دائماً مايذكر التاريخ ويمجد دور الرجال في مختلف المجالات متجاهلاً المساهمات والإنجازات الفعالة التي حققتها المرأة ولازالت تحققها في مختلف المجالات العلمية وبالرغم من العقبات التي واجهتها من اجل ان تثبت جدارتها وتنال اعمالها قبولاً في الميادين العلمية المعتبرة وعلى الرغم من أدوار كلا الجنسين قد تم تحديدها بشكل كبير في القرن الثامن عشر الا ان المرأة استطاعت بعزيمة وجهد ان تحرز تقدماً كبيراً في المجال العلمي اذ كان الدير من الأماكن المهمة التي حصلت المرأة فيها على قسط من التعليم كما منحت المرأة في بعض المجتمعات فرصة المساهمة في الأبحاث العلمية.
وخلال القرن التاسع عشر أقصيت المرأة من معظم النشاطات العلمية الرسمية ولكن بدأ الاعتراف بوجودها ينمو في المجتمعات المتعلمة في هذه الفترة وفي نهاية القرن التاسع عشر أدى ظهور الكليات والجامعات النسائية إلى توفير فرص عمل للعديد من العالمات إضافة إلى حصول المرأة على التعليم.
خلال فترة الحضارة البابلية نحو 1200 قبل الميلاد تمكنت امرأتين تعملان في صناعة العطور هما تابوتي-بيلاتكاليم و-نينو من الحصول على العطر من النباتات باستخدام عمليات الاستخلاص والتقطير إذا كان لنا أن نقول بأن الكيمياء هي استخدام المعدات والعمليات الكيميائية فإنه يمكننا وصف هاتين المرأتين باعتبارهما أول عالمتان كيمياء في التاريخ
اما “ماري كوري” فهي أول امرأة تفوز بجائزة نوبل في عام 1903 لأبحاثها في النشاط الإشعاعي كما أنها حصلت على ذات الجائزة مرة أخرى في عام 1911 لعملها في مجال الراديوم مما جعلها الشخص الوحيد الذي فاز بجائزة نوبل في مجالين من العلوم والجدير بالذكر أن عملها كان بداية لثورة في استخدام الإشعاع في مجال الطب في حين اتهمت عالمة الوراثة الخلوية الأمريكية “باربرا مكلينتوك” في عام 1951 بالـ”جنون التام”، ولكن المجتمع عاد أخيراً ليعترف بأعمالها من خلال إعطائها جائزة نوبل في مجال علم وظائف الأعضاء أو الطب في عام 1983 لتكون بذلك أول امرأة تفوز بمفردها بهذه الجائزة.
اما ابرز النساء العربيات اللواتي ابدعن في مجال العلوم والتقنيات ودخلن مجتمع العلوم من أوسع ابوابه ليثبتن قدرتهن على التميز والنجاح متحديات كل العقبات.
“غادة المطيري” عالمة ومخترعة سعودية حاصلة على ارفع جوائز الابداع العلمي لاختراعاتها العلمية كما حصدت اكثر من ١٠ براءات اختراع اهمها تطوير جهاز جديد “الفوتون” الذي قد يضع حداً بصورة نهائية للعمليات الجراحية اذ يتيح للضوء دخول الجسد والوصول إلى الخلايا من دون فتح الجسم بعمليات جراحية واستئصال الأورام السرطانية أو غيرها من الخلايا المصابة كما يقوم بحمل الدواء إلى النقطة المصابة بالالتهاب في داخل جسم الإنسان.
وكذلك “زها حديد” المعمارية العراقية التي تعتبر من اكثر الشخصيات تأثيراً في العالم ولها اسم كبير في مجال التصميم المعماري فهي أول إمرأة تحوز جائزة بريتزكر للعمارة التي تعتبر جائزة نوبل للهندسة المعمارية حيث حازت عليها في عام 2004 بالإضافة إلى ذلك فقد حازت زها حديد على وسام تقدير من الملكة البريطانيّة بعد تصميمها مركز الرياضات المائية لدورة الألعاب الأولمبيّة في لندن عام 2012 كما أن زها كانت قد صمّمت المتحف القومي للقرن الواحد والعشرين في إيطاليا بالإضافة إلى الملعب المخصص للألعاب الأولمبية في طوكيو واستاد الوكرة المكيف المُعدّ لكأس العالم 2022 في قطر وغيرها الكثير من التصاميم المعمارية الشهيرة.
لذا ليس من السهل ان تكوني امرأة في مجالات الأبحاث العلمية التي يهيمن عليها الذكور فالدراسات تظهر أن أقل من ثلث الباحثين في العالم من النساء وبالرغم من هذه الحقيقة الا ان نسب حضور النساء في المجالات العلمية في ارتفاع مستمر منذ عقود فعدد الفائزات بجوائز نوبل العلمية وإن كان في حدود السبعة خلال العشرين عاماً الماضية فهو أكبر من ضعف عدد الفائزات بالجائزة طوال النصف الأول من القرن العشرين.