19 ديسمبر، 2024 10:11 ص

رغم مدنية المجتمع العراقي وعمق حضارته وتاريخه وشعبه الذي اطلق الالاف من النابغين في داخل العراق او خارجه، رغم كل ذلك وبوجود شكل دولة وحكومة منتخبة او ديكتاتورية او ثورية ايا كان شكلها، الا ان العقلية العراقية لا زالت تعاني من ارث قبلي وعشائري لا تقدر على الخلاص منه.

بالرغم من وجود الجيش والشرطة والكوادر الامنية والاستخباراتية والاقلام السحرية وجميع الفئات المجيشة لضبط الامن والنظام وحماية المجتمع الا ان العراقي لا زال يتعامل مع الخطر الواقع على مجتمعه بعقلية دفعه بيده!!

نعم أفهم تماما الغيرة العراقية والنخوة التي تدفع صاحبها للتحرك دون شعور، وافهم تماما كيف يمكن ان يتدخل العديد من الاشخاص في حل مشكلة يمكن ان تحصل، ولكنها جميعها مشاعر فردية لمشكلة صغيرة هنا او هناك.

المد الديني السعودي والايراني خلال العقود الماضية خلف لدينا الآن مشاعر مكدسة مضافة الى الشخصية العراقية وهي الدفاع بصيغة القتال تحت مفهوم الجهاد الديني، زاد من ذلك من قاتل الامريكان كمحتلين ومن قاتل العراقيين دفاعا عن السلطة ولتستمر مسيرة الدفاع وصولا الى الثورات السلمية، المسلحة لاحقا الثائرة، الداعشة، تليها دعوات الجهاد وبين هذا وذاك جيوش من الميليشيات المتفرقة. كل ذلك زاد تعميقا للقبلية والعشائرية وكبرت القبيلة فاصبحت طائفة!

الشعب العراقي من شماله لجنوبة ولا استثني الا النادر القليل … كله لا زال قبلي عشائري حتى مثقفوه وحملة الشهادات … وليس قادرا على التمييز ما بين الدفاع عن النفس ضد الخطر والذي هو واجب فردي … عن حالة الدفاع عن مدينة او قضاء او ناحية او حتى قرية والذي هو واجب الحكومة التي سخرت المليارات من اموال الشعب وحشرت عشرات الالاف من ابنائه الشباب في ما بين البيريه والبسطال !!

شعب عشائري بامتياز … عاشت القبلية … تسقط المدنية !!

أحدث المقالات

أحدث المقالات