23 ديسمبر، 2024 6:02 ص

ناهقون معَ الناهقينِ.. .

ناهقون معَ الناهقينِ.. .

ضجيجٌ كبيرٌ.. وتسعُ حاجياتٍ مبعثرةٌ ..كركبةٌ كأنَّ زلزالاً قدْ لفَّ المكانَ بلحظةِ السكونِ الشتائي.. ماجرى ؟الصياحُ اشتبكَ معَ انفجارِ مفخخةٍ بحينا البائسِ.
هرعْنا الى ذاكَ والى ذا.. 
ذيْ العصابةِ الخضراءِ جنَّ جنونهُ حينما وضعَ ذيْ العصابةِ السوداءِ ملعقةَ الشاي وسطَ الكوبِ الملعونِ ( الإستكان). .
بدأ السُبابُ يأخذُ منحىً آخرَ.. أسهلُ السبِ سبُ الخالقِ لأنهُ متفقٌ عليهِ حسْبَ روايةِ صاحبِ التمرةِ.. الحُمرَّةُ والزُرّْقةُ والحنقُ بدأتْ فقطْ حينما سبَّ الأسودُ رمزَ الأخضرِ ..
هوَ لمْ يسبهُ بلْ قال عنهُ فﻻنٌ دونَ أنْ يسبقهُ بلقبهِ المفضلِ (السَّيد) وهذا بمعيارِ السَّيدِ جريمةٌ اهتزَ لها عرشُ السماءِ حتى أنَّ المﻻئكةَ خرجوا بموكبِ لطمٍ وتطبيرٍ للفاجعةِ الأليمةِ ..والتجرّؤ على الذاتِ المقدسةِ.. رحماكَ ربُ الكونِ ستحلُ الكارثةُ بنا..
ﻻبدَّ منْ قربانٍ.. ﻻبدَّ منْ قربانٍ.. 
التوبةُ والندمُ ﻻتكفي ..أذبحْ عجﻻ ً أبقعأً.. لهُ سنامٌ كسنام ِالجملِ كيْ تمضي اللعنةُ الى أمريكا أو بريطانيا أو إحدى دولِ الكفرِ.. 
زادَ الزعيقُ واجتمعَ خلقٌ كثيرٌ.. ليشهدوا طقوسَ الندمِ الأكبرِ.. 
وصلَ الخبرُ ل فﻻنٍ …عفواً للسَّيدِ فﻻنْ.. 
احسَّ بالكبرياءِ والغبطةِ ونفخَ كرشهُ المنفوخِ أصﻻً ..فأخرجَ ريحاً وحينَ ابتسمَ جليسهُ خزرهُ فصاحَ الجليسُ لقدْ حلَّتْ بركاتُ الرحمنِ ..مسكٌ وعنبرٌ.. مسكٌ وعنبرٌ..
خرجَ على القومِ منادياً :مسكٌ وعنبرٌ.. فارتجتْ المدينةُ بهتافاتِ مسكٌ وعنبرٌ.. ولحقَ جرحى السيارةِ المفخخةِ بمنْ قضوا لأنَّ سياراتِ الإسعافِ لمْ تصلْ بسببِ قطعِ الطرقِ منْ قبلْ الحشودِ المليونيةِ الهاتفةِ..