23 ديسمبر، 2024 9:07 ص

نجاحات البغدادية واخفاقات العراقية

نجاحات البغدادية واخفاقات العراقية

تمكنت قناة البغدادية ان تكسب قلوب وعقول العراقيين بفضل حياديتها وبرامجها المتنوعة التي استطاعت ان تفرض نفسها على الساحة الاعلامية بجدارة وهي لاتحتاج الى من يدافع عنها, يكفيها ان مشاهدي هذه القناة هم الخصوم قبل الاصدقاء , حتى ان المسؤلين الحكومين وعلى رأسهم نواب دولة القانون يتراكضون للظهور في هذه القناة كونهم يعرفون مدى تأثير وشعبية هذه القناة لدى المشاهد العراقي .
تأتي مصداقية القناة من المواضيع التي تطرحها التي تمس المواطن العراقي ونوعية الضيوف الذين ينتمون الى مختلف التيارات ولا يركز على طيف معين , كما ان لها شبكة مراسلين نشطين بالرغم من الحصار المفروض عليها, كما ان اخبارها العاجلة هي فعلا مواكبة للحدث وتغطي تفاصيل الحدث.
امكانيات البغدادية محدودة مقارنة بقناة العراقية المدعومة من الدولة العراقية التي اريد ان تكون بصدق قناة العراقيين, لكن لاسف تحول هذا القناة الى بوق للسيد المالكي وائتلاف دولة القانون ولااريد الخوض في برامج واخفاقات هذه القناة فهي معروفة للجميع سواه كان اخبارهم العاجلة التي تكتب بعد عدة ساعات على حدوث الحدث او نوعية ضيوفهم التي تكون عادة من مداحي دولة القانون , بهذه العقلية الضيقة لايمكن كسب المشاهد , وانا على يقين ان من يشرف على هذه القناة هم من فئة الدمج الذين تم ترشيحهم من قبل احزابهم , فليس لهم علاقة بالصحافة الا ما ندر وهمهم الاول هو الارتزاق وتلميع وجة الاحزاب الحاكمة وليس نشر الحقيقة  ومعاناة الناس ونسو ان الصحافة هي القوة الرابعة وتقع مسؤلية اخلاقية وشرعية وقانونية ومهنية عليهم لنشر الحقيقة وكشف الفاسدين وملفاتهم وتعريتهم امام الرأي العام وتقديمهم للعدالة.
بفضل التقنيات الحديثة يستطيع المشاهد ان يتلقى المعلومة من عدة قنوات وحتى من الانترنيت ويستطيع ان يحلل الخبر من دون الاعتماد على المحللين السياسين وما اكثرهم اليوم الذين يعطون صور مغالطة للحقيقة , فلاتستطيع قناة العراقية فرض رؤيتها التي هي رؤية دولة القانون( ان كان هناك قانون ) على المجتمع العراقي بالرغم من الامكانيات المادية الهائلة التي تملكها وقد اصبح واضحا للجميع ان هذه القناة فتية وفقيرة ببرامجها ولاتستطيع مجاراة القنوات الاخرى واصبح من الضروري ايجاد اسم اخر لها لكي لا يدنس اسم العراق.
للاسف يحاول البعض من خلال كتاباتهم الهجوم على البغدادية ومالكه  والتقليل من شأنه, اتصور ان هذه الاساليب الساذجة لا تنطلي على احد , المواطن يهمه الحقيقية واسترجاع حقوقه وكشف الفاسدين , اما النبش في ماضي مجموعة معينة من الناس فقط دون غيرها فهذا لايحقق العدالة , كم من المسؤلين الحاليين والعسكرين والنواب كانو بعثيين ؟؟؟ المشكلة ليس في حزب البعث لان المالكي قال اليوم لامانع حتى من عودة عناصر النظام السابق الى العراق لاستفادة من خبراتهم , لقد اثبت الايام ان الوطنين اكثر حرصا على الوطن من الاسلاميون , فالاسلامي الذي يتظاهر استنكارا لصورة كاريكاتير لزعيم دولة اجنبية , ووزير عراقي يقبل ايدي زعيم دولة اجنبية , ماذا ننتظر منهم سوى الذل والخذلان , هل نتوقع منهم حماية مصالحنا امام هذا التوغل الايراني في الشأن العراقي ووصلت الامور الى ان عائدات نفطنا توزع على سوريا وحزب الله والحوثين في وقت تقدر ميزانية العراق ب١٣٧ مليارد دولار بينما الشعب العراقي يفتقد الى ابسط الخدمات وتفشي البطالة والفقر.
من واجب كل القنوات والكتاب ان يساهمو في كشف الفاسدين وتقديمهم للعدالة , ويساهمو كذلك في خلق وعي انتخابي يساعد الناخب على انتخاب الاصلح بعيدا عن المصالح المذهبية والقومية , وانا على يقين ان هناك الكثير من الشرفاء سوف يتصدون للفساد ويفضحونهم امام قناة الشعب قناة البغدادية .