18 ديسمبر، 2024 4:00 م

نتنياهو يعطي درسا للساسة في الوطنية وتقديم مصلحة بلده

نتنياهو يعطي درسا للساسة في الوطنية وتقديم مصلحة بلده

بوصفي مواطنا عراقيا أعاني من كارثة غياب الساسة الوطنيين الشرفاء في العراق .. تبهرني الشخصيات الوطنية التي تخدم بلدها بإخلاص وتضحية ، ولو نظرنا بتجرد وموضوعية سنجد الساسة الإسرائيليين طوال التاريخ هم نموذج للوطنية خدمة بلدهم بكل مايمتلكون من طاقة ، بينما في العراق والدول العربية عندما تبحث في التاريخ السياسي لاتجد غير القتلة والمجرمين والإنقلابيين والتسبب في دمار بلدانهم وتبديد ثرواتها ، بإستثناءات نادرة مثل نموذج الشهيد نوري سعيد باشا الذي رعى العراق وكأنه ولده ، والمرحوم الشيخ زايد الذي خدم الإمارات بأروع ما يمكن .

نتياهو الذي يوصف باليميني المتشدد… ومعنى الميني على العكس من الفهم العربي الخاطيء له .. هو يعني في حقيقته ان اليميني وطني أكثر من غيره في الدفاع عن مصلحة البلد ، مثلما هو الحال بين تساهل الديمقراطيين اليساريين في الدفاع عن أميركا ووطنية الجمهوريين اليمينيين وبسالتهم في خدمة مصالح أميركا .

ومعروف عن نتنياهو انه مهندس عمل في كبرياء الشركات ، وقبلها كان ضابط قوات خاصة ، ومثقف أصدر عدة كتب من تأليفه .

تصريح نتنياهو وقوله انهم سيدافعون عن مصالح إسرائيل ضد الأطماع الإيرانية حتى لو أدى الى سوء العلاقة مع أميركا .. هذا التصريح الشجاع يعطي درسا في الوطنية ويضع مصلحة بلده أولا ولايساوم عليها ، رغم ان أميركا هي الأب الراعي لكل شيء في دولة إسرائيل .

ونهج نتنياهو هو ان السياسي ليس موظفا روتينيا ، بل متطوعا فدائيا من أجل وطنه يقدم كل ماعنده من أجل حمايته وتطويره وجعله في أفضل حال .. فالسياسة رسالة من أجل الشعب والدولة وليس مركزا وظيفيا للحصول على الوجاهة الإجتماعية والمال والراحة مثلما يفهما ويطبقها السياسي العراقي والعربي والنتيجة خراب معظم البلدان العربية بسبب غياب الروح الوطنية وسوء الأداء .

أقترح ان نتعامل مع نجاح دولة إسرائيل ووطنية ساستها بواقعها الموضوعي مثلما هي ، وإبعاد المواقف السياسية المضادة لإسرائيل عنها ، فإسرائيل في المنطقة تجربة فيها الكثير من دروس النجاح التي تحتاجها الشعوب العربية ، والسياسي الإسرائيلي وكذلك المواطن فيها يحتلون المرتبة الأولى على صعيد العالم في درجة الإنتماء الوطني والإخلاص للبلد .