ربما لم يحظ وزير داخلية ، أو حتى في وزارات أخرى ، في أية حكومة عراقية ، منذ عام 2005 وحتى الان ، كما حظي بها الأستاذ قاسم الأعرجي وزير الداخلية الحالي، وكل تلك المنازل التي حصل عليها هي نتيجة النجاحات والإنجازات الكبيرة التي حققها خلال فترة توليه مهامه فيها وزيرا للداخلية، في مجال الأمن وفي وضع خطط مواجهة صائبة ، حتى نالت تقدير كل القيادات السياسية العراقية ومنها الدكتور حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء الحالي والسيد أسامة النجيفي والدكتور أياد علاوي ونواب وساسة آخرون، وقد أشادت بكفاءته وطالبت بإبقائه وزيرا للداخلية في الحكومة الجديدة التي ينوي الأستاذ عادل عبد المهدي تشكيلها في وقت قريب، وهو يحدث لأول مرة في العراق منذ سنوات طوال، أن تكون هناك مطالبات قيادية وشعبية ، بإبقاء وزير في وزارته ، وهو ما يشكل علامة إيجابية وسارة وذات دلالات كبيرة ، وهي من أسهمت في منحه مناصب إضافية وهي الأشراف على جهاز الأمن الوطني، لما يمتلكه الرجل من قدرات قيادية وأمنية متقدمة.
ومنذ إن كان السيد قاسم الأعرجي نائبا في البرلمان في دوراته السابقة ورئيسا للجنة الأمن والدفاع البرلمانية، كنت أتابع الرجل وهو يتصرف بطريقة تؤكد قدرته الشخصية على أن تحظى بالاهتمام ، وهو يمتلك من الخبرات الأمنية والخطط الأمنية لمواجهة تداعيات الوضع الأمني بطريقة لافتة للنظر، وكان ينتقد الأداء الأمني للأجهزة الأمنية في حينها ، ويوجه لها المقترحات في كيفية وضع الخطط الكفيلة بإيقاف حالات التدهور الأمني أو الثغرات التي تحصل هنا وهناك ، وكان يراقب ويتابع ويشارك بدقة وعن كثب ، في وضع الخطط والبرامج والمعالجات للتداعيات التي تحصل قبل سنوات، وكان دوره إيجابيا ومؤثرا ويحظى بتقدير القيادات الأمنية ، وحين تقلد منصب وزير الداخلية كان الرجل ينصب جهده على إرساء الأمن الداخلي وتحقيق الاسقرار المنشود وفي ملاحقة اوكار الجريمة ومرتكبيها، ولم يظهر الرجل نفسه وكأنه محسوبا على جهة سياسية بعينها، بل كان وزيرا لكل العراقيين ، وهو يوجه الأجهزة المختصة بوزارة الداخلية في كل محافظات العراق وبخاصة بغداد، كونها مركز الثقل الأمني ، على ان تبقى حاضرة في الميدان، كل في مجال اختصاصه، كما ان الدوائر ذات الصلة بالجوازات والجنسية والاحوال المدنية والدفاع المدني وكل قطاعات الوزارة الأمنية والمدنية شهدت تطورات متقدمة في مجال عملها في فترة توليه مهام الوزارة ، وحظيت برضا العراقيين وهم ينجزون معاملاتهم بسرع قياسية، وهو ما يشكل علامات نجاح تبشر بالخير والتفاؤل بالانتقال الى الحالة الأفضل التي يتمناها العراقيون.
كما إن إحدى الملاحظات البارزة على شخصية السيد قاسم الأعرجي أنه وفي أغلب مضامين خطابه خلال الحوارات التلفزيونية،منذ ان كان نائبا في البرلمان،كان يتسم بالرصانة والإتزان واظهار المواقف المعتدلة ، ما يكسب ود الآخر ويجعله ينصت اليه ، ويستفيد من توجهاته، وهو يتحدث مع الشخصيات الأخرى ، حتى وان كانت تختلف معه ، خلال الحوارات التلفزيونية ، بطريقة يظهر فيها إحترامه الكبير للمقابل وقدرته على الاقناع ، ويتحدث بكل وضوح وواقعية وهو واثق من نفسه ومن قدراته ، ومن أن لديه مقدرة على تحقيق النجاحات ، وهو مأ اثبته بشكل قاطع وجلي خلال تسمنه منصب وزير الداخلية في حكومة الدكتور حيدر العبادي ، ونجح في مهمته إيما نجاح.
