بدعوة موجهة لكل الكتل والاحزاب السياسية اجتمع مسعود البرزاني بهم جميعا لتدارس الوضع المتازم في كوردستان ووضع التصورات بخصوص الازمة الحالية التي يعاني منها كوردستان بشكل العام ، وهذا بحد ذاته مؤشر جيد اذا ما اردنا مقارنته مع الايام الماضبة من نشوء الازمة ، حين كان مسعود البرزاني يرفض حتى اللقاء او التشاور بخصوص الازمة ، والذي اتحذ جملة من القرارات السريعة والغير المدرزسة التي اودت بالحياة البرلمانية في كوردستان ، اذن بترتيب هذا اللقاء على هذا النحو معناه ان العراقيل كلها رفعت ولم يعد هنالك شيئا ممنوعا امام كل الاجتهادات التي تدخل في صلب هذا الموضوع الشائك ، وان طاولة المباحثات بهذا الشأن سوف يكون مفتوحا ، وبامكان كل حزب وكتلة سياسية ان يطرح وجهة نظرها بما يتناسب مع متطلبات المرحلة ، وهذا يعني ان الفرصة قد سنحت ان يقول الاحزاب كلمتها بحرية كاملة ولم بعد هنالك عراقيل لتثبيت راي معين حول الموضوع الذي اخذ يفتل من الوقت ولم نعد نعرف ان الوقت يقتلنا اذا لم نقتله اذا ما بقيت الحال على منواله …
لست من المطلعين على ما دار داخل الاجتماع ولكنني على يقين تام ان البرزاني قد ادرك اخيرا خطورة الوضع وان الوقت يمر لغير صالحه ، وانه فضل ان يجتمع بالاحزاب قيل ان يدق الصافرة نهلية الشوط من اللعبة اتي لعبها مسعود البرزاني وهو على امل ان ينهي اللعبة على اساس ما يريد عكس كل الاحزاب المتحالفة معه ، وان تنتهي كل شيء على اساس وهو رئيس للاقليم ويعلن اعلان دولة كوردستان ، الا ان الامور تعقدت على عكس ما يخطط له فابى ان يجتمع بالاحزاب والكتل السياسية الكوردستانية ليضعوا حلا سريعا للازمة المالية اللتي يعاني منها كوردستان ….
اذن من هذا المنطلق نحن نقيم الاجتماع واللقاءات الاخرى ، والذي يعتزم مسعود البرزاني اجراءها مع الاحزاب الكوردستانية ، وننظر اليها على اتها فرصة كبيرة جدا لتفادي الاوضاع التي تهددنا من كل صوب ، وهذا يعني ان الاجتماع قد ساهم بشكل مباشرو دفعت بعجلة المسار السياسي الكوردي الى امام بعد ان كانت محصورة في مربع هزيل لا تقوى غلى الحركة ، وانها كانت اعترافا ضمنيا باهمية البرلمان و بمطالب القيادات الكوردستانية باهمية رص الصفوف في هذه المرحلة الصعبة للحياة السياسية لكوردستان التي تضررت بسبب تفاوت الاجتهادات حول العديد من القضايا وكانت اخرها مشكلة رئاسة الاقليم في كوردستان التي بقيت بلا معالجة جذرية لحد هذه الساعة والتي يتامل ابناء طوردستان ان يكون لها حلا عادلا ومنصفا تنهي حالات الصراع الدائمة حولها….
وامام هذه الحالة التي تشتد فيها الازمات لم يعد امام كل القوى الكوردستانية اية فرصة للمراوغة السياسية الا ايجاد كل السبل لتجاوز الازمة ومعالجها بما ينسجم مع طموحات الشارع الكوردي الذي ينتظرالمزيد من اللقاءات والاجتماعات لتفادي كل الاحتمالات الواردة من هكذا اوضاع ، بمعنى ان الجماهير الكوردستانية التي وضعت كامل ثقتها بالحكومة والبرلمان من حقها ان تعاتب الحكومة على ضغف اداءها الذي لم يرتقي الى النستوى المطلوب قياسا لحجم وارداتها من النفط ، ومن تداولات السوق الكوردستانية التي اصبحت من اهم المعابر المهمة الى داخل العراق ، الا اتها بقيت ضعيفة لم تستطيع ان تكسر قيد عدم المبالاة والاهتمام بهذه الواردات التي ذهبت ادراج الرياح دون ان تؤدي عملها الوطني والقومي …
وعلى هذا الاساس فان المطلوب من البرزاني ان يكون اكثر انفتاحا على المطالب والحلول التي تطرحها الاحزاب السياسية ، وان يسعى بشكل اكبر للتكيف مع الواقع دون استبداد في الراي لكي ننقذ ما يتم انقاذه دون اللجوء الى القوة التي اذا ما حضرت فيقيناُ تغقد معناها ، بمعنى أخر ان اتياع الوسائل الصحيحة لدر اخطار المشاكل سيوفر الوقت لتجاوزها بلا خسارة يذكر ، لان الصحيح لا يولد الا الصحيح وان اتباعها سيحنبنا مخاطرها وأثارها ،
لقد اعطت الاجتماع دعما معنويا للمجتمعبن ان يكرروا التجربة ، ويسلكوا طريقها بعد ان اثبتت المجريات ان سبل الحوار المباشر هو المنتصر في نهاية المطاف ، وان التفهفر سيكون ملا زما للمتشمحين والمستبدين الذين يرون في الحوار المباشر انتكاسة ، وفي الانصياع لمنطق العقل والضمير تنازلا عن مشاريع القتل والخراب التي لم تجلب سوى المزيد منها ، وهذا يدفعنا ان نبارك للقيادة الكوردستانية هذه الخطوة الاولية ، ونحن لا زلنا بانتظار المزيد لنتجاوز المرحلة بثقة أكبر ، ونقول ان محاولة تفليد النظم الدكتاتورية في مسارها السياسي سيجلب الكوارث والويلات ، وانه أن الاوان ان يتكيف كوردستان مع متظلبات العصر الجديد في حل كل ما يتعرض لها من مشاكل ، ودرء نتائجها حفاظاً على قيمة الانسان و تطلعاته المشروعة…..