23 ديسمبر، 2024 10:50 ص

نتائج وما قد يترتب على الضربة الصاروخية الايرانية وهل لمقتل سليماني فائدة لايران نفسها؟

نتائج وما قد يترتب على الضربة الصاروخية الايرانية وهل لمقتل سليماني فائدة لايران نفسها؟

اولا: اهم شيء افرزته صواريخ ايران التي اطلقتها على قواعد عراقية في الانبار واربيل هو الفشل التام للصواريخ الايرانية من كافة النواحي. فهي اخطأت الاهداف كلها ومعضمها لم ينفجر وما انفجر منها لم يحدث الا أثارا بسيطة ولعل احدها كان قد اصاب الطائرة الاوكرانية بالخطأ. وهذا يكشف بما لايدع ادنى شك ولابسط المتتبعين ان ما طبلت له ايران من قدراتها العسكرية وبالخصوص الصاروخية ما هو الا جعجعة مفرقعات ولعب اطفال. وما يترتب على ذلك ان النظام الايراني فقد مصداقيته لدى شعبه والعالم كما وفقد تلك الورقة في اي مفاوضات قادمة اذ لم يعد ذلك شيئاً يخاف منه الاعداء وسوف لن يثق به الأصدقاء لايران.

ثانيا: انكشف كذب ذلك النظام ليس في تضخيمه لحجم قدراته العسكرية والصاروخية بالذات فحسب بل في ادعائه انه قتل بتلك الضربة 80 جنديا امريكيا وجرح المئات بينما لم تجرح او تقتل صواريخه شخصا واحدا. الذي حدث هو بالعكس فقد تزامن سقوط الطائرة الاوكرانية المنطلقة من مطار طهران في نفس وقت اطلاق الصواريخ مما تسبب بمقتل جميع ركابها ال 180 راكبا فانشغل الإيرانيون بتجميع رفات هؤلاء الركاب المغدورين الأبرياء. و لعل صاروخ أصاب هذه الطائرة بالخطأ ولهذا رفضت ايران تسليم الصندوق الاسود للشركة المصنعة علما بان بعض المواقع اظهرت صورا لبقايا صاروخ متواجد مع حطام الطائرة. وان رفض ايران اعطاء الصندوق الاسود دليل اخر على الشكوك القوية بانها أصيبت بصاروخ. حيث انه من المفروض ان تسلم ايران الصندوق الأسود للشركة المصنعة لتلافي حدوث ذلك في المستقبل.

ومن الجدير بالذكر ان ايران فشلت في منع تدافع مواطنيها اثناء جنازة قاسم سليماني مما تسبب بموت العشرات منهم وجرح اخرين وهذا يثير السؤال التالي: اذا كانت ايران غير قادرة على ان تدير جنازة او تشييع دون قتلى فكيف تقدر ان تدير حرب مع دول اقوى منها بكثير؟

ثالثا: ظهر جليا خوف النظام الايراني من ضربات قد توجهها اليها امريكا مما جعل وزير خارجيته واخرين يصرحون وبشكل مكرر يكاد يصل الى حد التوسل بعد الضربة مباشرة بانهم لايريدون المواجهة وبان ردهم قد انتهى وبان هذه هي الضربة الوحيدة ولا يوجد رد غيرها وبانهم لايريدون التصعييد وبانهم اصدروا اوامرهم لميليشياتهم العميلة بان لا تضرب المواقع الامريكية. وهذا خلاف ما صرحوا به قبل ذلك من انهم سوف يدمرون ويقتلون وسوف ينهون وجود القوات الامريكية وما الى ذلك من اكاذيب وتهويل. ظهر فعلا انهم نمر من ورق ليس الا الى درجة بحيث اصبح العديد يشككون بانهم متفقون مع الامريكان لاخراج هذه المسرحية.

رابعا: خرقت ايران بهذه الضربات الموجهة للعراق وقواعده العسكرية قرار مجلس الامن المرقم 598 الصادر في تموز 1987 والساري المفعول في الثامن من شباط 1988 القاضي بانتهاء العمليات العسكرية بين البلدين في حرب الثمان سنوات (١٩٧٩ الى ١٩٨٨). ولو كان في العراق حكومة وبرلمان وطنيين لقاموا بالشكوى لدى مجلس الامن بسبب ذلك الخرق ولكن حكومة واحزاب وبرلمان العراق ومندوبه في جنيف عملاء لايران فحالت العمالة دون تحقيق ذلك.

