28 مايو، 2024 12:41 ص
Search
Close this search box.

نجم هوى في الفلوجة .. وحد العراقيين في غربتهم

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان اليوم هو الاثنين الموافق الثاني من شهر كانون الاول عام 2013 ، والمكان هو العاصمة الاردنية “عمان ” اصحاب العزاء هم المعزين انفسهم ، والمتوفى والشهيد والمجاهد هو الشيخ خالد حمود الجميلي ، الذي كان صابرا ومحتسبا في موقف يصعب على الكثيرين ان يتحملوا نتائجه وعواقبه ، لتكون خاتمة ايامه وأفعاله ان يستقر رصاص الغدر في صدره ، فيفارق  احبائه واخوانه الذين كان يجمعهم ويقودهم في ساحة الشهداء لمدينة المآذن ” الفلوجة الباسلة ”  لم احضر في حياتي مجلس عزاء بهذا الحجم الخير ، كان الجميع يتسابقون في تقديم العزاء واحياءه بكل ما للكلمة من معنى ، كان يوم الاثنين يحمل بين ساعاته ودقائقه ، وحلاوته ومرارته ، وكلماته وصلواته ، اعظم تلاحم مجتمعي بين اطياف شعب مزقه السياسيون في طائفيتهم ، وعملية سياسية خرقاء وعوراء ، باطلة وفاشلة ، لا تستطيع العيش بدون الفتنة والمحاصصة المقيتة التي اوصلت العراق الى ادنى مستويات الحياة ، ما جعل المواطن يعيش اسوء ايامه واحلامه ، امام حكومة هزيلة عاجزة عن ايقاف هذا الدم المراق ظلماً وبهتاناً .
رحل المجاهد الجليل ، وصلوات ودعوات الالوف تسابق جثمانه الشريف قبره ولحده ، في شهر حرم الله دم العباد ان تراق فيه ، لكن القدر جعل النجم يهوي في المدينة التي احبته واحبها ليتخضب دمه على ترابها التي كان يقود لواء المقاومة الشريفة فيها امام الماكنة الحربية الامريكية التي حاول جنرالاتها ان يجدوا لغة تفاهم دنيئة معه فخسئوا ، حتى وصل بهم الحال ان يقدموا له حقائب من الدولارات كي يكسبوا وده او على الاقل ان يلجموا لسانه الطاهر بذكر الله ، رحل عنا وكان قدره ان يفارقنا في زمن التخاذل والخزي والعار ، واذا كانت هناك كلمات تليق بهذا العزاء ان تقال ، فأنها بلا شك ستكون رسائل محبة بذكرى مؤلمة جمعت العراقيين في فسيفسائهم الكبير لتصدح بصوت جلجل الارض تحت الاقدام وجعلت الدموع انهارا تسال ، فاعتصر القلب حزناً ووصالا ، فتعانق الاحبة بشوق دون خصام ، فكانت الالسن تردد بصوت واحد هنيئا لك يا خالد على هذا الوسام .
طوبى لنجم هوى في جنة الخلد ، تستقبل روحك الطاهرة التي تجاوزت كل الحدود في القيم والخلق والثبات واليقين والايمان والجهاد والصبر ، فتحية واجلال لجسدك الذي لامسته ملائكة الرحمن  ولا سلام ولا امان للذين يغتالون بسهامهم الغادرةقلوب الشرفاء فتهوى نجومهم ارض السواد .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب