية التي تبلغ مساحتها نحو 100 000 دونم , بينما تمكّنت هذه القوات بالقضاء على داعش في الموصل ,حيث تُعتبر حرب المدن من اصعب انواع المعارك في الحروب ,
و ” بعيداً عن السياسة ونظام الحكم السابق ” كيف استطاع الجيش العراقي السابق من مسك حدود العراق على امتداد اكثر من الف كيلومتر في الحرب العراقية – الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي , وكيف ايضاً تمكّن ذلك الجيش من وقف زحف قوات 33 دولة نحو بغداد في حرب عام 1991 , مما اضطر الرئيس بوش الأب من اعلان وقف اطلاق النار قبل 10 ساعات من اعلان موافقة العراق آنذاك ” والحديث هنا يتعلّق بالجانب العسكري المجرّد ” , بينما طالت وتأخرت مرحلة الحسم في الطارمية , والجيش الحالي يتمتع بتقنيات عسكرية حديثة بالعدة والعدد , على عكس الجيش السابق الذي كان يقاتل بأسلحة من جيل سبعينيات القرن الماضي .!
ما هو مستغربٌ في الأمر هو عدم إتّباع اسلوب ” الإحاطة ” لكلّ مساحة الطارمية وتطويقها من كافة الجهات , ومن ثَمَّ تثبيت الوية وافواج عسكرية في مختلف انحاء الطارمية والقيام بعمليات التمشيط المكثّفة , ولم يرد في الأخبار إلقاء القوات المتواجدة هناك على قذائف تنوير وبكثافة قد تكشف حركة خلايا الدواعش او سواهم , وإذ لا نقدَ يُوجّه لأداء القوات هناك ولا الى التشكيك في كفاءة ومهنية القادة العسكريين المتواجدين في الطارمية حالياً , لكنّ الأمر يتعلق بالجانب ” السَوقي – العسكري والتكتيكات وخطط ” التعبئة العسكرية ” المتّبعة هنالك , وقد نذهب الى مسافةٍ اعمق قليلاً بأنّ تعدد القيادات التي تضم ” شرطة اتحادية وجيش وحشد شعبي ” قد ينعكس بشكلٍ او بآخرٍ على تداخل ادارة المعركة , ونشير هنا ايضا الى نقطةٍ جانبيةٍ لها ابعادها وخطورتها بأنّ وكيل وزير الداخلية لشؤون الأستخبارات الفريق اول ” ابو رغيف ” قد نقلَ وأبعدَ احدى الوحدات المشاركة الى خارج المنطقة بعد ورود انباء عن اختطافهم لمواطنين وتفجير بعض المنازل ” وفق ما نقلته الأخبار , فإلى مَنْ ينتمون افراد تلك الوحدة العسكرية او الشرطة .! وذلك يبقى من اسرار الدولة .!
الموضوع برمته له ابعاد خطرة وخصوصاً بما قيل ونُشر من توجّهات الى استنساخ تجربة ” جرف الصخر ” ونقلها الى الطارمية بعد تهجير الآلاف المؤلفة من عوائلها وساكنيها ” , وهذا أمرٌ ترفضه الدولة والشعب العراقي .. وكيف تنعقد قمة بغداد الدولية – الأقليمية , وتعقبها الأنتخابات في ظلّ احداث الطارمية والتي كأنه يراد الى استمراريتها الى حينٍ مجهول في المدى المنظور .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب