19 ديسمبر، 2024 12:27 ص

نحنُ وإحراق الكُتبِ المقدّسة .!

نحنُ وإحراق الكُتبِ المقدّسة .!

 إثرَ قيام المدعو ” راسموس بالودان ” زعيم حزب ” الخط المتشدد ” في الدانمارك , بحرقِ نسخةٍ من القرآن الكريم , وللمرّة الثانية وبحمايةٍ مكثّفة ومسبقة من الشرطة الدانماركية , إذ كانت المرّة الأولى أمامَ السفارة التركية في العاصمة كوبنهاغن ” وليس أمام سفارةٍ عربيةٍ او لدولةٍ اسلاميةٍ اخرى ! ” , وإذ كرّر ذلك اليميني المتطرّف فعلته الفعلاء مرّةً اخرى بحرق المصحف أمامَ مسجدٍ تابعٍ لجمعية الجالية الإسلامية , عقب الإنتهاء من صلاة الجمعة تحديداً , وفي لحظة خروج المصلّين , فنشيرُ اوّلاً : – انّ الإنسان العربي او المسلم ” ومن ايّةِ جنسيةٍ يحملها ” فمن المُحال ان يقوم بحرق الإنجيل ولا حتى التوراة , كردِّ فعلٍ انتقاميٍ او سواه , وذلك بالفطرةِ المتأصّلة والمتجذّرة في الذات , واحترامها للكتب المقدّسة والديانات الأخرى < بما فيها الديانات غير الرئيسية او العالمية كالهندوسية او البوذيّة او سواهما > .

ثُمَّ , لوحظَ أنّ الحكومة التركية كانت الأشدّ في تعاطيها في موقفها الإحتجاجي على ذلك الحدث , اكثر من مواقف الحكومات العربية والإسلامية ! < دونما ايّ دفاعٍ عن حكومة اردوغان العثمانية المظهر والجوهر > .!

ثالثاً ايضاً : – كانَ واضحاً وبائناً أنّ حكومة دولة الدنمارك كانت متواطئة الى حدّ العظم ! في عملية حرق القرآن عبر تأمين الحماية الأمنية والبوليسيّة التي أحاطت بالمدعو ” راسموس بلودان ” من الجهات الأربعة , عدا رجال الإستخبارات , لكنّه حسناً كان موقف المصلّين الخارجين من المسجد ” اثناء لحظات الحرق ” عبرَ التحكّم في ضبط النفس والأعصاب , والإسراع في مغادرة المكان , وحتى في تفويت الفرصة لما كان يرادُ إشعال نار الفتنةِ فيه , وصبّ الزيت على نيرانٍ لم تشتعل .!

  الى ذلك , فلا موقف من الدول العربية والإسلامية يهدد بقطع العلاقات الأقتصادية والدبلوماسية مع حكومة الدنمارك .! ولا حتى بسحب السفراء من تلك الدولة , ومقابل تقديم الإعتذار على الأقلّ .!