ما مِن عراقي يعلم على وجه الدقة ما الذي جرى ويجري في الرمادي والفلوجة وامتداداتهما في المنطقة الغربية وصحرائها الشاسعة!. ما نعلمه ان القائد العام للقوات المسلحة متفائل، ويترجم تفاؤله بإعلانات متواصلة عن انتصارات حققتها القوات المسلحة في الفلوجة. الامر لا يحتمل المماطلات أو التضليل، فإما أن تكون هناك غلبة للجيش واجهزة الامن، وإما أن تكون المعركة بلا غالب ولا مغلوب، أو أن تكون اليد الطولى للارهاب، ومعنى ذلك أن الحكومة وجدت نفسها في ورطة، وليس لها إلا أن تواصل الحرب مهما كانت النتائج، لأن الإقرار بالورطة ينتج ورطة اخرى، وهذه تقود الى سلسلة من (الورطات) في بلد متورط بكل انواع (الورط) وأشكالها!. سنتفاءل مع المتفائلين، ونذهب مع فرضية أن داعش اندحرت على أيدي جيشنا البطل، وراحت تلعق جراحها وتتوسل الحلول لتلتقط انفاسها، وسنصفق للقائد العام وهو يعلن في كل أربعاء ان النصر بات مضموناً… لكن ما يجري على الارض يدحض فرضيتنا ويفسد فرحتنا!. لاتبعد مدينة المسيب اكثر من 50 كم عن بغداد، ولا يفصلها عن كربلاء سوى 35 كم، وبالتالي فإنها تصنف في قاموس الجغرفية بأنها من ضواحي بغداد أو تخومها!. المسيب تعرضت لأسوأ كارثة في تاريخها، وعلى أيدي (داعش) التي تقول الحكومة انها اندحرت وهزمت في الفلوجة والرمادي!. القتلة من مسلحي (داعش) نصبوا مدافع الهاون على مقربة من المسيب، ووجهوا فوهاتها صوب أكبر سوق شعبي في المدينة، وفي وقت الذروة!. انهمرت القذائف على رؤوس أهالي المسيب من غير أن تميّز الطفل من الشاب من الشيخ المسن من المرأة العجوز. الحصيلة أكثر من 90 بين قتيل وجريح!. والحصيلة الثانية توقف الحياة في المسيب!. والنتيجة الثالثة إعلان المسيب مدينة منكوبة!. والنتيجة الرابعة انّ المسيب مرشحة أن تختطف من الداعشيين كما الفلوجة!. والاستنتاج الاخير والاكيد ان (داعش) ما زالت كالسرطان، تنتشر، وتنشطر بنحو يثير الرعب، بل تحولت الى كابوس لا أحد بقادر على حماية العراقيين الآمنين من اهواله!. بمن نصدق بـ(داعش) أم بالحكومة؟!. ثم ما الذي تحقق من حرب الشهرين الماضيين؟، وإلى اين تتجه الحرب على (داعش)؟، وأي المدن ستذبح بعد المسيب؟!. أسئلة لن نجد من يجيبنا عنها حتى تدخل (داعش) في بيوتنا، وتفقس بين الانسان وثوب النوم وزوجته، وتقرر صنف المولود!. لعن الله (داعش).. وسامح الله من داس على رأسها وهو غير قادر على قطعه؟!. السلام عليكم..