كما أن حضور أجهزة الشرطة العراقية ، بكل صنوفها، في عهده وخلال المواجهة مع داعش وبخاصة في نينوى ، كان من الأهمية بمكان هو الآخر، واسهمت بشكل فاعل في تحرير تلك المحافظة من براثن داعش ومن شرور تلك الشرذمة المقيتة، وانهاء دورها الى الأبد، بعد ان تم سحقها على أيدي ابطال الجيش والشرطة العراقية التي أبلت باء حسنا في الدفاع عن تراب الوطن الغالي في كل محافظات العراق التي تعرضت للعدوان الغاشم والأثيم من تلك الزمر المجرمة حتى أذاقوها مر العذاب، وقد نالت كل القيادات العسكرية وبخاصة من ضباط الشرطة التي شاركت في المعارك مع داعش تقدير القيادات العراقية وتكريم السيد وزير الداخلية لها بعد الانتهاء من صفحة التحرير مباشرة.
ولا يفوتنا ان نذكر بالاعتزاز والتقدير مواقف السيد مدير مكتب العلاقات والاعلام في الوزارة والمتحدث بإسم وزارة الداخلية وعمليات بغداد اللواء الدكتور سعد معن للكفاءة العالية والخبرات الميدانية التي يمتلكها الرجل وللجهود الكبيرة التي يبذلها في متابعة تطورات الوضع الأمني أولا بأول ، وفي اقامته أوسع العلاقات مع العاملين في الحقل الاعلامي والصحفي ومع الفضائيات العراقية والعربية والاجنبية ولقاءاته الكثيرة معهم ، وهو يشرح ويوضح تطورات الوضع الامني ويضع الرأي العام العراقي والقيادات العراقية في البلد ، اولا بأول ، عن تطورات مايجري وكيفية مواجهة أية تحديات تواجه الوزارة ، وهو يستحق عن جدارة أرفع المناصب الأمنية العليا ، وقد أرسى اللواء الدكتور سعد معن علاقات طيبة مع كثير من القيادات الأمنية والمؤسسات المدنية ومع كليات الاعلام وأساتذتها ومختلف الكوادر الاعلامية ونقابة الصحفيين ، وأسهم بشكل فاعل في التعبير عن خطط الوزارة وبرامجها وتوجهاتها،ووفر لمديريته الكوادر المؤهلة من الضباط والكوادر الصحفية الناجحة في مهامها ، والأهم التعبير عن كل تطورات الوضع الامني بطريقة نالت تقدير الكثيرين من قيادات البلد ، كونه الناطق بإسم وزارة الداخلية وعمليات بغداد، وقد نجح في مهمته الأمنية والاعلامية إيما نجاح ، وهو شخصية محببة ومتواضعة ولديها خبرات ميدانية أمنية واعلامية متطورة ومعرفة وإلمام بكيفية التعامل مع قطاعات الرأي العام في الاحداث والتطورات الأمنية ، بطريقة حظيت بالتقدير والاحترام هي الأخرى.
ويبدو أن الكفاءات من الضباط في وزارة الداخلية تتزايد وتائرها وتتصاعد ، وهو ما يؤشر كل تلك العلامات الفارقة من النجاحات التي اجتمعت كلها لتصب في بودقة واحدة وهي تحقيق إستتباب أمني إيجابي يبشر بالخير، وان العراقيين جميعا متفائلون لما وصل اليه هذا الوضع من مستويات استقرار وطمأنينة نالت رضاهم، وهم يأملون المزيد من النجاحات لحفظ كل متعلقات الامن الداخلي في هذا البلد ، وان كل تلك النجاحات التي تحققت هي مفخرة للوزارة ولوزيرها المثابر وكل ضباطها ومنتسبيها ، وهو ما يشكل بالنسبة اليهم ، مرتبة عالية من التقدير أمام الرأي العام العراقي وقياداته السياسية التي منحتهم كل هذا الثناء والتقدير الذي يستحقون.
تحياتنا للسيد وزير الداخلية الأستاذ قاسم الأعرجي على كل تلك النجاحات التي حققها والمناصب التي حظي بها ، وهو شرف كبير له ان يتقلد كل تلك المهام، وهو ما يؤهله في مستقبل قريب لأن يكون في القيادات الأمامية للسلطة، وقد كانت احدى الترشيحات قبل فترة تدور حول شخصيته بأن يكون مرشحا لرئاسة الوزراء، قبل أن يتم تكليف السيد عادل عبد المهدي برئاسة مجلس الوزراء ، وهو ما أضفى على الرجل أهمية يستحقها عن جدارة، وأمنياتنا له بالمزيد من التوفيق والنجاحات الدائمة.