تعالت في الآونة الأخيرة ظاهرة الاكثار من الحديث عن الفساد والمفسدون وبشكل علني وواضح ومن قبل اعلى المستويات القيادية في الدولة والسلطة وهو اعتراف مكشوف لا يقبل الانكار والتراجع والتمويه او لبلوغ اهداف وغايات دعائية يراد منها التسلق والصعود كوننا على ابواب انتخابات تشريعيه قريبه قادمه فشعب العراق رغم السبات والخدر والخمول الذي عليه طيلة سنوات الفساد والنهب والفجور في التمادي على ثروته وقوت ابنائه وسلب كل ممتلكاته وتحطيم كل مستقبله ومستقبل اجياله وبناه التحتية لكن هذا لا يعني ان حواسه ومسامعه وعيونه اصيبت بالبلى والعطب فهو لم ينقطع عن التواصل والاقتراب لمعرفة وتلمس ما يدور من حوله من سرقة وتلاعب منهيي من قبل السياسيون والسلطويون و كل الشخوص التي اعتلت دفة الحكم ما بعد 2003 والى يومنا هذا لكنه كان ولم يزل في فورة من الغليان والغضب تؤطر احاديثه التي تكتظ بها مجالسه ودواوينه ودور عباداته ومراكز طقوسه وحتى مرافق اعماله فيشخص المفسدين والمتلاعبين عن بينة ووعي وبأسمائهم واحزابهم والى اي جهة وطائفة ينتمون فضلا عن متابعته الفطنة عن مدى تطاولهم الفظ على امواله وثرواته وما وصلت ابليه ارصدتهم التي امتدت الى مجمل دول العالم وبنوكها فحديث الفساد والمفسدون الذي يسمعه اليوم والتي يضج بها الاعلام المحلي والدولي ليس بغريب عليه وقد الفه والف الكثير من نبرات التهديد والوعيد حول مكافحته واستئصال جذوره من افواه القادة والمسؤولين الا انها بقيت اضغاث احلام واوهام في اذهان هؤلاء القادة المتسلطون الذين تعاقبوا على ادارة دفة البلاد من سقوط النظام البائد الى الان ولم يحصد منها ابن الشعب الا المزيد من التنمر والهتك والاستشراء في النهب والسرقة والهدر بأموال الدولة ومفاصلها ومؤسساتها من قبل المسؤولون والقادة السياسيين كبارا وصغارا حنى استحال الفساد الى ثقافة اكثر منهجية وعمقا وتطورا من سابقه .
وبما ان المتصدي المعول عليه لهذه الحملة الوطنية بمكافحة هذه الافه الخطرة هو السيد رئيس الوزراء الذي امتلك رصيدا وطنيا وجماهيريا من لدن اغلب اطياف المجتمع العراقي ومرجعياته الدينية والعشائرية لما تحقق في زمنه وبقيادته من انتصارات على مختلف جبهات القتال ومعارك الشرف التي خاضها ابناء العراق الغيارى للذود عن حياض الوطن وتطهير ترابه من الرجس والرذيلة التي دنستها لأكثر من ثلاث سنوات حيث غسل العار والانهزامية عن وجوه المتخاذلين المسؤولين من دواعش الفساد الذين سلموا ثلث مساحة العراق ومدنه وقراه لأعتى واخس واتعس المخلوقات التي عرفها التاريخ البشري ,فهذه الحرب التي ينوي السيد رئيس الوزراء بشنها على دواعش الفساد لا تختلف بضراوتها عن حرب داعش والارهاب وربما تفوقها خطورة لكونها تجابه عدو متخفي يعيش بين ثنايانا واوساطنا وليس بصورة متقابلة ومباشره كما هي حرب دواعش الإرهاب وهو يدرك تمام الادراك ان عمق الفساد وحاضنته ومنبعه فسادا سياسيا تتبناه وتتولى رعايته الطبقة السياسية الحاكمة واحزابها السياسية المتنفذة في منظومة الدولة وكل مؤسساتها التنفيذية والتشريعية والقضائية وبكل هيئاتها الرقابية ومنظماتها السياسية والإعلامية والمهنية وقواها الأمنية
والخوض في هذا المعترك ومواجهته ليس بالأمر الهين بعد ما عشعش وتصلب الفساد وامتدت عروقه الى كل مفاصل الدولة والسلطة ومن اعلى هرمها الى المستويات الدنيا فيها حيث بنى له هاله من العظمة المستقويه بالمافيات والميليشيات المتمرسة بكل طرق الحيلة والتمويه والمكر والخداع .
فيا ترى هل يبدأ بصغار الموظفين من الفاسدين والمرتشين الذين عاثوا وتلاعبوا بأموال وممتلكات الدولة ويكتفي بهذا القدر اليسير في محاولة بائسة يستطيع من خلالها التغطية على حملته الإعلامية التي بدأها ولكي يوصل القناعة والرضا في نفوس ابناء الشعب من ان الرجل قال وفعل
ام ان السيد رئيس الوزراء يمتلك القوه والشجاعه والخطط المعرفية وكل خيوط اللعبة ومتاهاتها وتشعباتها ومسالكها التي ينتهجها الفاسدون ولديه الاليات والبرامج العلمية الثاقبة التي يستطيع من خلالها التوغل والولوج في مجابهة غول الفساد بكل عنفوانه وجبروته والمتمثل بحيتان الفساد الكبار وبما لديهم من قوة وتسلط ونفوذ اكتسبوه طيلة سنوات تحكمهم بمصير الشعب والتلاعب بمقدراته وثروته. وهذا ما يقنع ابن الشعب من ان سيف القصاص والعدل قد استل فعلا من غمده لمحاربة الفاسدين الحقيقين وليس صغار الفاسدين كما تفعله هيئات النزاهة الحكومية حاليا وكأنهم سبب في دمار العراق وهروب ثروته وامواله واعلان المزاد بسمعة شعبه وكرامته وسيتحول هذا الصخب والضجيج الاعلامي الى دعاية انتخابيه لا طعم ولا لون ولا رائحه لها وسيذهب كل ما توج شخصيته ومركزه وسمعته من انتصارات حاز عليها بمكافحة الارهاب ادراج الرياح ولن تقوم له قائمه بعد ذلك.