14 نوفمبر، 2024 7:32 م
Search
Close this search box.

نجاح السياسي بين الشروط الذاتية والموضوعية الخارجية

نجاح السياسي بين الشروط الذاتية والموضوعية الخارجية

لابد من توافر شروط عدة للسياسي الناجح منها ما هو شخصي ومنها ما هو خارجي ؛ وعندما نراجع سير الساسة الناجحين والقادة الوطنيين ؛ نجد ان نجاحهم كان قائما على معادلة دقيقة نصفها مرتبط بالوعي والثقافة السياسية والمهارات والكفاءات الشخصية والارادة الذاتية ؛ والنصف الثاني مرتبط بالعوامل الخارجية ؛ فقد يكون المرء سياسيا من الطراز الاول الا انه قد يفشل في تحقيق اهدافه الوطنية ؛ بسبب التحديات السياسية الدولية والعوامل الموضوعية غير المناسبة والضغوط الخارجية ؛ فحتى لو توفرت الخصائص الشخصية والسمات الجيدة في السياسي ؛ غابت النتيجة وفشلت مساعي السياسي ؛ في ظل انعدام الظروف المؤاتية والعوامل الخارجية المساعدة ؛ لذا قيل السياسة فن الممكن ؛ فهي تعتمد على العوامل الخارجية اكثر من اعتمادها على سمات السياسي الشخصية وخصائصه الذاتية ؛ فالسياسة التي ترتكز على كفاءات الساسة وصفات القادة الشخصية فقط ؛ تعتبر هشة وضعيفة ؛ فهي كريشة في مهب الرياح الخارجية .

والشعارات العقائدية والخطابات السياسية لا تجدي نفعا ؛ في ظل غياب الحكمة والحنكة السياسية والوعي الذاتي وفهم الواقع ؛ وانعدام القدرة على استيعاب التحديات وكشف المؤامرات وتحليل الاحداث والمعادلات والتوازنات السياسية ؛ اذ ان هذه الظاهرة السياسية والسمات الشخصية السلبية قد تؤدي الى تحجر وجمود الحالة السياسية , وفشل الخطط والمشاريع الحكومية , وهيمنة الجيل القديم والمتكلس والمتعصب والمؤدلج الدوغمائي وغياب التجديد القيادي , وعزوف الشباب والكفاءات عن الانخراط بالعمل السياسي ؛ وحتى لو تم معالجة تلك الاخطاء والظواهر السلبية في العملية السياسية ؛ لا يمكن الجزم بالنجاح السياسي وتحقيق الاهداف الوطنية ما لم تكن العوامل الخارجية منسجمة مع السياسة الوطنية وتحركات القادة والساسة .

والويل كل الويل لوطن انعدمت فيه الكفاءات السياسية والقادة والساسة الذين يدركون فن السياسة ويتقنون العمل وفقا لسياسة فن الممكن و الامر الواقع ؛ بالإضافة الى عداء القوى الدولية والإقليمية وانعدام  العوامل الخارجية المساعدة ؛ فعندها تموت السياسة ويضيع الوطن .

 

أحدث المقالات