لايخفى على احد ان موازنة العراق الاتحادية تعتمد بشكل رئيسي على النفط ومصادره المتنوعة كون بلدنا
( ريعي ) الثروات والاعتماد .
ولعل وزارة النفط معنية بايصال المنتوجات النفطية بكافة أنواعها الخفيفة والثقيلة والزيوت الى محطات التعبئة وساحات الغاز باعتبارها عَصّب الحياة اليومية وتزويد المحطات الكهربائية بالوقود لإدامة عملها وتجهيز المطارات والطائرات والناقلات البحرية وتجهيز القوات المسلحة وآلياتها .
لذا قبال هذه المهام والواجبات لابد من إيلاء الاهتمام والتخطيط وفق رؤى ستراتيجية بعيدة الامد تعتمد على خبرات هندسية وفنية وإدارية واقتصادية وبالتاكيد سياسية لكي تتم المحافظة على زيادة الانتاج الشهري وإلسنوي وبالتالي زيادة الدخل النقدي للدولة التي تعاني من شحة الأموال .
عندما نستعرض المنجز النفطي خلال فترة وجيزة نرى ان هناك نجاحا متلاحقا وهناك من عمل على إنجاح هذه المنجزات لعل ابرزها هو اللجوء الى حلول اضطرارية ووقتية نتمناه ان تكون دائمية ومبوبة بشكل شفاف وعلني حول الاتفاق النفطي بين المركز والإقليم والذي بسببه تمت المصادقة على الموازنة ولولا هذا الاتفاق لكنا ننتظر امل المصادقة عليها وربما لا ترى النور كسابقتها !! وكان هذا الإنجاز وعلى الرغم من عراقيل تنفيذه وسوء فهم تفاصيله وخصوصا من الجانب الكردي الا انه كان اول الغيث .
بعدها توالت الأنشطة والفعاليات فرأينا ولمسنا حركة دؤوبة لمنع وقوع العراق في أزمة خانقة للمشتقات النفطية في ظل توقف تام لمصافي بيجي والظروف الأمنية المحيطة بالحقول المتاخمة لسيطرة داعش .
تخللتها أزمة النازحين والمشردين والاستمرار بجهود مبذولة لتطوير الواقع النفطي من مصافي مازالت عاملة ومصافي قيد الإنشاء أو الشروع ببنائها .
وكذا الحال في تسديد مبالغ الشركات الأجنبية المتعاقدة مع الدولة على الرغم من الضائقة المالية وضعف النقد . والاستفادة من الغاز المصاحب لاستخراج النفط بعد ان كان يذهب هباء .
وآخر الإنجازات هو ارتفاع انتاج النفط الى اعلى مستوى في ظل كل هذه التحديات الأمنية والإقليمية وانخفاض سعر تداول النفط وكواليس السياسات الدولية وتأثيراتها المباشرة على العراق .
إذن هي إنجازات ليست صدفة وإنما جاءت بعد جهد جهيد وثمرات تستحق الثناء والتقدير لكل شركات ودوائر وقطاعات النفط في العراق لنجاحها في صنع هذه المنجزات .
واعتقد ان العراق اذا بقي على هذا المنوال بالتخطيط فانه سيكون له سلاح نفطي كبير سيضاهي نظراءه الكبار في التصدير .
اخيراً لابد من الاشادة الى من عمل على إنجاح هذه الوزارة بفترة وجيزة والمتمثل بوزيرها الاقتصادي الناجح والهاديء بعمله .