خامسا: اظهرت بما لايقبل الشك ضعف وهشاشة وعدم وطنية بل وعمالة حكومة العراق المتمثلة بعادل عبد المهدي ومن لف لفها من احزاب عملية لايران مما سوف يسرع ويزيد من الثورة العراقية لاقتلاع جذور هذه الاحزاب الخائنة التي تريد جر العراق لحروب وازمات اقتصادية مع بقائه تحت الهيمنة الفارسية التي اثبتت الاحداث الاخيرة ضعف قدراتها وتوسلها بالامريكان للتفاوض. وان هذه المرة سوف يطرح على طاولة المفاوضات تخلي ايران عن ميليشياتها وهي سوف تفعل صاغرة لانها سوف تقامر بين اثنتين اما نظامها في ايران واما ميليشياتها ولابد انها ستختار الاولى وهي اصبحت تعلم جيدا ان الشعوب الايرانية قد سأمت تماما الوضع و كذب النظام وتبديد ثرواته في التدخلات الخارجية مع تدهور الاقتصاد والحالة المعيشية للشعب الإيراني الذي سوف يثور عاجلا ام اجلا.

ولعل النظام الإيراني نفسه اخذ يدرك بان مسألة ولاية الفقيه التي هي بدعة جاء بها خميني قد فشلت وهي بحاجة الى بديل ينقذ ايران من ازماتها المتعددة. وهناك امر مهم قد لايلتفت اليه البعض الان ولكنه مهم الا وهو ان ايران قد تكون هي الرابح الاول من مقتل رجل زج بها في حروب وازمات بما في ذلك التدخل لقمع شعوب الدول الأخرى مثل مظاهرات العراق السلمية وذلك كلف ايران الكثير من الموارد وجلب لها العداء والضرر دون ادنى شك ولم يقدم لها الا الازمات والكراهية التي امتدت لتشمل الشيعة انفسهم خاصة من العراقيين والعرب. حيث ان تدخل سليماني ووضعه خططا لقتل المتظاهرين وهم من الشيعة في العراق وتدخله السافر مع الميليشيات الشيعية الموالية لإيران مثل حزب الله والعصائب وبدر والخراساني والنجباء وغيرهم لقتل متظاهري العراق الذين هم شيعة مما جعل الملايين من العرب الشيعة ليس في العراق وحده بل الشيعة العرب في السعودية والبحرين والكويت ولبنان وغيرهم من العرب يضعون علامة استفهام كبيرة جدا بل وعلامات استفهام عديدة على طبيعة ذلك التدخل الايراني في العراق بالخصوص وعلى ما تسبب به من تدمير لمرتكزاته على ايدي احزاب فاسدة ساندتها ايران طيلة 17 سنة ومن ثم اخذت تقتل ابنائه بنفس الايدي الفارسية او عملائهم وكان قاسم سليماني عراب هذه التدخلات. وعليه فأن سليماني بسبب تدخله وخططه القمعية التي امتدت لتشمل العراق مما نتج عنه الالاف الضحايا من شيعة العراق جلبت الكراهية لإيران ونظامها من قبل الشعوب وهذا أسوأ ما جلبه سليماني لنظامه فهو لم يفعل ما يفيد ايران لاشعبا ولا نظما. الان الشيعة العرب في انحاء العالم والوطن العربي بالخصوص اصبحوا لايثقون بايران ونظامها ولعل ذلك سوف يستغرق اجيال عديدة حتى وان غير هذا النظام توجهاته ومن هنا نفهم ان مقتل سليماني قد يفيد ايران اكثر من غيرها.

أخيرا على ايران ان تغير من سياساتها قبل فوات الأوان فتغيرها شعوبها وذلك برفع ايديها عن الميليشيات الفاسدة والأحزاب الفاشلة في العراق والتي جلبت الدمار للعراق والعار لإيران وان لاتتدخل بقتل الشعوب الأخرى بل ان تمد يدها للشعوب وليس لقاتليهم وظالميهم. فان مصلحة ايران هي مع الشعب العراقي وليس مع قامعيه وسراق قوته وسترى ان الشعب الثائر سوف يكون صديقا لها لو هي قررت ذلك وبدلت سياستها فالبقاء للشعوب ومن الخطأ معادات الشعوب والاصطفاف مع قاتليهم من المليشيات والأنظمة القمعية.